انتخب المغرب الجمعة عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية وذلك بعد عام من عودته إلى المنظمة الافريقية إثر غياب منذ 1984 احتجاجا على انضمام الكيان غير الشرعي المعلن من قبل جبهة البوليساريو الانفصالية تحت مسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية".
وبذلك يكون المغرب قد قطع خطوة مهمة تضع حدا لدعايات مغرضة ترويج لها البوليساريو والجزائر في محاولة لإبعاد الرباط عن عمقها الافريقي.
وتكتسي هذه الخطوة أهمية كون هذا المجلس لم يفوت في السابق أي فرصة دون مهاجمة مصالح المغرب ومناصرة الطروحات الانفصالية، خاصة أثناء رئاسة الجزائري إسماعيل شرقي منصب مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي.
وبعد استعادة عضويته بالاتحاد الافريقي وانتخابه الجمعة عضوا في مجلس الأمن والسلم للاتحاد، يكون المغرب قد حقق انتصارا ثانيا كبيرا على طريق العودة القوية لعمقه وحضنه الافريقي.
ويلعب مجلس السلم والأمن دورا حيويا خاصة في ما يخص مستقبل قضية الصحراء المغربية.
وكان هذا الجهاز قد لعب دورا سلبيا طيلة السنوات الماضية من خلال تقارير كان يرفعها لقادة الاتحاد واتسمت بالسلبية والانحياز للجبهة الانفصالية بدفع من الجزائر وجنوب افريقيا.
وبانتخاب المغرب عضوا ممثلا لمنطقة شمال افريقيا بتأييد 39 صوتا، ستتيح العضوية الجديدة للرباط الدفاع عن مصالحه من موقع قوة.
كما يأتي هذا الانتخاب ليؤكد مرة أخرى نجاح الدبلوماسية الإفريقية الهادئة التي قادها ولايزال العاهل المغربي الملك محمد السادس.
واثر تصويت للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي في أديس أبابا عشية قمة الأحد والاثنين، حصل المغرب على المقعد المخصص لشمال افريقيا من بين عشرة مقاعد تم تجديدها هذا العام لولاية تستمر عامين، علما بأن المجلس يضم خمسة عشر عضوا.
وقالت الخارجية المغربية في بيان وزع على الصحافيين في اديس ابابا "تم انتخاب المغرب عضوا في مجلس السلم والأمن" ممثلا لمنطقة شمال إفريقيا بتأييد 39 صوتا وامتناع 16، بينما خصصت لغرب إفريقيا 3 مقاعد ولشرقها مقعدان ولإفريقيا الوسطى مقعدان وذلك في إطار انتخاب 10 أعضاء جدد بمجلس السلم والأمن خلال القمة العادية الـ30 للاتحاد الإفريقي، من مجموع 15 عضوا.
ويتوقع أن تصادق جمعية الاتحاد الافريقي على هذا الانتخاب رسميا الاثنين.
وقبل التصويت، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن ترشح بلاده يندرج "في اطار عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي"، مضيفا "من الطبيعي أن ينضم المغرب إلى مختلف هيئات المنظمة وخصوصا أن للمغرب مساهمة مهمة ومعروفة ومعترفا بها على صعيد حفظ السلام وخصوصا في افريقيا".
وتعزز عضوية مجلس السلم والأمن حضور المغرب داخل الاتحاد الافريقي بعد اطلاقه حملة دبلوماسية واسعة لاستعادة دوره الافريقي وكذلك لتعزيز موقفه افريقيا في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية.
وكانت المملكة انسحبت من الاتحاد الافريقي في 1984 احتجاجا على قبول عضوية الكيان غير الشرعي المسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو في الصحراء المغربية.
ولم تعلن في اديس أبابا أسماء الدول الأخرى التي تم انتخابها في مجلس السلم والأمن.
وانطلقت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أشغال القمة العادية الـ30 للاتحاد الإفريقي خلال الفترة من 22 إلى 29 يناير/كانون الثاني تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد.. مسار مستدام لتحويل إفريقيا".
وذكرت مصادر مغربية الجمعة أنه من المرتقب أن يشارك الملك محمد السادس رفقة وفد رفيع المستوى في قمة زعماء ورؤساء دول إفريقيا وحكومات البلدان الأعضاء في المنظمة يومي الأحد والاثنين المقبلين.
وكان الاتحاد الافريقي أعلن مشاركة 40 زعيما والعديد من أمناء المنظمات الدولية والاقليمية من ضمنهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وتركز القمة الافريقية على العديد من القضايا من بينها النزاعات المسلحة والهجرة غير الشرعية التي من المرتقب أن يقدم حولها العاهل المغربي تقريرا مفصلا بعد أن كلف في الدورة السابقة من قبل قادة المنظمة.
بلقاسم الشايب