لكل دولة دستور يشرع لها القوانين و الأنظمة التي تسير بموجبها أمور إدارتها وفق نظامها الداخلي المتفق عليه و كذلك يعمل على تنظيم شؤون العباد بما يتماشى مع معطيات السماء و الحياة الكريمة و بموجب هذا الدستور يتم تشكيل حكومات و قيادات سياسية تكون بمثابة الخادم المطيع لسيده الذي جاء به عبر صناديق الاقتراع و يكون هذا العبد ملزماً وفقاً لما نص عليه الدستور بتطبيق كافة الأنظمة و القوانين و بشكل عادل و منصف بين العباد فلا فرق فيه بين أسود و أبيض ولا غني و لا فقير إلا بالتقوى و كما نصت عليه سنن و تشريعات السماء من هنا نقول لا فرق بين ابن معمم و ابن سياسي و بين ابن عراقي يسكن في بيوت التجاوز إلا بما شرعته رسالة الإله جل و علا السمحاء ، ففي العراق بالإضافة إلى وجود حكومة سياسية أيضاً توجد قيادة دينية ممثلة بالمرجعية وما لها من دور كبير تمارسه وفقاً لمعطيات الدستور و الوظيفية الإنسانية التي تقع على عاتقها ومنها نشر الصلاح و الإصلاح و محاربة الفساد و الإفساد و محاسبة المقصرين من خلال الرؤيا و الاستقراء الدقيق لمجريات الأحداث التي تعصف بالمجتمع العراقي فكانت المرجعية التي قدمت نفسها على أنها خيمة لكل العراقيين ممثلة بالسيستاني صاحب الولاء المطلق للغرب و إيران على حدٍ سواء ، قلنا يقع على عاتق هذه المرجعية إصلاح الأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب جراء الفساد و السرقات و المشاريع الوهمية و غسيل الأموال التي تمارسها الأحزاب السياسية المهيمنة على دفة الحكم و الذين فقدوا الحياء و أخذوا يستخفون بعقول العراقيين من خلال ما يصرحون به ومن على منبر الإعلام المأجور و التابع لهم أنهم بصدد محاربة الفساد وهم جادون باجتثاثه ومن أصوله وهنا نسأل مرجعية السيستاني كونها هي مَنْ جاءت بهؤلاء السياسيين و دعمتهم بكل ما تملك من فتاوى و دعم لوجستي مباشر إذا كان السياسيون كلهم يريدون محاربة الفساد و القضاء عليه فمَنْ يا ترى جاء بالفساد هل هو الشعب أم هم ؟ و إذا كان الشعب هو الفاسد ومَنْ يجب القضاء عليه و السياسيين صالحين و ملائكة رحمة فهل الشعب هو مَنْ يتحكم بالبلاد أم السياسيون ؟ عجباً و الله لما تصرح به تلك القيادات السياسية الفاسدة و مرجعيتها الروحية الإيرانية من عزمها على الاقتصاص من الفساد وفي الحقيقة هم أصل و منبع الفساد و الإفساد في البلاد و العباد فميزانية 1000 مليادر دولار مَنْ بددها ؟ مَنْ أهدرها ؟ مَنْ هربها إلى خارج البلاد ؟ هل هو الشعب أم أنتم يا سياسي الصدفة في هذه الحكومات المتعددة التي توالت على حكم العراق أكثر من 14 سنة و لا زالت تريد البقاء جاثمة على صدره ؟ فكفاكم ضحكاً على الذقون و التغرير بالعراقيين يا ساسة العهر السياسي و حانات الغرب و أمريكا و إيران و تل أبيب دور الفساد و الإفساد فمتى يُصلح الحال و يعيد ترتيب الأوضاع مَنْ ينادي المُجَربُ لا يُجرب ؟ .
بقلم // الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي