الحكي مع التافهين مصدر إفلاس.أناس يعشقون داجي الليل و يفرضون أحكامهم دون أن يتريثوا قبل أن يعرفوا مواقف الآخرين.يقتاتون من جذور التناقض.كل من تكلم فهو خائن و كل من صمت جبان.كثير من الشباب ممن يطالبون بالديموقراطية هم أنفسهم الذين سارعوا للتخوين. يعرفون أن الأسى يبعث الأسى،لكن لحسن الحظ, القرار كان و لازال بيد الشباب المغربي الحقيقي .هو الذي يصنع أيامه, و هو الذي يقبل, و هو الذي له الحق في الرفض دون أن يزايد عليه شبان قاصرون و أحزاب مترهلة.
حالة الحلم المخدر بدأت طموحة و انتهت متهالكة لأنها نفرت الحضور الشعبي في المظاهرات.هناك المناضلون و المناضلون الذين ترافقهم النجاسة. الفئة الثانية, هي التي تتيه بين منفى و منفى و تصدر الأحكام.أناس يحيون بين المحنة و الذل,بين الذنب و الذنب. من ينتقد دون وجه حق النسخة الجديدة من الدستور و يسهب في سرد أمثلة بلدان أخرى عليه على الأقل, أن يتذكر كلام المنفلوطي الذي يقول "" من العجز أن يزدري المرء نفسه،فلا يقيم لها وزنا ،و أن ينظر إلى من هو فوقه من الناس نظر الحيوان الأعجم إلى الحيوان الناطق".
لنشرح...
لا...لا و لو كانت لحية بافاروتي
لست يساريا و لا يمينيا و بواضح الكلام لست ممغنطا .مشكلتي الوحيدة أني أمقت الإسلاميين و لا أجد ضيقا في الإفضاء بالمكنون.دستور بلدي السابق على علاته و اللاحق بآماله يكفلان لي حقي في التعبير.إعفاؤهم للحية ,له وطيد العلاقة بتبليغهم رسالة سياسية.يقولونها من زمان,الإسلام هو الحل,ينافقون الآخرين و ينافقون بعضهم البعض و يخبرون أكثر من غيرهم بأن الدين ليس سوى مطية. أبلغ مثال ما تعيشه تونس و مصر,بمجرد أن يترنح النظام الفاسد يسارعون الخطى لوأد الحرية و كما يعلم القارئ النبيه,الإسلام السياسي هو قاتل الحرية.حريتنا أهم بكثير من سياسة يسخرون فيها الإسلام.العدل و الإحسان صفتان لا تجتمعان لحركة أوهمت أجيالا برؤاها و حذرت في كل مرة ممن سمتهم الميئسين المقتنصين لفرص التشكيك في الموعود.الرؤيا يحركونها كما ترغب أهواؤهم بين القيادة و القاعدة.و حتى لا أجود بكثير الكلمات....لا للحية ,و لو تعلق الأمر بلحية "بافاروتي".
تريدون المواقف الواضحة....من دخل دار العمل السياسي بوضوح فهو آمن,و لكل شباب المغرب,لا تطلقوا اللحية...اللحية في بلدي تُذهب العقل و معه العدل و العدالة.اللحية تتناقض مع التنمية و تبطل جزاء الإحسان.العقل يرفض أن لا يشغل و من يبتاعون الوهم و يبيعونه ,و من يهددون بالعقاب الشديد و النار ذات السعير, و من يتلقفون جثة يبنون عليها مجدهم, نقول لهم :هداكم الله .الفساد فساد و لو كانت له لحية و سبحة ,و رجاء لا تنسوا :
On ne parle pas de la jeunesse marocaine à l’imparfait !
لا...لا, للأبطال الوهميين
ثلاثة أشهر من تكفير و تخوين و كل من تاه في تخصص ما, تلقفه الشارع.الشارع يَصلح و يُصلح ,لكنه في بلدي يجمع اليساري الفاشل و الإسلامي الغامض و مع الاثنين صنف ثالث هو البرجوازي الذي لم يعد يعرف على أي القدمين يرقص.أبطال أقحموا نفسهم عنوة في مشهد غاب عنه مخرج حقيقي منذ البدء.
على مضض,علمونا منذ الصغر بأن المناضل الحق هو الذي يسعد لسعادة جماعته و يشقى لشقاء جماعته و يعبر في كلتا الحالتين عما يساوره من شعور.في مغرب "الاستثناء",هذه القاعدة ينتفي معناها.لكي تنجح في إحراج نظام ما من اللازم أن تتحرك نخبة الشباب و ما شاهدناه ,فئة لم تمثل نفسها أحسن تمثيل و من العار أن تطلب تمثيل الآخرين.
في مغرب "الاستثناء" و في غفلة من صفاقة المشهد التافه,يسارع "بعض من الشباب" لتخوين الصحافيين,الكل يناضل في "الفايسبوك" و الكل ينعت قليل الأقلام التي لم ينضب عطاؤها يوما بأنها ممخزنة."مارك زوكيبربورك" ساعد التونسيين و المصريين على التحرر,و ألهمت شبكته الاجتماعية البحرينيين للمطالبة بالإصلاح ,و في المغرب كثير من التائهين يتهافتون على صفحات "الفايسبوك" ليختزلوا كل شيء و يخونوا كل الأقلام.
بعض من الشباب المعول عليهم هم أول المسارعين لانتقاد صحافيين ذنبهم الوحيد أنهم لم يهجروا القلم. منظر موحش لبلد يتألق فيه المحتال و البليد،و تتوارى فيه إنجازات الكبار.هكذا أصبحت الصورة واضحة، و الكلام مفهوما،لكن غابت الجرأة و حضرت الحقارة.المشهد الحالي فيه شرح واضح للفرق بين الجريء و الحقير.الجرأة هي أن تؤنسن الحالة و تعمم المطالب فيما بعد, و الحقارة هي أن تكون عدميا.لن يعرض الشباب المغربي الحقيقي عن الجاهلين,سيتقبل تفاهاتهم.لو كان الذكاء يشترى بالدراهم لاشتريناه للجاهلين .هم منا و نحن منهم و إن كانوا ضالين و من يستعمل قلما أحمر,عليه أن يتعلم أولا استخدام قلم رصاص.سيكون الأمر أفضل...و سيكون المغرب أفضل...