قبل الإعلان عن ثورة الفاتح نوفمبر 1954 في الجزائر بكثير ، نعم قبل هذه الثورة بزمن طويل كان جيل تلك الثورة والشعب الجزائري يحمل فكرة الوحدة بين الدول المغاربية بإصرار ، ونفس الشيء عند بقية شعوب الدول المغاربية الخمس ( ليبيا - تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ) وبنفس الإصرار بل كان ذلك من البديهيات ، كان ذلك الجيل يحلم بالوحدة المغاربية ، واليوم يرى جيلنا نفس القضية لكن من الجانب المعاكس وهو إعلان حرب ضروس ضد الدعوات المتكررة للانفصال ، إذن نحن جيل أعداء الانفصال في المنطقة المغاربية بِدُوَلِهَا الخمس ، نحن جيل أعداء التشتيت والتفرقة في وطننا الكبير.... هذا الوطن الذي يمتد من البُطْنان في أقصى شرق ليبيا شفاها الله وجمع شمل أهلها ، ومنها عبر البحر المتوسط إلى طنجة المغرب الأقصى الجميل أعان الله شبابه في استكمال بناء صرحه ولو ذرة ذرة أو حبة حبة لأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة ، نحن جيل أعداء الانفصال نحمل حُلْمَنَا الوحدوي عبر تونس الخضراء أنزل الله سكينته على أشقائنا وأحبابنا فيها ، ومنها إلى جزائر المليون ونصف شهيد فَكَّ الله أَسْرَنَا من تحت ( صباط ) كابرنات فرانسا وشياتيهم الكبار الذين يجثمون علينا طيلة 56 سنة ، ومن هناك وعبر المحيط الأطلسي إلى آخر نقطة في بلاد شنقيط بلاد المليون شاعر موريتانيا الطيبوبة ، موريتانيا نقاء السريرة إلى ضفاف نهر السنغال الموريتانية ... نحن جيل أعداء الانفصال لهذا الوطن الكبير الممتد من البُطنان بليبيا إلى ضفاف نهر السنيغال لموريتانيا سنتصدى لكل انفصالي أينما كان وكيفما كان ، لأننا لا نزال نحمل شحنة الوحدة التي تسلمناها من آبائنا الذين تسلموها من أجدادنا يوم كان لا فرق بين ليبي أو تونسي أو مرُّوكي أو واسطي أو شنقيطي في التحام الجميع لطرد المستعمر وتحقيق الحلم بل الهوس الوحدوي لهذه البلاد الشاسعة الذي به سنحقق الحلم الذي ران على تفكير أجدادنا طال الزمان أم قصر ... حقا نعترف بأننا نحمل في أعماقنا سذاجة الطفولة وبراءتها ، لكن هكذا تسلمنا الرسالة النقية الطاهرة من أجدادنا وسندافع عنها بسذاجتنا وشفافيتنا البِلَّوْرِيَة التي لا تعرف الكلل والملل ، و لاتعرف التدليس والمؤامرات والدسائس ، سندافع عنها لنشر ثقافة الوحدة وفضح دعاة الانفصال أينما كانوا وكيفما كانوا ومهما بلغت درجتهم في السُّلَّمِ الاجتماعي...فدعاة الانفصال في هذه الدول الخمس هم في رأينا الذي ورثناه عن شيوخ جمعية العلماء في الجزائر وشيوخ جامع الزيتونة بتونس و شيوخ جامع القرويين بفاس ومن شيوخ وعلماء شنقيط الأفذاذ .... دعاة الانفصال هؤلاء في رأينا هم خونة لتراث أجدادهم .
طبعا لن يفهم هذا الكلام الشوفينيون الذين يرتزقون من امتصاص دماء إخوانهم من شعوب المنطقة المغاربية خدمة لأسيادهم الأوروبيين والأمريكيين والروس وغيرهم ، لن يفهموا هذا الكلام لأنه كلام الحِكْمَة الذي رضعناه من أثداء حرائر أمهاتنا ، أما المرتزقة من الشياتة فقد رضعوا حليب الانفصال والتفرقة من قناني حليب الأبقار الذي قد لا يكون حليب أبقارٍ بل حليب خنازير...
أولا : والد ناصر الزفزافي لا يزال مستمرا في غَـيِّهِ وضَلَالِهِ :
حول ما يسمى بحراك الريف ، لم نبتعد كثيرا عن الحقيقة حينما بدت لنا مؤشرات الخيانة والدعوة إلى انفصال الريف في كل حركات أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي وكتبنا موضوعا نشر في هذا الموقع الموقر تحت عنوان " جهة الريف المغربية أم جمهورية الريف الهولندية ؟ " بسطنا فيه كل الأدلة على أن مشروع بعض المهاجرين المغاربة من الأصول الريفية القاطنين خصوصا بهولندا وبعضهم في بلجيكا وفرنسا هو مشروع انفصالي مفضوح يقلد فيه هؤلاء ( الريافة ) المهاجرين مشروع انفصال كطالونيا عن إسبانيا بل يكاد يكون ( كوبي كولي ) ، وقد استغل ( الريافة ) المهاجرون في الخارج جهلَ وانتهازية ( ريافة ) الداخل المنتشرين في شعاب جبال الريف في شمال المغرب المتخصصين في تجارة الكيف أو الحشيش وأوعزوا إليهم بالتمرد والعصيان عن السلطة المركزية بالرباط ، ومعلوم أن كل ( الريافة ) المهاجرين في هولندا – إلا من رحم ربك - لهم علاقة وطيدة بتجارة المخدرات مستغلين حالة الاسترخاء التي تعيشها هولندا كنمط للعيش لدرجة أن تجارة الحشيش وكثير من المخدرات تباع حسب القانون الهولندي بل تدفع الدولة الهولندية الشعب الهولندي إلى تناول المخدرات للتخلص من بعض أمراض العصر كالإرهاق والاكتئاب وأمراض الأعصاب المنتشرة نتيجة الضغط اليومي حسب رأي حكام هولندا وفلسفتهم في المعيشة ...
استغل أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي هذا الأخير القابع بأحد زنازن سجون المغرب ، استغل هذه الأجواء في هولندا وذهب إليها أولا للتواصل مباشرة مع ( الريافة ) الذين يشكلون الخط الخلفي الداعم بقوة لحركة انفصال الريف بالمال ، وطلب منهم والد الزفزافي المزيد من الدعم المالي ، ثانيا لإطلاعهم على مستجدات الوضع في المنطقة مباشرة – لأن الهواتف فضحت خيانتهم للوطن - أي إخبارهم بالمستجدات من فمه إلى آذانهم وذلك لاستكمال المشروع الخبيث " مشروع انفصال الريف عن المغرب " وكيف يمكن الرد على القبضة الحديدية التي يمارسها " المخزن " في المنطقة خاصة وقد ظهرت مؤشرات قوية جدا على أن حبل المشنقة بدأ يلتفُّ حول عنق ابنه ناصر الزفزافي لأن الدلائل القوية على أن ما يسمى حركة الريف لم تكن قط حركة سلمية تحمل مطالب اجتماعية ، بل هي في الأصل المؤكد حركة انفصالية %100 من خلال ضبط المحكمة مئات المكالمات الهاتفية بين الانفصاليين برئاسة ناصر الزفزافي والداعمين لهذه الحركة في الخارج كلها تصب في توفير الأموال بوفرة لضمان شراء ذمم أعداد كثيرة جدا من المرتزقة الذين يعملون في مشروع انفصال الريف مستغلين – مع الأسف - النسبة الكبيرة جدا والتي تتراوح ما بين 50 و 60 % من الجَهَلَةِ الذين لم يتوفروا قط على بطاقة هوية وطنية طيلة حياتهم ، فهم يولدون في السر ويموتون في السر و يتستر بعضهم على بعض لأنهم جميعا يعيشون في مستنقع الكراهية للوطن الأم ( المغرب) ، قوم يعيشون حالة الفرار الأبدي بين أدغال جبال الريف وأوديتها ، هاربين من رجال السلطة ويعيشون حياتهم بدون تسجيل في أي لائحة وطنية تضبط هويتهم وتضمن التحقق من شخصياتهم ... قوم يعيشون بالحشيش ومن الحشيش وهم على استعداد للموت من أجل جمهورية للحشيش تحت الوصاية الهولندية ، فقد تعترف بهم هولندا وتضمن لهم سجلا مدنيا لأنهم يعتاشون من منتج قانوني في هولندا وهو الحشيش ...
لما عاد أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي من هولندا إلى الحسيمة وجه تطمينات إلى المحتجين تؤكد مواصلة ما سماه بـ «حراك الريف »، وموجها رسالة إلى ابنه ناصر الزفزافي وباقي الموقوفين معه ، يقول لهم فيها : «جئت لأقول لكم إن إخوانكم في الريف والمدن الأخرى والدول الأوروبية معكم ».....
إذن ( الريافة ) في الخارج هم المخططون للعصيان المدني في منطقة الريف ، فهم يعيشون في بحبوحة في أوروبا وينفقون الأموال الطائلة لإنجاح الانفصال في منطقة الريف المغربية ، ووجدوا في الحسيمة ونواحيها قوما كُسَالى ينخر الجهل والطمع عقولهم ويتلقون رواتب شهرية ومكافآت خيالية تأتيهم من أوروبا مقابل خروجهم للشارع لالتقاط صور لهم أو ( فيديوهات ) تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم يحملون علم ما يسمى "جمهورية الريف " التي أسسها عبد الكريم الخطابي - كما يزعمون - و ذلك كدليل على أنهم يشتغلون ويستحقون الرواتب الشهرية التي يجب أن يبعث بها قادتهم من انفصاليي أوروبا ، صور وفيديوهات يظهرون فيها وهم يحملون علم ما يسمى "جمهورية الريف " التي أسسها عبد الكريم الخطابي - كما يزعمون - وهو ما تكذبه ابنته عائشة الخطابي مرارا وتكرارا وتسميهم بالمرتزقة الذين يسترزقون باسم والدها ، كما تؤكد أنها مغربية حتى النخاع والريف جزء من الوطن الكبير المملكة المغربية التي هي جزء من المنطقة المغاربية بدولها الخمس فقط لا غير ... لقد استغل ( ريافة ) الخارج هؤلاء الخونة الأجلاف مقابل بضعة أورووات شرط أن يظهروا في صور ثابتة أو متحركة ... أليسوا مأجورين لابد لهم من إثبات أنهم يشتغلون ليستحقوا تلك الصدقة مقابل خيانة الوطن الذي يتنفسون هواءه ويشربون مياهه ؟؟؟
ثانيا : بالنسبةلوالد الزفزافي : عطايا المخزن حلال و احترام مؤسسات الدولة المغربية حرام :
لم يكتفي والد ناصر الزفزافي بابتزاز الدولة في الماضي وبالضبط عام 2010 حيث استفاد من قطعة أرضية من الأملاك المخزنية بثمن رمزي في حي يسمى " ديور الملك " وظهر إذاك في إحدى البرامج التلفزية وهو يكيل المدائح للمخزن لأنه منحه مسكنا في القرية الحبوسية للمرحوم الملك محمد الخامس ، ولما زِدْنَا توسعا في البحث وجدنا أن هذا الانتهازي المدعو أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي كان يحضر في ذلك البرنامج التلفزي بصفته ( الكاتب العام لودادية قاطني القرية الحبوسية بالحسيمة !!!! ) الله أكبر ، يا سلام ....فلعل غيره من المواطنين الفقراء في الحسيمة أو في مناطق أخرى من الوطن المغربي كانوا أحوج منه بهذا المسكن الحبوسي ... وبعد حوالي خمس سنوات نجده بعد أن استفاد من كرم المخزن وضمن المسكن تحول إلى سمسار يبحث عن فقراء يشتغلون في المظاهرات في الشوارع ضد المخزن بالمقابل من الأموال التي تصب عليه بغزارة من الخارج ، لم يكتفي والد الزفزافي بابتزاز المخزن بل تحداه بالاستقواء عليه بالأجنبي وخاصة هولندا حيث توجد أكبر جالية مغربية من ( الريافة ) ووجّه من هناك نداءاً إلى البرلمان الهولندي والأوروبي من أجل التدخل حيال من أجل ( الريافة ) المعتقلين والإفراج عنهم ، فيما اعتبر أن الأوضاع إبان الاستعمار الإسباني بمنطقة الريف كانت أفضل مما هو عليه الحال اليوم.... وقد حضر إلى مقر البرلمان الهولندي وسط قاعة حضرها عشرة أفراد بينهم مغاربة، وتجنب الحديث في أكثر من فرصة عن "المسؤول عن الأوضاع" في الحسيمة، وردد بكل وقاحة أن هناك فرق (بين عهد الحماية الإسبانية والآن) وكلما سئل عن المسؤولين عن ذلك كان يجيبهم بقوله : " إذا ذكرتُ المسؤول عن ذلك فسألحق بابني في السجن"، وسط تصفيقات الحضور الذين كانوا يستمعون لوالد ناصر باللغة العربية التي يترجمها ( الريافة ) من الحاضرين إلى الهُولندية ..
هل رأيتم قمة لخيانة الوطن و للصلف والخسة والدناءة وانعدام الدين والملة أكثر مما فعله والد ناصر الزفزافي ، في البداية تحايل على المخزن حتى استفاد من مسكن حبوسي ويعلم الله كم من حاجات قضاها بِتَمَلُّقِهِ للمخزن ، وبعد مرحلة ابتزاز المخزن ينتقل إلى استفزاز ذلك المخزن الذي أكرمه وشرع في تهديده من هولندا طالبا التدخل الأجنبي لإنقاذ ولده الانفصالي ومن معه من الخائنين ...
عود على بدء :
قد نختلف فيما بيننا نحن شعوب المنطقة المغاربية عربا وأمازيغ وأندلسيين وذوي الأصول الإفريقية وغيرها من الأعراق التي تشكل أجمل لوحة فُسَيْفِسَائِيَةٍ متلاحمة ، لكن الويل كل الويل لمن تخطى حدود الوطن الخماسي ( ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ) ليجعل منها ستة أوطان أو أكثر ، فلا تزال دماء الوحدة حُلماً تسري في عروقنا من مدينة البُطنان في أقصى شرق ليبيا الأحرار إلى حدود أرض شنقيط بلاد المليون شاعر على ضفاف نهر السنيغال ، ما ورثناه عن أجدادنا من قيم العروبة والإسلام حتى قبل قيام ثورة فاتح نوفمبر 1954 في الجزائر ( يا من لا يعرف ذلك ) ، لأن أجدادنا كانوا منذ قرون وقرون لا يعرفون سوى المشرق العربي ويقابله المنطقة المغاربية المسلمة أبا عن جد ... المشرق والمغرب ، ويا حبذا لو رفعنا سقف الحلم لتحقيق الوحدة العربية الإسلامية من كابول إلى طنجة ..لكن نجد نفسنا دائما في حرب ضروس دائمة مع الخونة الذين يبيعون أجزاء من وطنهم للأجنبي مقابل ( فيزا ) للعيش في المذلة والمهانة ، فلا هم أرضوا أجدادهم ولا هم نالوا رضى أولياء نعمتهم الجدد أولئك الأجانب الذين سيكرهونهم أشد الكره لأنهم باعوا أوطانهم للغير .... فمن ينكر خير وطنه لا خير فيه في كل أوطان الدنيا ...
لن أذكر محاولات الانفصال في أوطان أخرى من المنطقة المغاربية حتى لا أخدش نقاء الموضوع وأترك لذوي الفطنة ونعمة الحكمة ليفهموا ما بين السطور ....
سمير كرم