للإسلام كباقي الأديان الأخرى أسس و مقدمات يعتمد عليها وجوده و لها الفضل في نشره بين باقي الأمم و إيصال رسالته إلى مختلف أقطاب الأرض فمن ابرز تلك الركائز القوية الشكيمة هم رجالاته العظماء أصحاب المقامات الرفيعة بدءاً من الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و خلفاءه الراشدين و انتهاءً بصحابته الكرام ( رضي الله عنهم أجمعين ) الذين قدموا المواقف المشرفة فخلدوا فيها التاريخ المشرف بما سجلوه على صفحاته البيضاء الناصعة فكانوا الأنموذج الأسمى و المثل الأعلى للأجيال القادمة وفي كل عصر و مكان حتى أصبحوا من الخطوط الحمراء التي لا يجب أن يتعدى عليها أي شخص مهما كانت قيمته و منزلته و شرفه و حسبه في المجتمع فتسول له نفسه التعدي و تجاوز حدوده على مكانة و قدسية و منزلة تلك الشخصيات العظيمة بشرفها و مواقفها الإنسانية و عمق الخدمات النبيلة التي قدموها خدمة للإسلام و نشر قيم و مبادئ رسالته السمحاء في شتى الأوساط البشرية فكانوا بحق رجال المواقف الصعبة و الدعائم القوية لثبات عرى الإسلام المحمدي الأصيل فحقنا علينا أن نقف بكل فخر و اعتزاز كي نعطيها ولو بالشيء القليل ما تستحقه من احترام و تقدير و إحسان وهذا ما تسالمت عليه جميع الطوائف و الشرائح الإسلامية إلا أئمة و سلاطين و قادة دولة الخرافة الداعشية فكل مَنْ يقرأ و يتمعن في تاريخ هذه الدولة الإرهابية و كيفية نشؤها و ماهي مواقفها تجاه الإسلام و رجالاته الأجلاء فإنه يقيناً سيجد العجب العجاب فمن اغرب مواقفهم مع الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم ) كانت تتسم بالسلبية و انعدام العقلانية فيها بل و الشذوذ عما اتفق عليه المسلون وكما تقول الحكمة من فمك ندينك فينقل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاوى ابن تيمية ج3 فصل في الاقتصاد والاعتدال في أمر الصحابة والقرابة فيقول : (فإنّ أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث عليهم جيشًا، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثًا، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثًا يقتلون وينهبون ويفتضّون الفروج المحرّمة ) ثلاثة أيام و مدينة الرسول تستباح ! ! أرواح المسلمين تزهق ! أعراض المسلمين تنتهك ! بطون النساء تبقر بالرماح ! فيا للعجب و الأمر ممَنْ صدر؟ صدر من خليفة المسلمين و أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ! فهل البيعة تؤخذ بالغصب و القوة يا مسلمين !؟ فهل النبي و خلفاءه الراشدين و صحبه الكرام فعلوا مثلما فعل يزيد بالمدينة المنورة ومَنْ فيها رغم علمه أنها مدينة تضم العديد من مقدسات المسلمين ففيها الصحابة ( رضي الله عنهم ) و مسجد الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم ) وقد كشف تلك الحقائق المعلم الأستاذ الصرخي الحسني في محاضرته (3 ) من بحثه الموسوم الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول في 21 / 10 / 2016 فيعلق الأستاذ الصرخي قائلاً : ( ( مَنْ الذي يقول؟ ابن تيمية يقول، ينقل عن خليفته عن إمامه، عن ولي أمره، عن الخليفة السادس الراشد يزيد بن معاوية، يقتلون وينهبون ويفتضّون الفروج المحرمة في أهل المدينة، يفتكون بالصحابة والمهاجرين والأنصار، بحريمهم بأعراضهم، هذه المليشيات إذًا وقوى التكفير وقوى المليشياوية ليست بجديدة، منذ تلك الفترة ملازمة لدعاوى الخلافة والإمامة وولاية الأمر والمهدويّة وما يرجع إلى هذا. إذًا هذا الخليفة ماذا فعل؟ماذا أمر؟ أمر بانتهاك حرمة المدينة، أمر بانتهاك الأعراض، نساء المهاجرين والأنصار، قتل الصحابة؛ صحابة رسول الله من المهاجرين والأنصار ) ) .
https://www.youtube.com/watch?v=7Iimn95t8jw
بقلم // احمد الخالدي