مبارك بلقاسم *
كثر الحديث هذه الأيام عن السنة الامازيغية وعن حقيقتها، وذهب البعض إلى حدّ اعتبارها "أكذوبة" مدّعين أن التقويم الأمازيغي ما هو إلا وهم وأكذوبة، وهو ما ذهب إليه شخص نشر مقالا في الموضوع وذيّله بصفته كـ"باحث واستاذ جامعي" حشر فيه كل ما خطر في باله من "أفكار" بالاعتماد على الانترنيت وعلى موسوعة ويكيبيديا ودراسات عفا عنها الزمن، وذلك مباشرة بعد تصريح أحد وزراء حكومة العثماني داخل قبة البرلمان أن رأس السنة الامازيغية لا يمكن جعلها يوما وطنيا، كما تطالب بذلك الحركة الامازيغية، لأنه "مجرد تقويم فلاحي"!كذا.
وقد تعمدنا في موقع تلكسبريس عدم الردّ على هذه المواقف المتطرفة لأنها بكل بساطة تعيدنا إلى الوراء وتخوض في ابجديات حسم معها مناضلو الحركة الامازيغية، وتضرب في العمق ما حققته القضية الامازيغية، التي تعتبر ملكا لكل المغاربة ولسكان شمال افريقيا، لذا لم نعرها أي اهتمام لأنها تعيد إحياء اسطوانة التخوين والتفرقة و"أحفاد اليوطي" وهلمّ اتهامات عانى ولا يزال يعاني منها الامازيغ لا لشيء سوى انهم يريدون تملك تاريخهم وحضارتهم الغنية والضاربة في أعماق التاريخ ضدا على اولئك الذين يقزمون تاريخ المغرب وحضارته ويحصرونه في عنصر واحد وثقافة واحدة ولغة واحدة، مستغلين الانحسار والتراجع الذي عرفته الحقوق المرتبطة بالامازيغية في عهد حكومات حزب العدالة والتنمية ضدا على مقتضيات الدستور وخاصة في مادته الخامسة..
إلا اننا ارتأينا ان نترك المجال للاستاذ مبارك بلقاسم ، أحد الباحثين والمتخصصين في مجال اللغة والثقافة الامازيغيتين المشهود لهم بالرصانة، للرد بطريقة مبسّطة وغنية بالمعلومات، على "الباحث والأستاذ الجامعي" صاحب مقال "أكذوبة السنة الأمازيغية.. وخطورتها كمشروع سياسي عنصري وطائفي "، علّها تسعف هذا الأخير في فهم ما اعتبره اكذوبة واستيعاب كيفية البحث والحفر في المادة التاريخية خاصة في موضوع ذي حساسية كموضوع الامازيغية.
مقال الاستاذ مبارك بلقاسم، حاول الرد بطريقة غير مباشرة على كل مشكك في حقيقة السنة الامازيغية أو الفلاحية، وذلك من خلال محاولة التعريف بأسماء الشهور الأمازيغية بالتفصيل بكل أنواعها القديمة والحديثة، لأن سرد هذه المعلومات أهم من مناقشة البديهيات التي يحاول أمثال صاحب "أكذوبة السنة الأمازيغية..." إرجاعنا إليها وإلهاء المغاربة بها لكي لا ينصرفوا إلى ما هو أهم كالعمل على إحراج الحكومة لإخراج القانون التنظيمي المتعلق بالوضع الدستوري الرسمي للأمازيغية الذي طال انتظاره اكثر من 7 سنوات..
إليكم مقال الاستاذ الباحث مبارك بلقاسم:
يوافق اليوم رقم 1 في السنة الأمازيغية الجديدة يوم 14 يناير في السنة الميلادية العالمية. ويطلق على فاتح السنة الأمازيغية الجديدة اسم tiwura useggʷas (أبواب العام).
عندما يردد بعض التعريبيين المعارضين للأمازيغية بشكل مضحك مقولة: "السنة الأمازيغية أكذوبة والتقويم الأمازيغي وهمي وأكذوبة، وهو مجرد تقويم فلاحي!" فإنهم في الحقيقة لا ينكرون وجود هذا التقويم في حد ذاته بشهوره وتقاليده القديمة وإنما هم منزعجون فقط من خاصية واحدة فيه هي "الأمازيغية".
هذه هي خلاصة عقدتهم. والسبب العميق الكامن وراء عقدتهم العويصة هو أن هؤلاء التعريبيين يحسون بأنهم أجانب في المغرب (ويعشقون أجنبيتهم ويريدون البقاء كـ"أجانب أبديين" في المغرب) لذلك يحاربون كل ما هو مغربي أصيل (أي: كل ما هو أمازيغي) ويحاولون إبطاله أو التقليل من شأنه وإظهار المغرب على أنه لا ينتج شيئا أصيلا (أمازيغيا) وأن المغرب مجرد أوطيل (فندق) يجتمع فيه الأجانب عبر التاريخ وأن الأجانب صنعوا كل حضارة وعمران المغرب، وأن المغاربة وبقية الشعوب الأمازيغية هي شعوب عقيمة غير قادرة على صنع أي شيء. هذه هي خلاصة مشكلتهم.
حينما يردد التعريبيون: "إنه مجرد تقويم فلاحي وليس أمازيغيا أبدا أبدا أبدا!"
فمن هم هؤلاء الفلاحون يا ترى؟
هل هم فلاحون من كوكب المريخ؟ لا.
هل هم فلاحون عرب؟ لا.
هل هم فلاحون صينيون؟ لا.
أليسوا فلاحين أمازيغا؟ طبعا هم فلاحون أمازيغ.
أليس سكان المغرب أمازيغيين؟ طبعا سكان المغرب أمازيغيون.
إذن، فلاحو التقويم الفلاحي فلاحون أمازيغيون يحرثون أرضا أمازيغية.
الفلاحون أمازيغ.
يتحدثون اللغة الأمازيغية عبر التاريخ.
ويعيشون على أرض أمازيغية.
ومدنهم وقراهم تحمل أسماء أمازيغية.
وحضارتهم أمازيغية.
وبالتالي فـ"التقويم الفلاحي" هو تقويم شمسي فلاحي أمازيغي بشكل بديهي سواء ارتبطت نقطة بدايته الرمزية بالملك الأمازيغي القبطي شيشنق Cicenq أو بالملك الأمازيغي النوميدي ماسنسن Masensen أو بديانة ما أو بأي شيء آخر. فالكل أمازيغي. فلاحو شمال أفريقيا أمازيغ. والملك شيشنق أمازيغي. والملك ماسنسن أمازيغي. أين المشكل؟ لا يوجد مشكل. الكل أمازيغي. والقضية منتهية ومحسومة تلقائيا.
هذه الجهود الصبيانية المضحكة لمحاربة الأمازيغية تشبه ما يفعله شخص يحاول جاهدا إنكار عروبة السنة الهجرية ويقول: "السنة الهجرية ليست سنة عربية أبدا بل هي مجرد سنة هجرية إسلامية دينية، ولا يوجد دليل على أنها سنة عربية أبدا أبدا أبدا".
الجواب على هذه السخافة المضحكة هو: "السنة الهجرية" هي سنة هجرية وهي سنة إسلامية وهي سنة دينية وهي سنة عربية وهي سنة حجازية وهي سنة محمدية وهي سنة عُمَرية (لمخترعها عمر بن الخطاب) وهي عربية لأن مخترعيها ومستخدميها الأصليين عرب ولأنها سنة تخص العرب بالدرجة الأولى.
ونفس الشيء نقوله عن "السنة الميلادية". فهي سنة عالمية وهي سنة مسيحية وهي سنة أوروبية وهي سنة غربية وهي سنة رومانية وهي سنة إمبراطورية وهي سنة لاتينية وهي سنة إيطالية وهي سنة دينية وهي سنة مدنية وهي سنة إدارية وهي سنة غريغورية (لمصححها البابا Gregorio) وهي سنة كنسية وهي سنة يسوعية وهي سنة ميلادية وهي سنة ثالوثية وهي سنة نصرانية وهي سنة صليبية.
هكذا نكون قد شرحنا هذا الموضوع بالخشيبات.
في هذا المقال سنتعرف على معلومات أهم من مناقشة البديهيات. سنتعرف على أسماء الشهور الأمازيغية بالتفصيل بكل أنواعها القديمة والحديثة.
توجد أربع سلاسل أو أربعة أنواع من الشهور الأمازيغية وهي:
- الشهور الأمازيغية الأصلية القديمة.
- الشهور الأمازيغية المشتقة من الشهور الرومانية.
- الشهور الأمازيغية الإسلامية بأسماء أمازيغية صرفة.
- الشهور الأمازيغية الحديثة المبنية على أرقام الشهور.
1- أسماء الشهور الأمازيغية الأصلية القديمة:
هذه هي أقدم أسماء الشهور الأمازيغية الأصلية كما وردت في التاريخ:
Tayyuret Tezwaret = القمر الصغير الأول. (الشهر 1).
Tayyuret Teggʷerat = القمر الصغير الأخير. (الشهر 2).
Yardut = (معناه مجهول) (الشهر 3).
Sinwa = (معناه مجهول) (الشهر 4).
Tasra Tezwaret = القطيع الأول (الشهر 5).
Tasra Teggʷerat = القطيع الأخير (الشهر 6).
Awdayeɣet Yezwaren = أبناء الظبي الأول (الشهر 7).
Awdayeɣet Yeggʷeran = أبناء الظبي الأخير (الشهر 8).
Awzimet Yezwaren = أبناء الغزال الأول (الشهر 9).
Awzimet Yeggʷeran = أبناء الغزال الأخير (الشهر 10).
Ayessi = (معناه مجهول) (الشهر 11).
Nim = (معناه مجهول) (الشهر 12).
المرجع الأكاديمي: The names of the months in medieval Berber، أسماء الشهور في أمازيغية العصور الوسطى، للباحث Nico van den Boogert، كتاب: Articles de linguistique berbère، إعداد الباحث Kamal Naït-Zerrad، عام 2002.
2- الشهور الأمازيغية المشتقة من الشهور الرومانية اللاتينية:
بعض الأمازيغ يسمون هذه الشهور الشمسية الفلاحية iyiren en wakal (شهور التراب، شهور الأرض).
وهذه هي الشهور الأمازيغية المنقولة من اللغة اللاتينية القديمة الرومانية مع تغييرات نطقية أمازيغية عديدة عبر لهجات اللغة الأمازيغية:
Yennayer أو Yennar = مشتق من IANVARIVS [يانواريوس] الروماني.
Yebrayer [يبراير] أو Foṛaṛ = من FEBRVARIVS [فيبرواريوس].
Mares أو Meɣres = من الإله MARS أو شهر MARTIVS [مارتيوس].
Yebrir أو Jebrir أو Ibri [إيبري] = من APRILIS الروماني.
May أو Mayyu أو Maggu = من MAIVS [مايوس] الروماني.
Yunyu = مشتق من شهر IVNIVS [يونيوس] الروماني.
Yulyuz = مشتق من IVLIVS [يوليوس] الشهر والإمبراطور الروماني.
Ɣuct [غوشت] أو Awussu = من AVGVSTVS [آوگوستوس].
Cutembir [شوتمبير] = من SEPTEMBER الروماني.
Ktobeṛ أو Tobeṛ أو Ctobeṛ [شتوبر] = من OCTOBER الروماني.
Nuwembir أو Wamber = من NOVEMBER [نوويمبير] الروماني.
Duǧember أو Dujembir = من DECEMBER [ديكيمبير] الروماني.
المرجع الأكاديمي 1: Études berbères et chamito-sémitiques للباحث: Salem Chaker. الفصل Calendriers berbères للباحثة: Jeannine Drouin، عام 2000.
المرجع الأكاديمي 2: المعجم العربي الأمازيغي، محمد شفيق، الرباط، 1990، 1993، 2000.
3- أسماء الشهور الأمازيغية الرومانية مأخوذة من اللاتينية القديمة، أما العرب فأخذوها من الأمازيغ أو من اللغات الأوروبية الحديثة:
أسماء الشهور الأمازيغية الرومانية أخذها الأمازيغ مباشرة من اللغة اللاتينية القديمة في العصر الروماني وليس من اللغات الأوروبية اللاحقة كالإيطالية والإسبانية والفرنسية ولا حتى من العربية. بل إن الاسم العربي "يناير" مثلا هو على الأرجح مأخوذ من الاسم الأمازيغي Yennayer وذلك لأن احتكاك العرب بالرومان كان ضعيفا ومتأخرا من الناحية التاريخية. وقد تعرف العرب على الرومان والإغريق من خلال الأمازيغ والأقباط والسريان لأن هذه الشعوب كانت على احتكاك جغرافي مباشر بالرومان والإغريق.
واصطدام الأمازيغ والرومان قديم جدا بسبب القرب الجغرافي بين روما / إيطاليا وتامازغا. وهناك مؤشرات لغوية مهمة تجعلنا نجزم أن الشهور الأمازيغية الرومانية مأخوذة مباشرة من اللاتينية القديمة نظرا إلى أن الأسماء الأمازيغية للشهور الرومانية احتفظت ببعض خصائص النطق اللاتيني الأصلي القديم الذي فقدته حتى اللغات الأوروبية الحديثة كالإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والكاتالانية.
فالشهر الأمازيغي Yennayer لا بد أن يكون مشتقا مباشرة من IANVARIVS [يانواريوس] الروماني بصيغته اللاتينية الأصلية القديمة. ولا يمكن أن يكون مشتقا من الأسماء الأوروبية المتأخرة مثل الإسباني (Enero) أو الفرنسي (Janvier) أو الكاتالاني (Gener جينير) أو الإيطالي (Gennaio دجينّايو) أو البرتغالي (Janeiro جانيرو).
والشهر الأمازيغي Yulyuz يستحيل أن يكون مأخوذا من مقابله في لغة أوروبية متأخرة كالفرنسية (Juillet) أو الإيطالية (Luglio) أو الإسبانية (Julio خوليو) أو البرتغالية (Julho جوليو) أو الكاتالانية (Juliol جوليول). وإنما Yulyuz الأمازيغي مأخوذ من اللاتينية القديمة مباشرة لأن الصيغة اللاتينية الأصلية IVLIVS [يوليوس] هي الوحيدة التي تفسر الصيغة الأمازيغية Yulyuz.
وبجانب الاسم Yulyuz يطلق بعض الأمازيغ اسم Izeɣ [إيزغ] على هذا الشهر بسبب شدة حرارته وجفافه. فالفعل الأمازيغي yuzeɣ [يوزغ] يعني "جَفَّ، يَبِسَ".
والشهر الأمازيغي Ɣuct [غوشت] الذي ينطقه الطوارق Ɣuccat [غوشّات] هو تحوير وتقصير أمازيغي قديم للاسم اللاتيني الروماني AVCVSTVS [ءاوگوستوس]. حيث نلاحظ تحول صوت C [ك/گ] اللاتيني القديم إلى ɣ [غ] الأمازيغي. وأيضا نلاحظ تحول S [س] اللاتيني القديم إلى c [ش] الأمازيغي. وهذا النوع من التحوير النطقي الأمازيغي لا يحدث عادة إلا بمرور مدة زمنية طويلة جدا.
والشهر الأمازيغي Awussu هو صيغة أخرى لشهر غشت تطورت بجانب صيغة Ɣuct [غوشت].
وكذلك الشهر الأمازيغي Cutembir [شوتمبير] أو Ctember [شْتَمْبَر] يُظهِر تحورا أمازيغيا قديما ومعروفا في الأمازيغية يتحول بموجبه s [س] إلى c [ش] أمازيغي، مثلما رأينا مع Ɣuct [غوشت] الأمازيغي الشمالي وƔuccat [غوشّات] الأمازيغي الطوارقي.
وكمثال لتحول s [س] إلى c [ش] أمازيغي لدينا كلمة CAVSA [كاوسا] اللاتينية التي تعني "شيء/مسألة" (وتحولت إلى cause في الإنجليزية) والتي كانت قد دخلت قديما إلى الأمازيغية فتحولت في أمازيغية الشمال إلى taɣawsa [ثاغاوسا] بنفس المعنى ولكنها تحولت في أمازيغية الطوارق إلى taɣawci [تاغاوشي]. وهذا أيضا مؤشر قوي على على أن Cutembir [شوتمبير] الأمازيغي مأخوذ مباشرة من اللاتينية القديمة.
أما الاسم العربي "سبتمبر" فمن الواضح أنه مأخوذ منذ فترة قصيرة من إحدى اللغات الأوروبية الحديثة كالفرنسية أو الإنجليزية (September).
والشهر الأمازيغي Nuwembir لا يمكن إلا أن يكون مأخوذا من الصيغة اللاتينية القديمة NOVEMBER [نوويمبير] وذلك لأن الحرف V في اللاتينية القديمة كان منطوقا كالواو (و) مثل W في إنجليزية اليوم. وفي اللاتينية القديمة لم يكن هناك وجود للحرفين U وW وإنما اخترعا لاحقا لمصلحة اللغات الأوروبية الحديثة.
أما الاسم العربي "نوفمبر" فهو صيغة عربية حديثة مأخوذة من إحدى اللغات الأوروبية الحديثة كالإيطالية أو الفرنسية أو الإنجليزية (November) لأن العرب أو المستعربين الجدد حولوا V الأوروبي الحديث إلى (ف) عربي ولم يعرفوا أن V اللاتيني القديم كان منطوقا كواو (و) مثل W الإنجليزي اليوم. أما الصيغة الأمازيغية فاحتفظت بالنطق القديم ولم تتأثر بالنطق الأوروبي الحديث.
والشهر الأمازيغي Duǧember [دوجمبر] أو Dujembir [دوجمبير] أو Buǧember [بودجمبر] تطور هو أيضا مباشرة من الصيغة اللاتينية القديمة DECEMBER [ديكيمبير] أو [ديگيمبير]. فمن المعروف أن الحرف اللاتيني القديم C كان منطوقا [ك] أو [گ] في اللاتينية القديمة ولم يكن أبدا منطوقا [س] كما نجده في اللغات الأوروبية الحديثة كالفرنسية أو الإنجليزية. اللاتينية القديمة لم تكن تستعمل الحرفين G وK وإنما كان الحرف C يقوم بوظيفتهما. والحرف اللاتيني G هو في الحقيقة تطور من الحرف C. إذن فالصيغ الأمازيغية Duǧember [دودجمبر]، Dujembir [دوجمبير] وBuǧember [بودجمبر] لا بد أن تكون قد تطورت من الاسم اللاتيني الأصلي القديم مباشرة.
أما الاسم العربي "ديسمبر" فهو مأخوذ من إحدى اللغات الأوروبية الحديثة كالفرنسية أو الإنجليزية (December) لأن العرب أو المستعربين الجدد أخذوا الحرف الأوروبي C بنطقه الفرنسي والإنجليزي الحديث [س] ولم يعرفوا أنه كان منطوقا دائما [كـ/گ] في اللاتينية القديمة، وبالتالي لم يعرف العرب والمستعربون الجدد أن DECEMBER اللاتيني كان ينطق [ديكيمبير] أو [ديگيمبير]. بينما عرف الأمازيغ ذلك منذ القديم لذلك تطورت الصيغ الأمازيغية Duǧember أو Dujembir أو Buǧember. والمعلوم في الأمازيغية أن G [گ] كثيرا ما يتحول إلى Ǧ [دج] أو J [ج] كما في الكلمة الأمازيغية agraw (الجمع، الجماعة) التي تحولت في كثير من اللهجات إلى aǧraw [أدجراو] وإلى ajraw.
المرجع الأكاديمي: Dictionnaire touareg français - Niger، القاموس الطوارقي الفرنسي (أمازيغية النيجر)، للباحث الدانماركي Karl-G Prasse، منشورات جامعة كوبنهاغن Københavns Universitet، عام 2003.
4- أسماء الشهور الأمازيغية الإسلامية:
طور الأمازيغ منذ قرون أسماء أخرى خاصة بهم للشهور الإسلامية تقابل الشهور القمرية العربية الإسلامية. وهي أسماء شديدة التنوع وتكاد لا تحصى عبر مختلف اللهجات الأمازيغية الشمالية والطوارقية، وهذا بعض منها:
Babyannu أو Tamessadeq أو Tin Dufan = شهر مُحَرَّم.
Tallit Seṭṭefet [تالّيت سطّفت] = (الشهر الأسود) شهر صَفَر.
Tallit Erɣet [تالّيت ءرغت] = (الشهر المضيء) ربيع الأول.
Awhim Wa Yezzaren = ربيع الثاني.
Melɣes [ملغس] أو Awhim Wa Yelkemen = جمادى الأول.
Sarat أو Asgenfu en Twessarin = (استراحة العجائز) جمادى الثاني.
Tiwessarin أو Tinamɣarin [تينامغارين] = (العجائز) شهر رجب.
Amezzihel أو Asgenfu en Ṛemḍan = (استراحة رمضان) شعبان.
Tin Oẓom أو Ayyur Oẓom أو Aẓom = (شهر الصوم) رمضان.
Tissi أو Tafaska Tameckunt = (الشرب / العيد الصغير) شوال.
Jar Tfaskiwin أو Tan Ger Madden = (بين الأعياد) شهر ذو القعدة.
Tafaska Tameqqṛant أو Tafaski = (العيد الكبير) ذو الحجة.
المرجع الأكاديمي 1: Études berbères et chamito-sémitiques للباحث: Salem Chaker. الفصل Calendriers berbères للباحثة: Jeannine Drouin، عام 2000.
المرجع الأكاديمي 2: المعجم العربي الأمازيغي، محمد شفيق، الرباط، 1990، 1993، 2000.
5- الشهور الأمازيغية الحديثة المبنية على أرقام الشهور:
لسبب ما اخترع بعض الكتاب والناشطين الأمازيغيين منذ بضعة عقود أسماء أمازيغية جديدة للشهور عبر ربط اسم الرقم الأمازيغي بكلمة yur الأمازيغية التي تعني "شهر/قمر". وهذه الشهور الجديدة هي كالتالي:
Yenyur أو Yanyur = الشهر 1.
Sinyur أو Senyur = الشهر 2.
Krayur = الشهر 3.
Kuzyur = الشهر 4.
Semyur = الشهر 5.
Sedyur = الشهر 6.
Sayur = الشهر 7.
Tamyur = الشهر 8.
Tzayur = الشهر 9.
Mrayur = الشهر 10.
Yemrayur = الشهر 11.
Meggyur = الشهر 12.
ملاحظة: من المعروف أن الرومان القدامى اخترعوا بعض شهورهم بنفس الطريقة العددية وهي: SEPTEMBER الذي يعني "الشهر السابع"، OCTOBER "الشهر الثامن"، NOVEMBER [نوويمبير] "الشهر التاسع"، DECEMBER [ديكيمبير] "الشهر العاشر".
6- ما هي أسماء الفصول بالأمازيغية؟
فصول السنة بالأمازيغية هي كالتالي:
Tagrest أو Tajrest أو Taǧrest [ثادجرسث] = فصل الشتاء.
Tafsut = فصل الربيع.
Anebdu أو Awilan = فصل الصيف.
Amwan = فصل الخريف.
7- اختراع السنة الأمازيغية والهجرية والميلادية والكردية والسريانية والقبطية:
في كل التقاويم التأريخية التي اخترعها البشر يتم اختيار تاريخ سابق أو حدث سابق (تأسيس دولة، ميلاد نبي، معركة عظمى، وصول امبراطور إلى الحكم... إلخ) حدث في الماضي القريب أو البعيد كنقطة انطلاق لحساب عدد السنين.
حساب أعداد السنوات الأمازيغية كما هو شائع حاليا لدى المثقفين الأمازيغيين يتأسس على عام 950 قبل الميلاد الذي وصل فيه الملك الأمازيغي الليبي القبطي شيشنق الأول Cicenq Amezwaru (بالإنجليزية: Shoshenq the first) إلى حكم مملكة القبط وأسس الأسرة الملكية الجديدة الثانية والعشرين. ويعتبر بعض الدارسين أن هذا الملك هو أقدم شخصية أمازيغية معروفة في التاريخ. ويتم حساب السنة الأمازيغية بعملية بسيطة بزيادة 950 على السنة الميلادية الحالية. وهكذا لدينا: 2018+950=2968.
والسنة الأمازيغية الشمسية ما زالت مضبوطة على الحساب اليولياني/اليوليوسي (الذي بدأ منذ عام 45 ق.م.) وليس على الحساب الغريغوري (الذي بدأ منذ 1582 ميلادي). لذلك السبب تبدأ السنة الأمازيغية الشمسية في الليلة ما بين 13 و14 يناير من السنة الميلادية العالمية وليس في ليلة 31 دجمبر و1 يناير منها. فالسنة اليوليانية/اليوليوسية تتأخر دائما عن السنة الغريغورية بـ 13 يوما كاملا. إذن فاليوم الأول في السنة الأمازيغية الجديدة يوافق يوم 14 يناير في السنة الميلادية العالمية.
أما الشهور الأمازيغية القمرية والشمسية التي رأيناها في هذا المقال فهي كانت موجودة ومستخدمة منذ مئات أو آلاف السنين من طرف الأمازيغ لأغراض فلاحية أو تجارية أو دينية أو ترحالية أو رعوية أو حربية أو تأريخية. وعندما يتم دمج الشهور بالسنة العددية التي تبدأ من تاريخ معين فهذا يصبح تقويما تأريخيا مكتملا باليوم والشهر والسنة.
واختراع السنة الأمازيغية على أساس حدث تاريخي سابق هو شيء شبيه بما فعله الأمير العربي عمر بن الخطاب عندما قرر اختراع سنة خاصة بالعرب المسلمين تبدأ من سنة هجرة النبي محمد من مكة إلى يثرب (المدينة) وتأسيس الدولة الإسلامية في يثرب، لأن الهجرة كانت أهم حدث في تاريخ العرب ولأن محمد كان أول أو أهم شخصية عربية معروفة.
وكذلك الشهور العربية (محرم، صفر، ربيع، جمادى...) كانت مستخدمة لدى العرب الوثنيين والمسيحيين قبل الإسلام، إلا أن العرب المسلمين اخترعوا سنة جديدة لأنفسهم (تبدأ من هجرة محمد إلى يثرب) ودمجوها مع الشهور العربية القديمة التي كانت مستخدمة لدى العرب الوثنيين والمسيحيين، فولد "التقويم الهجري" القمري العربي الإسلامي.
وكان العرب والمستعربون في العصر العباسي بالعراق يستعملون أيضا الشهور الفارسية بجانب استعمالهم للشهور العربية القمرية الهجرية وللشهور السريانية (التي كان العرب يسمونها بـ"الشهور الرومية" عن طريق الخطإ لكون السريان مسيحيين مثل الروم والإغريق).
ونفس الشيء كان قد سبق إليه الرومان عندما تحولوا رسميا إلى المسيحية (بعد أزيد من 300 عام من صلب المسيح). فقد احتفظ الرومان المسيحيون بالشهور الرومانية الوثنية القديمة الموروثة كما هي ولكن اخترعوا سنة مسيحية جديدة (Anno Domini أو AD) بنقطة بداية جديدة ألا وهي سنة ميلاد يسوع المسيح الناصري في إسرائيل/فلسطين. ثم دمجوا تلك الشهور الرومانية الوثنية بالسنة المسيحية الجديدة فأصبح لدينا "التقويم الميلادي" المعروف عالميا والذي خضع لتعديلات لاحقا.
وكذلك فعل الكرد عندما اخترعوا السنة الكردية الجديدة التي تبدأ من نقطة تاريخية مهمة لديهم وهي توحيد القبائل الميدية الكردية القديمة تحت قيادة الملك الميدي الكردي Deioces أو Diaoku وتحررها من الحكم الآشوري عام 612 ق.م.، وأسماء الشهور الكردية هي: Adar. Nîsan. Gulan. Pûşper. Tîrmeh. Gelawêj. Rezber. Kewçêr. Sermawez. Berfanbar. Rêbendan. Reşemî.
أما النشطاء الثقافيون السريان/الآراميون/الآشوريون (السوريون والعراقيون) فقد اخترعوا اليوم هم أيضا سنة سريانية/آشورية خاصة بهم جعلوها تبدأ من سنة 4750 ق.م. التي يعتقدون أن مدينة آشور تأسست فيها. ويملك السريان/الآشوريون/الآراميون شهورا قديمة خاصة بهم وهي: كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تمّوز، آب، أيلول، تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول. وقد أخذ عنهم العرب والأتراك العثمانيون هذه الشهور واستعملوها لقرون. أما اللغة التركية الحديثة فهي ما زالت تستخدم عدة شهور سريانية/آرامية/آشورية بابلية وهي: şubat وnisan وhaziran وtemmuz وeylül.
وأما القبط (المصريون) فلديهم تقويمهم القبطي الذي يبدأ من عام 284 ميلادي وهي السنة التي شهدت تعذيب وقتل الأقباط المسيحيين من طرف الإمبراطور الروماني الوثني DIOCLETIANVS ويسميها القبطيون "سنة الشهداء". والشهور القبطية هي: Thout. Paope. Hathor. Koiak. Tobi. Amshir. Paremhat. Parmouti. Pashons. Paoni. Epip. Mesori.
8) في أي سنة نحن الآن؟
نجد في ما يلي السنة الحالية حسب عدد من التقويمات عبر العالم:
حسب التقويم المسيحي الميلادي العالمي نحن الآن في: 2018.
حسب التقويم الأمازيغي نحن في: 2968. (بدءا من 14 يناير غريغوري).
حسب التقويم الروماني ما قبل المسيحي نحن الآن في سنة: 2771.
حسب التقويم المسيحي القبطي (المصري) نحن الآن في: 1734.
حسب التقويم المسيحي الإثيوبي نحن الآن في: 2010.
حسب التقويم البهائي (الديانة البهائية) نحن الآن في سنة: 174.
حسب التقويم الكردي (كردستان) نحن الآن في: 2629.
حسب التقويم الهجري العربي الإسلامي نحن في: 1439.
حسب التقويم الإيراني الرسمي نحن في عام: 1396.
حسب التقويم الإندونيسي البالي (جزيرة بالي) نحن في عام: 1939.
حسب التقويم الكوري (كوريا) نحن الآن في سنة: 4351.
حسب التقويم البوذي نحن الآن في سنة: 2562.
حسب التقويم البنغالي (بنغلاديش) نحن الآن في: 1425.
حسب التقويم الهندوسي Kali Yuga نحن في عام: 5118.
حسب تقويم إيگبو Igbo في نيجيريا نحن في السنة: 1018.
حسب التقويم العبري اليهودي الإسرائيلي نحن في عام: 5778.
حسب التقويم السرياني/الآشوري البابلي (سوريا والعراق) نحن في عام: 6768.
حسب التقويم المسيحي البيزنطي الإمبراطوري نحن الآن في سنة: 7526.
وحسب التقويم الهولوسيني Holocene الأكاديمي نحن الآن في: 12018.
استاذ وباحث في اللغة والثقافة الامازيغيتين*