في مقابلة أجراها إدوارد هيلمور مع الكاتب مايكل وولف حول كتابه ” القنبلة” عن الحياة في داخل إدارة دونالد ترامب “نار وغضب: في داخل بيت ترامب الأبيض”. وقال وولف إن حديثا على عشاء من المأكولات البحرية في بيت وولف بغرينتش فيلج كان بداية كتابه الذي يقول إنه “أصبح حدثا سياسيا دُوليا”. حضره كل من روجرإيلز الذي طرد من إمبراطورية روبرت ميردوخ كرئيس لقناته فوكس نيوز وستيفن بانون الذي كان يحضر نفسه لوراثة أجندة إيلز المتطرفة. وقال وولف “مضى على طرد روجر من فوكس ستة أشهر، ولم تكن المناسبة دعوة أقوى رجل بل على العكس″. ودعا بانون حيث قال له “روجر سيحضر العشاء هل تود الحضور؟”. ومع اندلاع العاصفة ووصلت إلى ترامب وبانون والبيت الأبيض يتساءل وولف إن كان إيلز قد أكد له في ذلك العشاء في كانون الثاني/ يناير 2017 حيث انتقلت شعلة الشعبوية الجمهورية من شخص لآخر. وأضاف “أفكر دائما أن شيئا ما حدث”. وكان من النتائج المباشرة للكتاب هي انفجار العلاقة بين بانون وترامب وخروجه من “بريتبارت نيوز″ بعد قطع ممولي الموقع اليميني العلاقة مع بانون إضافة للمحاولات الغريبة من ترامب تأكيد سلامة صحته العقلية التي عادة ما كانت محلا للتساؤل من مساعدي ومسؤولي البيت الأبيض الذين تحدث إليهم وولف. وقال وولف إن كل ما تم التركيز عليه يبدو عشوائيا بالنسبة له مشيرا إلى أن الكتاب “إنفجار لأن هذه هي الحقيقة عن ترامب، فهو شاذ، وليس العمل الذي كان يجب أن يعمله. وكل شيء يقوم به على بعض المستويات يبدو مثيرا للضحك”. وعندما تساءل هيلمور إن كان ترامب قادرا على القيام بمهمته كرئيس، أجاب “لا أعرف إن كان الرئيس من الناحية السريرية غير سليم العقل وكل ما أعرفه وما شاهدته وسمعته من الناس حوله أن دونالد ترامب شخص لا يمكن التكهن بتصرفاته وغير عقلاني إلى حد عدم التماسك ومهووس بنفسه بطريقة غير مريحة ويظهر كل الصفات التي تظهر على كل شخص: ماذا يجري هنا، هل هناك شيء غير عادي؟””. ويعلق وولف على دعوة ترامب المشرعين من الحزبين كي يناقش معهم الهجرة وأمن الحدود أن الدعوة غير عادية لأنه يريد أن يظهر أمام الكاميرا كرجل عاقل ويضحض ما جاء في الكتاب. ما “يثبت افتراضا آخر في الكتاب” وهو أنه “لا يهتم ويريد من شخص القيام بعمله وكل ما يريده هو إنجاز ولا تهمه طبيعة هذا الإنجاز″، ويضيف وولف إنه تحدث مع عدد من أصدقاءالرئيس ومحاسيبه الذي أنكروا أنه رجل يجيد التفاوض ” فقد ترشح على فكرة أنه مفاوض ولكنهم قالوا إنه لم يكن مفاوضا أبدا، فالتفاوض يحتاج إلى فهم بالتفاصيل وهو عمل منهجي ولا يستطيع عمل هذا”. ولم يكن ترامب قادرا على التحكم بنفسه في لقاء قصد أن يظهر سلامته العقلية ومنطقه، فسرعان ما وصف المهاجرين من السلفادور وهاييتي ودول أفريقيا بـ البالوعات أو الحثالات. ويصف وولف التهديدات القضائية من ترامب وفريقه لمنع نشر الكتاب بعدما نشرت صحيفة “الغارديان” بعضا من محتوياته “هذا مثال آخر عن عدم سيطرته على نفسه” و “أعرف أن كل واحد كان يحاول منعه من عمل هذا ولم يستطع وقفه، فقد انفجر وفعل ما لم يفعله أي رئيس من قبل: محاولة مقاضاة رجل للتشهير والتدخل بالخصوصية”. ويرى وولف أن هناك جانبين للمواجهة “الجانب الأول، وقد شعرت بالفزع من الهجوم على الدستور وعلى ما نفعله نحن كصحافيين وما نعيشه كأمريكيين” و “الجانب الثاني وهو أن هذا رجل أحمق بالمطلق وكل ما فعله هو إثارة الانتباه لكتابي وكل ما فعله هو إيذاء نفسه بكل مناسبة”.
كيف دخلت البيت الأبيض ؟
ويؤكد وولف أن كتاب “نار وغضب” حصل على موافقة من ترامب. فبعد أن كتب عددا من التقارير الإيجابية عن ترامب وبانون لـ” هوليوود ريبورتر” انضم إلى عدد من الباحثين عن فرص عمل الذين تجمعوا في “ترامب تاور” “قلت للرئيس، أريد أن أحضر للبيت الأبيض كمراقب في البيت الأبيض”، هنا اعتقد أنني أبحث عن وظيفة. قلت “لا لا أريد أن أكتب كتابا”، تغير وجهه ولم يكن مهتما، ولكنني ضغطت، وأحب فعل هذا، وبعدها قال ” أوكي بالتأكيد””. وبدأت مغامرة مثيرة للجدل للصحافي من نيويورك. وحسب سجل زوار البيت الأبيض فقد زاره وولف 20 مرة في الثمانية أشهر الأولى من عمر الإدارة. ويعلق وولف: “ذهبت بنية التصرف كصحافي بهدف، ولكنك تفقد هذا عندما يتجاهلك الجميع″ و “تصبح جزءا من العفش، هذا الرجل مثير للشفقة ويحاول الناس بذل الجهد لتسليتك”. و”يسألون من تنتظر؟ وعادة ما أقول بانون الذي لم يكن يحضر على الموعد. ويقولون هل تريد العودة وفجأة تجد نفسك في مكتب مدير الطاقم”. ويشير هيلمور للنقد الذي تعرض له الكتاب خاصة من الصحافيين في واشنطن، فقد وصفه جيك تابر من “سي أن أن” بأنه كتاب “تخلى عن كل المعايير”. وتركز النقد على تهجئة الأسماء وعدم تأكد الكاتب من بعض الحقائق. ويعترف وولف بالمشكلة قائلا “في الحقيقة لا يخلو أي كتاب من هذا النوع من الأخطاء لكن ليس كل كتاب يصل إلى مستوى المناسبة السياسية الدُّولية”. ويرى وولف أن نقاده “غارقون بالتفاصيل” “أما أنا فلست غارقا بالتفاصيل واستطعت إيصال القصة بطريقة يفهمها الناس، تحركهم ويفهمونها”. والمشكلة في الكورس الإعلامي بواشنطن هي أن رئاسة ترامب الشاذة استطاعت تطبيعها. ويقول وولف “في البداية” قالوا “لا تعمل على تطبيعهم” ولكنهم في النهاية تحركوا بهذا الاتجاه “ففي كل يوم قنبلة جديدة تنسيك ما حدث في اليوم السابق” ثم جاء كتابه كما يقول “وأعطى سياقا” وعندها قال كل واحد “يا إلهي، نفهم الآن”.ويزعم وولف قائلا “لقد حصلت على الحقيقة التي لم يحصل عليها أي شخص، ليس لأنهم لا يعرفون، فكل واحد حول ترامب يعرف أنه دجال، أحمق، غبي وشخص غير قادر على القيام بالوظيفة. ولكن لم يقل أحد هذا مع أن الصحافيين في واشنطن يتحدثون للأشخاص أنفسهم الذين تحدثت إليهم واستمعوا للقصص ذاتها”.ويتهم البيت الأبيض أن وولف لم يحصل على مقابلة وجها لوجه مع ترامب بشكل لا يعطيه الحق للقول إنه تحدث مباشرة مع الرئيس. ويوضح الكاتب قائلا: “حصلت تقريبا على ثلاث ساعات حوار مع دونالد ترامب ما بين حزيران/ يونيو 2016 والآن حصل هذا في أثناء الحملة والفترة الانتقالية وفي البيت الأبيض”. ويقول وولف إنه ليس مهتما بالسياسة ولكن بمن هم في السلطة والسيناريو المفاجئ الذي أدى لفوز ترامب “وقد حدث هذا وما كان يجب أن يحدث، ولم يشر أي منطق لحدوثه ولكنه هناك وكيف نتعامل معه؟ وهذا كتاب ليس عن انطباعاتي بل انطباعات الناس حوله. وكان مُهمًا أن لا أجعل انطباعاتي أو علاقتي مع الرئيس المركز″. وعن تصريحات بانون حول علاقة نجل الرئيس بالروس وأن ما فعله كان “خيانة” يقول وولف إن بانون كان في طريقه لقطع العلاقة مع ترامب ولكنه يتساءل عن تهوره واتهامه لنجل رئيسه، فهل كان مخمورا؟ لا “لم أره يشرب ورأيته يرفض الشراب أكثر من مرة”. وعن السبب الذي دفع بانون لحرق الجسور مع ترامب يعلق قائلا:” نظريتي أنه كان يعتقد بفوز روي مور ( اليميني الذي رشح نفسه في ألاباما) بشكل كان سيجعله صانع الملوك وترامب الخاسر. وكان بانون سيدخل عام 2018 بكل ما لديه من نفوذ. فقد توصل بانون لنتيجة وهي أن ترامب علاوة على كونه أحمقا فهو معوق لأجندته الشعبوية الحقيقية”. وعن شعور وولف الآن بعدما حدث لبانون يقول “أشعر بالذنب بعدما وضعته في موقع لم يكن يرغب في أن يكون فيه. ولكنه رجل ناضج وكان يعرف بكل المخاطر عندما تحدث إلي”.