قضية الصحراء المغربية كانت بسيطة وعقدها القذافي وحكام الجزائر حتى أصبحت متعددة الألغاز والمطبات ، وأصبح ملف الصحراء منبوذا في منظمة الاتحاد الإفريقي وكذلك الأمم المتحدة لأنه ملف فارغ مليء بالخزعبلات وتزوير الحقائق ، تلك االموجدة في كتب التاريخ المحفوظة في خزانات العالم ذات القيمة العلمية وليس التاريخ الذي كتبه كابرانات فرانسا ومرتزقة إسبانيا الفاشستية ...
في نزاع الصحراء ألغاز كثيرة ، منها مثلا :
1) ما هي أفضل صورة تقدم بها الجزائر البوليساريو للعالم : هل صورتها كحركة تحرير أم كدولة تسمى " جمهورية الصحراء الغربية " ؟ أليس هذا لغزا ؟
2) لماذا لا تعترف البوليساريو بالصحراويين الذين لم يلتحقوا بالبوليساريو من أبنائهم وآبائهم وأعمامهم وأخوالهم وكل من يمت بصلة لعشيرتهم فهم لا يعترفون بهم لأنهم لم يلتحقوا بهم إلى مخيمات الذل بتندوف الجزائر ، ويمكن إضافة الذين عادوا للوطن بعد أن اكتشفوا أنهم مجرد لعبة في يد حكام الجزائر ؟
3) لماذا لا يقبل حكام الجزائر الحلول الواقعية لهذه المعضلة ؟
4) في نقلها لأي خبر ، لماذا تضيف صحافة الجزائر وصحافة البوليساريو لكل قرارات الأمم المتحدة وتقارير الاتحاد الإفريقي ، لماذا تضيف من عندها دائما كلمة " والاستقلال " ، فكل القرارات أو التقارير تُصَاغُ على أساس المفاوضات بين الطرفين للوصول إلى حل سلمي متوافق عليه لتقرير مصير الشعب الصحراوي ، إلى هذا الحد تقف كل التقارير والقرارات .. لكن صحافة الجزائر والبوليساريو تضيف من عندها عنوة وضد إرادة كل المنظمات " تقرير مصير الشعب الصحراوي والاستقلال " السؤال هو : أليس هناك تناقض صارخ بين " البحث عن حل سياسي سلمي متوافق عليه " وتقرير المصير والاستقلال " ؟ كيف يمكن أن يلتقي " البحث عن الحل السلمي المتوافق عليه لتقرير مصير الشعب الصحراوي " كيف يلتقي هذا التعبير مع زيادة كلمة " والاستقلال " ؟ إذا كان لابد من ربط الحل بالاستقلال فالمنظمات التي تصدر تلك القرارات يمكنها أن تضيف ( والاستقلال ) بكل سهولة ، لكن هذه المنظمات الدولية لها من الذكاء ما جعلها تنتبه لكون الصيغة التي تقول " بالبحث عن حل سياسي سلمي متوافق عليه " يتناقض مع زيادة كلمة " الاستقلال " لذلك لا يلتقي الحل السلمي السياسي المتوافق عليه مع الاستقلال .... هذا واضح عند من له عقل كباقي البشر ، أما غاية الجزائر والبوليساريو من إضافة " الاستقلال " فهي تنفيذ أوامر التزوير والتدليس والتضليل التي تربى عليها حكام الجزائر والبوليساريو لنشرها في مخيمات تندوف .
5) هل الدول التي صوتت لصالح عودة المغرب للاتحاد الإفريقي صوتت على ذلك من أجل إشعال نيران الفتنة بين الجزائر والمغرب أم طمعا منها في تهدئة الأمور التي ربما قد تدفع نحو تسهيل حل لمعضلة عانى منها ساكنة مخيمات الذل بتندوف أكثر من 42 سنة ؟ ، هل يعقل أن 50 دولة التي صوتت لعودة المغرب للاتحاد كان من أجل إشعال الفتنة ؟ طبعا كان التصور المنطقي البشري هو عودة المغرب من أجل تقريب وجهات النظر لحل هذه المعضلة داخل البيت الإفريقي وليس لإثارة الفتنة بين الجزائر والمغرب ...
كل ذلك حصل و حكام الجزائر والبوليساريو لا يَسْتَحْيُونَ من نشر الأكاذيب مثل نشرهم أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سيُعَجِّلُ باستقلال الصحراء الغربية ... والحقيقة هي أن عودة المغرب لهذه المنظمة الهدف منها أن تتخلص المنظمة من ملف الصحراء الفارغ والتافه والمفبرك وتتركه كما هو في سلة المهملات لدى الأمم المتحدة ..
لماذا تنتظر البوليساريو أن يعترف العالم بسيادة المغرب على الصحراء المغربية ؟
بعد كل هذه التصورات التضليلية التي ينشرها حكام الجزائر والبوليساريو لا بد أن نسأل : ماذا كان ينتظر البوليساريو من عودة المغرب للاتحاد الإفريقي إن كانت هي والجزائر ينشرون فكرة بأنه : ليست هناك دولة في العالم تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، وعليه يكون المغرب في الاتحاد الإفريقي دولة ناقصة جغرافيا ، وكما سبق أن بينا وبنينا الفكرة المتجلية والظاهرة والواضحة أن حكام الجزائر هم جماعة من المعاكسين للمنطق الإنساني فوق هذه الأرض ، يعاكسون كل شيء ، يعاكسون بعضهم البعض على شيء تافه أو على شيء يعود بالمصلحة لوطنهم الجزائر فهم يقومون كرجل واحد ضد مصلحة وطنهم وشعبهم ، فقد تجد 2 جزائريين يتناطحان من أجل عدم إنجاز مشروع يخدم وطنهما معا وقد يصل الأمر للاشتباك بالأيادي علما أنها من أجل الوطن الجزائري .... على الجزائر والبوليساريو أن يعلموا بأن كل دول العالم يعترفون بالمغرب ، أعيد وأقول : على الجزائر والبوليساريو أن يعلموا بأن كل دول العالم يعترفون بالمغرب ، وكل دولة تعترف بالمغرب فهي تعترف بالمغرب كاملا ، أي تعترف بالمغرب وضمنيا بالمغرب كما هو أي المغرب ببحريه ( المتوسط والمخيط الأطلسي ) وبصحرائه من طنجة إلى لكويرة : فأينما رَفْرَفَ العلمُ المغربي فهو مغربٌ وتعترف به هذه الدول ، وأينما وجدت مجموعة بشرية تتعامل بالدرهم المغربي فهو مغربٌ ، وأينما وجدت رسالة تحمل الطابع البريدي المغربي فهو مغربٌ ، وأينما وجدتَ رجلَ أمنٍ مغربي ينظم السير يحمل على كتفيه اليمنى واليسرى قطعة صغيرة هي العلم المغربي فهو مغربٌ ، أينما وجدت أبناكا تتعامل بالعملة المغربية وتمنع تصريف العملات الأجنبية إلا بطريقة قانونية فهو مغربٌ ، فأينما وجدت مدرسة أو أي مؤسسة تعليمية تدرس لأبنائها برامج مغربية فأينما كانت هذه المظاهر المذكورة فهو مغربٌ شاءت الجزائر والبوليساريو أم كرهوا ويعترف بها المجتمع الدولي ، ويمكنني أن أسرد آلاف المؤسسات والمواد المتبادلة بين الناس في المغرب من طنجة إلى لكويرة لن أستطيع الإلمام بها كلها فهي بمئات الآف ...فهل يستطيع أحد بل أيا من كان أن ينزع العلم المغربي من على البنايات الرسمية وغير الرسمية في العيون والسمارة والداخلة وبوجدور ، فهل يستطيع أحد أن يتعامل في عمق الصحراء المغربية ، في العيون والداخلة والسمارة وبوجدور بغيرالعملة المغربية ؟ وهل يمكن للبريد في كافة مدن الصحراء المغربية المسترجعة أن يتعامل بغير الطابع البريدي المغربي .؟ هل يمكن لمؤسسة تعليمية تدرس مواد خارج البرامج والمناهج المغربية ؟ وهل يمكن إنكار الباكالوريا المغربية التي تؤشر عليها أكاديمية العيون أو أكاديمية الداخلة أن ترفضها جامعة من جامعات العالم ؟ إن عدم اعتراف العالم بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المغربية هو وَهْمٌ عشش في أمخاخ البوليساريو وكراكيز حكام الجزائر بل هي مجرد خزعبلات للجزائر والبوليساريو ... ونحن على يقين أنه حينما يجلسون فيما بينهم فهم يبكون الدماء عوض الدموع ، لأن الدول التي تعترف بالمغرب كدولة فهي تعترف ضمنيا بذلك المغرب من أقصى نقطة مع الحدود الجزائرية إلى أقصى نقطة مع الحدود الموريتانية ، وهل سمعتم يوما أن دولة عينت سفيرا لها في الرباط وكتبت تحفظا في وثيقة تعيين سفيرها ( هذا السفير مُعَيَّنٌ في المغرب من الحدود الفلانية إلى الحدود الفلانية ولايعترف سفيرنا هذا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية ) ، ستكون هذه مهزلة وسابقة في تاريخ الدبلوماسية العالمية ... وهل سمعتم ذات يوم هدد فيه كل السفراء المعتمدين في المغرب أنهم اتفقوا على العودة إلى أوطانهم حتى يخرج المغرب من الصحراء المغربية ، والله إنها عقول العصافير تلك التي يحملها حكام الجزائر وعصابة البوليساريو ، فكل هؤلاء يعترفون بالمغرب كاملا وأينما كان العلم المغربي يرفرف هنا أو هناك بعيدا داخل كل بقعة وركن في عمق الصحراء المغربية و يعترفون بذلك الدرهم الذي يتعامل به الناس ( حتى الشخص الذي يذهب إلى العيون وفي قرارة نفسه لا يعترف بكونها مغربية ، فلن يُقْبَلَ منه الدينار الجزائري المَيِّتُ في الجزائر ) طبعا قد يقبل منه الدولار والأورو في العيون أو الداخلة إلا الدينار الجزائري المرفوض حتى داخل الجزائر ، وفي عمق الصحراء المغربية يعترفون بالطابع البريدي المغربي وكل الطوابع الإدارية التي تلصق على الوثائق المتداولة بين الناس في البيع والشراء مثلا وغير ذلك من المعاملات الوثائقية ، وكل موظف مغربي تم نقله إلى أي نقطة في الصحراء المغربية سيتلقى أبناؤه نفس التعليم الذي كان يتلقاه في المدينة التي جاء منها سواءا جاء من الشرق أو من الغرب أو من الشمال المغربي ...
فلماذا تنتظر البوليساريو أن يعترف العالم بسيادة المغرب على الصحراء المغربية ؟ إن المغرب يمارس سيادته على أرضه في الصحراء المغربية وكل ما ينشره حكام الجزائر والبوليساريو بكون لا وجود لدولة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ، فالمغرب يمارس سيادته رغم أنف كل مخلوقات الله ، وكل ما تنشره الجزائر والبوليساريو هو مجرد افتراء وأكاذيب وخزعبلات وتخاريف ، ويؤكد كل ذلك ويرد عليه بالواضح : أن لا دولة في مجلس الأمن طالبت بإخراج الجيش الملكي المغربي من الصحراء المغربية ... أيها البوليساريو أدخلوا هذه الحقائق في أمخاخكم فأنتم ليست لديكم أدمغة ، لديكم فقط قِطَعٌ من المخ لا تختلف عن مخ البهائم .... فلو كان المغرب لا يمارس سيادته على الأرض الصحراوية الغربية المغربية لانتفض مجلس الأمن كما انتفض يوم دخل صدام حسين إلى الكويت وأمر بخروج الجيش العراقي من الكويت ، بكل بساطة لأن الكويت دولة عضو عضو عضو في الأمم المتحدة ، فهل البوليساريو عضو في الأمم المتحدة ، عليه أن يكتسب مقومات الدولة ثم ليبحث عمن يزج به في الأمم المتحدة وبعد ذلك لكل حادث حديث ، وهو أمر من عاشر المستحيلات .... فإذا كان المغرب هذه هي حالته مع صحرائه التي لا تتكلم معه الدول العظمى حولها إلا باحترام تام واعتراف ضمني بأنه سيد يمارس سيادته على صحرائه .. فلماذا تزيدون في معاناة ساكنة مخيمات الذل بتندوف وهذه هي حقيقة الوضع الدولي للصحراء المغربية ؟؟؟
عود على بدء :
إذا كان المغرب قد استرد صحراءه منذ نوفمبر 1975 ومنذ ذلك التاريخ لم يستطع مجلس الأمن بأعضائه الخمسة الدائمين لم يستطع ولا عضو واحد منهم أن يستفرد بالمغرب ويتجرأ ويطلب منه ولو في السر الخروج من صحرائه ... كل دول العالم التي لها علاقة مع المغرب تعترف به كاملا غير منقوص أي تعترف بسيادته على الصحراء الغربية المغريبة ، فهل صرحت دولة ما بأنها تعترف بالمغرب إلى الحدود الفلانية فقط ... لم يسبق أن تم هذا الأمر ولم نسمع به بتاتا ....
فما رأي البوليساريو الذي صدَّعَ رؤوسنا بأنه ليس هناك دولة تعترف للمغرب بسيادته على الصحراء ؟ الجواب على هذه الخزعبلات هو : هل قطعت دولة ما علاقتها مع المغرب لأنها ربطت عودة العلاقة معه بشرط خروجه من الصحراء الغربية المغربية ولم يخرج فنفذت تلك الدولة وعيدها وقطعت علاقتها مع المغرب ؟ لم يحدث هذا ولن يحدث لسبب بسيط هو أن العالم كله قد أدرك أن النزاع هو نزاع شخصي بين رئيس الجزائر وملك المغرب ، إذن هو نزاع تافه وملف فارغ ، فما عليها إلا أن توطد علاقتها بالمغرب وأن تستمر في اعترافها الضمني بكامل ترابه من طنجة إلى لكويرة ... ربح المغرب رهان السيادة على صحرائه المغربية ، فماذا ربح حكام الجزائر وهم يمططون معاناة ساكنة مخيمات الذل بتندوف ؟
سمير كرم