كثيراً ما نسمع بالمثل القائل حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له فإن كل مَنْ يتصور أو يعتقد بخلاف الشيء فهو ساذج بكل ما تعنيه الكلمة ، فالحق مثلاً خلافه الكذب فهل يُعقل أن يصدق الإنسان بالكذب فمثلاً أن أي دولة تحرك جيوشها لغرض احتلال دولة رغم وجود المسافات الشاسعة بينهما. فرغم الدراسة الاستيتراتيجية التي تتطلب من المحتل توفير كامل العدة و العدد اللازم والإمكانيات الواجب توفرها كي يتم تحقيق الهدف المنشود من وراء هذا التحرك وعلى حجمها و نوعيتها يتوقف التحرك و الهدف حينها تكون الدول المستهدفة في مرمى خطر الاحتلال وعليها أن لا تبقى متفرجة و مكتوفة الأيدي بل تأخذ هذا الخطر المتربص بها شراً على محمل الجد وأن تعد الخطط و تجهز إمكانياتها البشرية و ترسانتها العسكرية و جعلها على أهبة الاستعداد أو في حالة الحيطة و الحذر وكما يصطلح عليه في الأمور الاحترازية و لكن حينما ندرس واقع قادة الدواعش و وعاظ سلاطينهم نجد سذج بامتياز فكما قلنا أن باقي دول المعمورة اتخذت حالة الطوارئ القصوى لمواجهة خطر الغزو أما سلاطين و قادة التكفير و الإرهاب الدواعش نراهم يعتقدون بأن المغول إنما خرجوا للنزهة و الترفيه رغم علمهم المسبق بأن هؤلاء المحتلين إنما جاءوا للسيطرة على بغداد و باقي مدن المسلمين ولو بالقوة ، من هنا يمكننا أن نتصور ضخامة الآلة الحربية و أعداد الجيوش البشرية الهائلة من الجند و العسكر التي أعدها المغول لإحتلال الدول و تأسيس إمبراطوريتهم المزعومة فعلى مدار عشرات و السنين وهم في حروب و معارك طاحنة مع الدول و قادة داعش و وعاظهم السذج يعتقدون أن هذه الجيوش المتجهة نحو بغداد هي للنزهة فقط و فقط حتى أصبحوا على باب قصر الإمارة و خليفة المسلمين في بغداد الساذج في حالة طرب و غناء و خمر و ليالي أنس حمراء فأي عاقل يُصدق بما فعله هذا الخليفة الساذج فكان مصيره الذل و الهوان و القتل في نهاية المطاف جراء سياسة التخبط و الفشل التي كانوا عليها هؤلاء القادة الدواعش وقد أستغرب المهندس الأستاذ الصرخي الحسني من هذه المواقف المضحكة المبكية لقادة داعش ومن وراءهم الوعاظ السلاطين الذين لم يكلفوا أنفسهم في حماية المسلمين و أعراضهم و مقدساتهم فلم يتخذوا التدابير و الاحتياطات اللازمة لمواجهة الخطر الذي يتهدد بحياة العراقيين في بغداد و باقي المدن الإسلامية الأخرى جاء ذلك في محاضرته 45 بتاريخ 23/ 5 /2017 ضمن سلسلة بحوثه العلمية في التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الاسلامي حيث قال الأستاذ الصرخي : ( ( في سنة 614 هـ المغول وصلوا إلى نواحي العراق، فهل كانوا قد خرجوا للتنَزُّه والترفيه؟ ! وهل استمرت نُزهَتُهم عشرات السنين بحيث بَقِيَ خليفةُ بغداد ووعّاظ سلطانِه ورفاقُه يعتقدون أنّ المغول لازالوا في نُزْهة حتّى عام 656هـ ، فلا حاجة للتجييش والتهيئة لمواجهة خطرهم ولا حاجة أصلا للخوف والحذر منهم ! ! بينما صار شغل أبناء تيميّة الشاغل تكفير وقتل وهتك المسلمين من شافعية وأحناف وشيعة، وخاصّة ما حصل من مجازر وانتهاكات كبرى على أهالي بغداد الكرخ ) ). فيا أيها الدواعش حدثوا العاقل بما يُعقل و ليس بما لا يُعقل .
https://www.youtube.com/watch?v=zZHGzW0WwKo&feature=youtu.be
بقلم احمد الخالدي