د. عادل محمد عايش الأسطل
أمرنا الله سيحانه كمسلمين، بأن نؤمن به، وبملائكته وبكتبه وبرسله أجمعين، قال تعالى :"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ، كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ، وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" البقرة- الآية 285، وقد ورد في الحديث الشريف، أن الملَك جبريل عليه السلام، سأل النبي(ﷺ): "ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" إلخ.
إذاً، وامتثالاً لأمره سبحانه، ولأخلاق دينه القويم، وجب علينا الإيمان به وبأنبيائه ورسله، من آدم عليه السلام، إلى سيدنا محمد (ﷺ)، وفي ذات الوقت، محظورٌ علينا التعدّي على حرماتهم، أو على رسالاتهم والكتب المنزلة إليهم، ومن ناحيةٍ أخرى، ومن خلال قوله تعالى :"أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" الشورى- الآية 13، فقد ألزمنا برفع راية الإسلام عالياً، وإلى التصدّي، لمن يُكذّبون بالكتاب المبين، ويطعنون في رسالة النبي الأمين.
لانقصد المسيحيين بأي حال، وإنما الأزلام الصابئة والمرتدّة عن الإسلام الحنيف، وخاصةً إلى المسيحية، التي نذرت نفسها لمقاتلة الإسلام، من خلال منابرهم الفضائية، ووسائل الاتصال الأخرى، والكامنة حول العالم، من أجل تكذيبه والقدح فيه، والتقليل من شأن أتباعه، وكل ذلك ربما، لحقدهم عليه وكرههم للمسلمين، أو لتجميل الديانة الذي صبأوا إليها، وربما ذلك لم يكن من تلقاء أنفسهم، باعتبارهم مدفوعين بأجرٍ كبير، كسبيلٍ لمواجهته ومنع تعمّقه، لما يُمثّل من خطرٍ على المسيحية بشكلٍ خاص.
ولا يأتي قدحهم بطعنٍ نافذ، أو بحقيق الكلام، وإنما بهرتلة وتخبّط، فتراهم يقفون عند حكمة أرادها الله سبحانه، والتي ليس مضطرّاً أي مسلمٍ أن يقف عليها، باعتبارها فوق طاقته، أو يحيكون أمامه من عويص المسائل، والتي تبدو بغير فائدة، وسواء في حياته الدينية أو الدنيوية، كمعرفة عدد حبات الرمل، أو اسم آدم قبل خلقه، وهكذا دواليك.
وفي ضوء ذلك نقول لأولئك الرعاع برغم قلتهم: إن شئتم التوفير على أنفسكم، عناء الشقاء والتكلفة، فإن ما هو أولى لكم وأنفع هو الكف عمّا تنفثونه من ترّهات، وما تنضجون من هراءات، لم يكن الله ليغفرها لكم ابد الدهر، لأن ما تكذبون به، وما تدعون إليه، ليس بذي جدوى، وليس له من حياة، وذلك لبعضٍ من البيانات التالية:
- هناك أرقاماً خيالية، تشير إلى تنامي نسبة تاركي الديانات المختلفة، وخاصة المسيحية وعلى اختلاف طوائفها، لصالح الإسلام، ويتمّ ذلك بمحض إرادتهم، لا رغماً عنهم، ولدى المسيحيين مخاوف متراكمة ومتتالية، من إمكانية تراجع المسيحية أمام الإسلام، وبوتيرةٍ أسرع.
- تراجعاً في الأصل من المنتمين للمسيحية، في الاحتفاظ بديانتهم أو المواظبة عليها، وقد تم تسجيل الكثير من الكنائس حول العالم المسيحي بخاصة، التي أغلقت أبوابها، لافتقارها إلى الرواد المسيحيين والمؤمنين منهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمّ تحويلها إلى مساجد أو مراكز إسلامية، بعد امتلاك الإسلاميين لها.
- الآلاف من المسيحيين بخاصة، والذين ينتقلون إلى الإسلام، هم في معظمهم من الطبقات العالمة والتي لا يسهل اقتناعهم بسهولة لاعتناق الإسلام، بعكس القلة من المسلمين الذين يتحولون إلى المسيحية أو إلى الإلحاد، والذين تنطبق عليهم أوصافاً دونية وغير أخلاقية.
- بإجماع الكل، وسواء في الشرق أو الغرب، فإن جميع الرحلات التبشيرية، والتي طافت أرجاء العالمين العربي والإسلامي، على مدى العقود الماضية، والتي هدفت إلى نشر المسيحية وتنصير المسلمين، قد باءت بالفشل، وأن الأموال المدفوعة من أجل كسبهم أو استمالة فطرتهم، قد ذهبت هباءً منثورا.
- للتأكد من صحة القرآن الكريم بأنه كتاب الله، وبأنه مُعجز - للإنس والجن- من حيث تعاليمه ومعانيه وتراكيب حروفه والحكمة منها، فإن عليهم مراجعة المنشورات التي استخرجها كبار خبراء اللغة وفقهاء الدين والعارفين.
- هناك مؤلفات لا حصر لها(مسيحية غربية) مهمّة، تُعلي النبي محمد (ﷺ)، والتي على رأسها مؤلّف لعالم الرياضيات والفيزياء اليهودي- الأمريكي «مايكل هارت»، (الخالدون مائة، وأعظمهم محمد)، فضلاً عن أقوال علماء وفلاسفة العالم عن الرسول الكريم.
خانيونس/فلسطين