اعتبر زياد طارق عزيز، نجل نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، أن إطلاق مسؤولين في الحكومة العراقية تصريحات بعزم السلطات تنفيذ حكم الإعدام بوالده العام المقبل، يأتي في سياق "الروح الانتقامية" لرئيس وزراء العراق الحالي، نوري المالكي، وشركائه في العملية السياسية.
وانتقد نجل الرجل الذي عمل وزيراً للخارجية في فترة حكم الرئيس الراحل، صدام حسين، إطلاق تلك التصريحات تزامناً مع موسم أعياد الميلاد، مشيراً إلى أنها تعكس حالة التخبط السياسي لرئيس الوزراء العراقي، وما وصفه بـ"الحقد البغيض" على القيادات العراقية السابقة.
وقال عزيز الابن، المقيم بالعاصمة الأردنية عمان، في تصريحاته : "لست متفائلاً بمصير والدي، ولا بشيء لأن كل شيء سيء متوقع من المالكي، ونحن اليوم نراهن على رحيل المالكي الذي يتلقى أوامره من إيران."
وكان سعد يوسف المطلب، أحد مستشاري رئيس الحكومة العراقية، قد قال الاثنين، إن حكومة المالكي تعتزم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق طارق عزيز، أحد أركان نظام صدام حسين، في وقت لاحق من العام 2012 المقبل، رغم نداءات دولية للحكومة العراقية بعدم إعدام وزير الخارجية الأسبق.
إلى ذلك، اعتبر عزيز أن ربط تصريحات مسؤولين في مكتب المالكي حول إعدام عزيز، بالانسحاب الأمريكي من العراق "دلالة" على ذهاب العراق إلى "الهاوية لاحقاً"، مشيراً إلى أن ذلك ينبئ بأن المسؤولين في الحكومة العراقية مقيدون الآن، وأن عملية تصفيات حساب مع خصومها ستبدأ بعد الانسحاب إن حصل.
وأضاف: "أعتقد أنهم سيبدؤون بالحلقة الأضعف وهم المعتقلون.. وأنا حزين بسبب الحقد البغيض لطارق عزيز والقيادات العراقية السابقة."
وفيما شدد عزيز على أن حكم الإعدام الصادر لم تتم المصادقة عليه للآن من محكمة التمييز، جدد وصفه لمحاكمة والده بأنها "محاكمة سياسية صرفة غايتها الانتقام."
ولفت عزيز إلى أن زيارات أفراد العائلة لوالدهم باستمرار، كان آخرها زيارة قبل نحو أسبوعين إلى مقر سجنه في الكاظمية، مشيراً إلى أن حالته الصحية مستقرة على وضعها السابق.
وأشار إلى أن والده اليوم، بات لم يعد يتمنى من نعيم الحياة شيئاً، إلا أنه يفتقد أجواء العائلة، خاصةً فيما يتعلق بأحفاده.
وقال عزيز الابن: "إن حالته الصحية المتردية كما هي، ولا يوجد أدوية ولا عناية طبية في السجن، ونواظب دوماً على إرسال الأدوية والطعام وبعض الكتب والمجلات التي يطلب قراءتها باستمرار، فهو للآن يحرص على قراءة كتب السياسية والاطلاع على الأخبار."
وحول نية طارق عزيز كتابة مذكراته، أشار نجله إلى أن والده لم يعد يقوى على الكتابة، وأنه أبلغ زوجته "أم زياد" بذلك، حينما اقترحت عليه كتابة مذكراته.
وقال الابن معلقاً على ذلك: "لم يعد والدي يستطع الكتابة، خاصةً لفترات طويلة، ولقد رأيت خطه في رسائل عديدة، هو أقرب إلى كتابة طالب مدرسة في المرحلة الأساسية."
ونقلاً عن عائلة عزيز خلال الزيارات، أضاف نجله بالقول إنه يتابع تطورات الثورات العربية، رغم قلة مصادر المعلومات في السجن، مشيراً إلى أنه أعرب عن "فرحته" عند تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك من الحكم، فيما أعرب عن استغرابه من القيادات الجديدة في ليبيا واليمن، مشيراً إلى أنه "لا يعرف أحداً منها."
وأكد عزيز أن والده يتلقى معاملة جيدة في سجنه من إدارة السجن وكذلك السجانين، لافتاً إلى أن أحد السجانين صرح خلال إحدى زيارات زوجته لها، باحترامه لطارق عزيز باعتباره "رجل مبدئي"، على حد وصفه.
وحمل عزيز مسؤولية المعتقلين في السجون العراقية وتردي الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، للأمريكيين وإيران، إضافة إلى "الأمة العربية"، التي قال إنها "نسيت" قضية العراق.
واعتبر أن إعدام أي من قيادات حزب البعث السابقين، يأتي للتغطية على "فشل بإدارة البلاد"، و"الفشل الأمني"، كما أنه يهدف إلى "إرضاء فئة معينة من الناس."