سارعت بعض المواقع الإلكترونية إلى إعطاء تفسيرات غريبة لعملية إعادة بناء وتوسعة مسجد محمد الخامس بالحسيمة، التي اعتبرتها، من دون أن تكلف نفسها عناء أي تمحيص، هدما، و أن تربط بين هذا الفعل، وما كان صدر عن المتابع في أحداث الحسيمة ناصر الزفزافي، الذي كان قاطع خطيب نفس المسجد وتهجم عليه، من دون أدنى مراعاة لحرمة المسجد.
وبالرغم من غياب أي رابط منطقي بين الحدثين، فإن النية السيئة، التي تسكن بعض الأفئدة المريضة، باتت هي محركها الأساسي في كل ما تنشر، بحثا عن إثارة، سيحتقرها ـ لا محالة ـ كل صاحب عقل سليم، لكن الذين حاولوا سابقا النفخ على جمر أحداث الحسيمة، حتى أوصلوا الزفزافي من معه إلى السجن، بعد أن اتضح أنه لا مصداقية له، وأنه مجرد كركوز تحركه أيادي ملضخة بالمال الحرام القادم من بعض العواصم الأوروبية، سعوا من خلال هذه "الكذبة" أن يعيدوا صورة الزفزافي إلى الواجهة، وكأنه أصبح "لعنة" تطارد هذا البناء ( المسجد).
وقد تجاهل هؤلاء أن مسطرة إعادة بناء المسجد كانت مبرمجة ضمن المشاريع التي يشتمل عليها المحور الديني لاتفاقية الحسيمة- منارة المتوسط، الموقعة في 17 أكتوبر 2015، والذي تشرف العمالة على تتبع تنزيله بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، وذلك بناء على الخبرة التقنية التي تم إجراءها من طرف مختبرات معتمدة والتي خلصت إلى هشاشة بناية المسجد وخطورتها على سلامة المصلين، تماما كخطورة بعض الأخبار على الرأي العام.
ولقد وجدت عمالة إقليم الحسيمة مضطرة لتوضيح هذه الحقيقة، حتى لا يستمر مثل هؤلاء في غيهم، و حتى يعرف الرأي العام الحقيقة من الدجل.