بعد التداعيات الأخيرة بمنطقة الكركرات نتيجة لاستفزازات البوليساريو، وقابلها ردّ فوري من طرف المغرب، اشتعلت حرارة التحرك في شد وجذب لم تنته فصوله. وبهذا الخصوص كشف عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية في تصريحه إلى أن التصعيد رافقه التهييء والتحذير من هذا النوع من الاستفزازات على الحدود الموريتانية المغربية في منطقة الكركرات.
وأسرّ أن مناورات عسكرية مكثفة، جرت في الصحراء الكبرى الجزائرية مع القبعات السوداء وبقيادة جزائرية، منها بعض الجنرالات من قيادة الأركان بالجيش الجزائري.
وأضاف بالقول: "ما يقع في الكركرات، جعل المغرب ينتبه إلى أن الموضوع جدي ويعمل بالتالي على تحريك بعض العتاد العسكري الثقيل ومراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوات المينورسو المطلعة على تحركات الجيش الملكي المغربي على مدار الساعة".
وأكد الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية، أن الوقوف عند تحرك طائرات مروحية مجهولة بمنطقة الكركرات لتمويل ميليشيات البوليساريو، يعتبر لا محالة تصعيدا خطيرا، خاصة مع العلم أن البوليساريو لا يتوفر على طائرات مروحية.
ولم يفته أن يشير إلى أن هذه التصرفات من قبل البوليساريو، تعدّ استفزازا للجيش المغربي وبمثابة إعلان حرب بإدخال طائرات مروحية تحط الرحال بالكركرات ليلا وفي جنح الظلام وهي مجهولة المصدر.
وأفصح في المقابل أن كل هذه العناصر مجتمعة، جعلت المغاربة وبتنسيق مع الأمم المتحدة، يتخذون كل الاستعدادات لردع هذه التحرشات والاستفزازات التي تأتي من طرف البوليساريو، قبل أن يردف: "هذه الاستفزازات تأتي كذلك بعد أن تحدثت بعض الدراسات العسكرية في بعض المراكز الأوربية وخاصة فرنسا عن انتهاء البوليساريو في سنة 2020"، ليؤكد في الآن نفسه أن سباق البوليساريو ما هو إلا محاولة انتحار.
وفي سؤال لـ "الأيام 24" عن النتائج المتوخاة في حالة تمديد المغرب للجدار العازل إلى الحدود الموريتانية، أوضح أن لا شيء يمنع القوات المسلحة الملكية من تمديد بناء الجدار العازل من المحيط الأطلسي إلى الحدود الجزائرية، في تأكيد منه أن ذلك يدخل في إطار السيادة المغربية ويعتبر في الآن نفسه، رد فعل متوقع لاستتاب الأمن في هذه المنطقة الملتهبة والمشتعلة بدرجة كبيرة.
ونبّه إلى أن وجود البوليساريو في المنطقة العازلة هو خرق صارخ وفاضح لوقف إطلاق النار، مضيفا بالقول إن المفهوم العسكري للمنطقة العازلة، يقابله عدم وجود أية عناصر عسكرية أو أمنية وإن وجود البوليساريو على 1200 كيلومترا من قواعده الخلفية في تندوف، ما هو إلا استراتيجية مبيّتة مع الجيش الجزائري لخلق توتر معين في منطقة الكركرات.
سومية ألوگي