كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته بهذه الكلمات النبيلة و ذات المعاني السامية لرسول الرحمة الإلهية محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) نفتتح بها مقالنا فهي تضع أمام القيادات الحاكمة مسؤولية كاملة تقوم لهم خطة ممارسة واجباتها من دون ملل أو كلل وعلى أكمل وجه فهي كالعين الساهرة على راحة رعيتها ولا يقبل منها أي حجة او عذر إذا تقاعست أو تباطأت في أداء واجباتها بالإضافة إلى عملها الدؤب في حفظ حقوق الرعية و خيراتها و أموالها و مقدرات البلاد من السرقات و الاحتيال عليها أو استغلالها لأغراض خاصة أو شخصية وعدم المساس بها و حمايتها من الهدر عمليات و غسيل الأموال فهي من الخطوط الحمراء لأنها المصدر المالي الأساس لقوت الرعية وهذا ما تسالمت عليه كل الحكومات و الشعوب في مختلف أرجاء المعمورة في حين أننا لو وضعنا تاريخ قادة و سلاطين داعش على طاولة النقاش و التحقيق لوجدنا فيها ما يشيب من رأسه الطفل الصغير لما تضمنته من مواقف يندى لها جبين الإنسانية و التاريخ لعل في مقدمتها انشغالهم بجمع الأموال و بطرق غير مشروع وكما تمارسه الحكومات من جرائم تهريب و غسيل الأموال و التحايل على أموال الشعب بعدة وجوه و عناوين مختلفة تصب لصالح حكومات الفساد و السرقات المالي فحكام و سلاطين داعش تملصوا من واجباتهم الأساسية و انشغلوا في كنز الأموال و المجوهرات و النفائس و مما نستدل به ما نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ج16 (379385 ) وعلى لسان القائد المغولي هولاكو وهو يصف حال خليفة الدواعش وما هو عليه من حب و ولع في المال و جمعها و تكديسها في خزائن القصر و لحسابه الخاص خلافاً لما كان يعمل به الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) في جمع مال المسلمين في بيت المال و توزيعها بالقسط بين الرعية و ليس كما كان يفعله حاكم بغداد فيقول هولاكو ما نصه (خِدْمَة ملك نَاصِر طَالَ عُمُرُهُ إِنَّا فَتحنَا بَغْدَادَ، وَاسْتَأْصلنَا مَلِكَهَا وَمُلْكَهَا، وَكَانَ ظَنَّ إِذْ ضنَّ بِالأَمْوَالِ وَلَمْ يُنَافس فِي الرِّجَالِ أَن مُلكَه يَبْقَى عَلَى ذَلِكَ الحَال ) فخليفة المسلمين و أمير المؤمنين و الحاكم الصالح يقضي وقته بجمع الأموال و النفائس بينما رعيته ذهبت أرواحها و أعراضها و أموالها و مقدساتها تذهب سداً أدراج الرياح أمام وحشية و همجية جيوش المغول وه الخليفة لا يعلم بذلك همه المال و ليالي الأنس الحمراء ، همه حياة الترف و اللهو و الطرب و الغناء فيا عقلاء القوم هل هذا ما أقرته سنن السماء و تشريعات الرسل و الأنبياء و ما تنتظره الشعوب ما قادتها و أولياء أمورها ؟ و نذكر هنا ما تطرق إليه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (44 ) ضمن سلسلة بحوث التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في 19/5/2017 فيقول الأستاذ المعلم الصرخي : ( (هولاكو هنا أعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية، يقول: الخليفة جمع الأموال واعتزّ بها وكدسها ولم يهتم بالرجال، فتوقع بأمواله واكتنازه للأموال سيبقى على ما هو عليه ) ) و نختم بالموقف الإنساني النبيل للخليفة الثاني عمر (رضي الله عنه ) وهو يتفقد اليتامى و الأرامل و المستضعفين في العراق و السؤال عنهم بينما خليفة داعش ينشغل بخزن و تكديس اموال الشعب في خزائن قصره في الوقت الذي تعيش فيه الرعية حالة البؤس و الفقر و الجوع فأين خليفة بغداد من منهج الرسول الكريم و خلفائه الراشدين و صحبه الأجلاء ؟ .
https://www.youtube.com/watch?v=t9r2JCxVxbY
بقلم احمد الخالدي