أضيف في 11 يناير 2018 الساعة 48 : 10
تساءل إعرابي أرهقه السفر والجوع والمرض عن مكان الإنقاذ فيما كان، وأنه يرى أنه الغرق والموت الآن وفنان تسأله إحدى المعجبات عن نضارة وجهه ويجاوبها بسرعة من أثر الوضوء .. وواجبات الحكومة الغذاء والعلاج والتعليم فماذا فعلت الحكومة في هذه الأشياء .. إلى الذين يحكمون والذين يتحدثون باسم الشعب .. وإلى الذين لا تعجزهم الحيل في الضحك على الشعب. دائماً الحكومة صادقة جداً فيما يخص الزيادات القاسية ورحم الله الشاعر العظيم المتنبئ فبعد أن أصابته حمى أنشد:
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ إذا ألقاك في الكرب العظامِ كذلك دائماً الحكومة كحمى المتنبئ صادقة جداً منذ بداية دعاية الزيادات القاسية، وتراوغ وتمثل مثل ذلك الفنان وتدعي وتدعو إلى الصبر في الزيادات الرحيمة, والزيادات الرحيمة تعني مثلاً سوف يرتفع سعر الجنيه وسترتفع المرتبات وسترتفع قيمة المواطن، ونقاش ووزير وبرلمان ورفض وصياح وجدال ونقاش وتمثيل على الشعب, ثم زيادة كل شيء فيما عدا المرتبات وقيمة الجنيه والمواطن، ولكن يبقى الزيادة والمزاودة عليهم, وموظف يصطاد سمكة، وبعد أن يخرجها وهي تحاول التخلص من سنارته يتذكر الزيت والغاز والبهارات فيرجعها إلى الماء وتقفز السمكة فرحة وتهلل عاشت الإنقاذ .. والشعب يكدّ في الحجر ويدفع للحكومة بلا مقابل من العطاء سوى الهدم ورجوع أحوال العباد إلى الوراء.
كل شئ في ازدياد وسيزيد طالما يواصل النقد الأجنبي الارتفاع وتواصل العملة المحلية الانخفاض فى عدم وجود ولو بصيص أمل في الحل ..الدواء, الغذاء وسيزيد الغاز تبقى دور الإخراج الآن – زيادة الرغيف اليوم السابق لإجازة الجمعة مساءً وتمثيلية مكررة على الشعب المسكين المقهور, في الزمن القديم كان هناك طوابير للرغيف والبنزين الرخيص المدعوم وسوق سوداء لمن لديه المال, الآن الطوابير أمام السوق السوداء فيما اختفى السوق المدعوم بسياسة تحرير الاقتصاد في بدايات الإنقاذ، وبكت النساء بألم وحرقة من القهر وقلة الحيلة فيما طأطأ الغلابة رؤوسهم .. ماذا سيفعلون وعبرة من الألم تسد حلوق الجميع. كل هذا الضجيج وهذه الزيادات ولم تأتِ إلى الآن كلمة حنان عن المرتبات .. الموظف والعامل لديه دخل محدد فماذا يفعل ومن الذي يقف معه؟ لا تصريح ولم يأتِ ذكرها, فيما يرجف ويرتجف العاملون وتشخص أبصارهم لهول الزيادات وقلة حيلتهم, وهؤلاء المسؤولون الذين يدفع لهم الشعب أثمان نظرياتهم وفشلهم لا يشعرون ..جلودهم تخينة كجلود التماسيح , ويرهن مصالح البلاد وفقاً لمصلحته وأيضاً لديهم كثير من المبررات والوعود الغبية .. الموظف يكدح ليوفر بعض احتياجات أسرته فنظام الدولة رأسمالي وإن أنكروا ذلك .. كل خدمة بمقابل كبير جداً .. تعليم صحة وجبايات في أي شيء وكل شيء, فمن أين له بذلك؟
عندما تعلم الدولة بأن الدخل أقل من متطلبات العامل وتطالبه بالأداء, فإنها تطلب منه الانحراف وكل المسؤولين الذين درسوا مبادئ الإدارة يعلمون أن تناسب الدخل مع المصروف للعامل يؤثر في الأداء فالدولة عندما تعجز عن تلبية احتياجات الفقراء، والعاملين في الدولة سواء في القطاع العام أو الخاص هم فقراء لا يستطيعون تلبية أقل متطلباتهم، وإذا سألت أي فرد منهم أين الحل، سيجيب الحل في خارج البلاد: السفر والهجرة ، وفي كل يوم يضيق الخناق على عنق المواطن, وليس أمام العامل سوى التسول في ظل مستقبل أكثر ظلاماً ولا أمل في حل, فالزيادة لم ولن تتوقف بعد شهرين أو أربعة ستكون هناك زيادة في شيء آخر, معاناة مستمرة منذ أن جاءوا,
التاريخ خير معلم للإنسان ولكن الإنسان ليطغى ولا يتعلم.. كل الذين حكموا عبر التاريخ يرون أنهم عدلوا وربما رأوا أن راحتهم من أجل راحة الرعية, فالإنسان يماطل ويجادل ويبرر لنفسه الخطأ, فالبخيل لايرى أنه بخيل والظالم لا يرى أنه ظالم وحتى السارق لديه مبررات كثيرة مقنعة لنفسه, لكن التاريخ يحفظ, كل الحقب الحاكمة على مدار التاريخ يحفظ لها حقها فتعرف الأجيال كيف كان جدودهم العظماء..مهما قلنا من نصائح أو وجهات نظر لا تعدو عند الحكومة سوى (دلوكة داقة بعيد)، والأمر لله من قبل ومن بعد.
عمر عثمان omergibreal@gmail.com
|