سيتعب العدميون ومن معهم من الخرافين وهم يسعون على قدم وساق لعرقلة المسار الديمقراطي الذي دخله المغرب منذ تاسع مارس، هؤلاء الرافضون لكل شيء ظلوا يراهنون على تعثر المشروع الديمقراطي الذي وضع أسسه الدستور الجديد ورسخته الانتخابات التشريعية .
ومما زاد في تعبهم فوز حزب معارض لم يكن أكثر المحللين السياسيين تفاؤلا يتوقع تقدمه بمسافة مهمة على باقي الأحزاب سواء المجتمعة في تحالف الكتلة او المشكلة لتحالف الثمانية والذي عرف ب جي 8,
محاولات التصعيد التي دخل فيها النهجيون و العدلاويون المتسترون وراء عشرين فبراير، تأتي كرد فعل يعكس يأسهم وفشلهم في عرقلة المسار الديمقراطي الذي يرسخه المغاربة بكل مكوناتهم في جو من الهدوء والمسؤولية وهذا ما يزعج العدميون ومريدي شيخ القومة وهم يتابعون الأحزاب السياسية وهي تجري مشاورات واتصالات لبحث إمكانية مشاركتها في حكومة الحزب التي سيقودها حزب العدالة والتنمية الذي تصدر الانتخابات التشريعية .
في ظل هذا التحول الديمقراطي الذي يعيشه المغرب ويسعى لتطويره لن يكون أمام هذين المكونين ان أرادا الخير لهذا الوطن كما يدعون إلا الانخراط في المسار الديمقراطي والمساهمة في ترسيخه من خلال مؤسسات سياسية خاضعة للقانون وتؤمن بالخيار الديمقراطي والحق في الاختلاف والاحتكام لرأي الأغلبية . بدل الركون إلى نظريات سياسية عفا عنها الزمن وتجاوزها الفكر الإنساني آو البحث عن سراب الخلافة التي يجري ورائه شيخ بلغ أرذل العمر ودخل زمن الهذيان الخرافة .
وحتى تتضح لكم الأمور يكفي أن تلاحظوا بأنفسكم أن تظاهراتكم لم تعد تثير اهتمام المواطنين رغم التضخم الرقمي الذي تدبجونه في بياناتكم الدعائية ، كما أن ندواتكم الصحفية لم تعد تجلب الصحفيين لسبب بسيط هو أنكم أصبحتم تكررون أنفسكم بشكل ممل.
كما أن القنوات الخليجية التي كانت تقتات على تصريحاتكم ، وتضخم حجمكم صدت عنكم هي الأخرى بعد أن تأكد الماسكون بخطها التحريري أن المغرب تبنى الخيار الديمقراطي ويسير بثبات لترسيخه في إطار من التشاور والتفاهم والحق بالاختلاف والقبول برأي الأغلبية ، وهذا هو المسار الديمقراطي ولن نسمح لأي كان بعرقلته لأنه خيار شعب .