ابراهيم لفضيلي.
انشغل المغاربة بقصة غريبة يصعب تصديقها بعد انتشار فيديوهات كثيرة لامرأة من مدينة آزرو تظهر ببطن منفوخ يتحرك شيء ما داخله، وتقول إنها حامل بجنين منذ تسع سنوات، وتشتكي عدم تصديق الأطباء لروايتها حيث أجروا التحاليل والفحوصات التي تحتاجها النساء الحوامل وأثبتوا أن لا جنين في بطنها.
وبحثا عن توضيح علمي من رجال الاختصاص، حاورنا خالد فتحي البروفيسور بمستشفى الولادة ابن سينا وأستاذ في كلية الطب بالرباط، والذي سيكشف في هذا الحوار معطيات مهمة ومثيرة عن الحمل النفسي والجنين الراقد ومدة الحمل القصوى وغيرها لنحيط بهذا الموضوع المثير.
في بادئ الأمر، وحتى نفهم حالة هذه المرأة ما هو الحمل النفسي؟
الحمل النفسي أو الحمل العصابي هو لفظ غير طبي، ولكنه يؤدي المعنى المطلوب، و نقصد به اضطرابا نفسيا تعبر به المرأة المعنية عن توق كبير للحمل أو عن خوف مفرط منه، فهي تشتاق إليه بقوة أو تخشاه بقوة، لدرجة أنها تنهي هذا الترقب الذي يعذبها في الحالتين بأن تدلف إلى هذا الحمل ولو قسرا أو وهما، بأن تعيش هذا الحمل بجوارحها وشعورها وإحساساتها الدفينة كما لو كان حقيقة، فالنساء اللواتي يظهر عندهن هذا الحمل يكن إذن في حاجة ماسة للتخلص من هذا القلق الذي يعصف بهن، وحسم توجسات و صراعات مطمورة عندهن في اللاوعي او اللاشعور .
لذلك تقتنع مثل هؤلاء النساء الحوامل نفسيا قناعة تامة بأنهن يحملن جنينا بالرحم، بينما الأمر عكس ذلك، وفي هذه الحالة تظهر عليهن كل أعراض الحمل الطبيعى فتتوقف بالخصوص العادة الشهرية العلامة الأولى والمعروفة من الجميع للحمل دون أن يكون هناك أي تخصيب.
يمكن أن نصنف اذا شئنا الحمل النفسي أو الحمل الكاذب ضمن خانة الأمراض النفسجسمانية التي قد تصيب المرأة.
هل يمكن أن نجد شبيها لهذه الحالة عند الرجل؟
الأمراض النفسجسمانية تصيب الجميع، لكن هذه الحالة بالذات قد تصيب حتى الزوج أو بالأحرى الأب المقبل، وإن كان الأمر بحدة أقل وصخب أقل، ويعني في هذه الحالة متلازمة أعراض عند الرجل تذكرنا بالحمل: كصداع الرأس، والغثيان ،وبعض آلام الظهر ،وهذه الحالة الجد استثنائية لاتكتنفها أية خطورة وتمر في صمت رغم أن بعض الممارسين يؤكدون وجودها لدى بعض الأزواج، و في الأقصى قد تصل إلى حد الشعور بآلام تشبه المخاض، وكذا إفراز قطرات من الحليب بالثدي، وحتى الإصابة بالاكتئاب الذي يعقب أحيانا الولادة لدى المرأة، تظهر الأعراض عند نهاية الفصل الثالث من حمل الزوجة، مع فارق أن الرجل لا يدعي الحمل وإنما تصيبه (عدوى) بعض أعراض الحمل من زوجته، ويفسر هذا الأمر على أنه تضامن من الزوج مع زوجته في مواجهة متاعب الحمل، أو رغبة منه في تحويل الانتباه و الأنظار إليه أيضا عوض أن تظل مركزة على الرحم المنتفخ لقرينته، هو مزيج إذن من المشاركة في الحمل والغيرة منه.
وينبغي أن أشير إلى أن الأطباء لا يلتفتون كثيرا لهذا الأمر، ربما لعدم خطورته أو لعدم جديته، لكن الباحثين يقرون بوجود الظاهرة و يقولون أنهم أثبتوها من خلال ملاحظة سلوك بعض الثدييات بمناسبة الحمل لدى إناثهن .
بصفتكم من أهل الاختصاص، ما رأيكم أنتم؟
ما يمكنني قوله هو أنه تحدث لدى بعض الرجال تغيرات فسيولوجية بسبب حمل الزوجة أهمها زيادة وزنهم ،وتغيرات هرمونية طفيفة ناتجة ربما عن التوتر الذي يرافق الاستعداد لوظيفة الأب، لكن ذلك لا يرقى إلى أن يكون ظاهرة، و قد يكون مجرد ترف او إطناب في ابتكار مصطلحات طبية دون مدلول حقيقي !
نعود لموضوعنا الرئيسي، كيف تفسر إذن أن هذه المرأة التي تعاني من حمل نفسي فقط تشعر بنفس أعراض الحمل الحقيقي؟
يمكن تفسير ذلك بالسلطة التي تملكها النفس على الجسد، وبالألغاز المركبة و المعقدة للعلاقة بينهما، و بتماهي الجسد ومطاوعته لرغبة المرأة والملحة للحمل أو تأثره بمخاوفها منه، ولذلك نصادف هذا الحمل خصوصا عند حواف الخصوبة: أي لدى صغيرات السن عديمات التجربة بخصوص الحمل، أو المتقدمات في السن بسبب ذكريات سابقة مؤلمة ناتجة عن الحمل، أو المتذمرات من ضياع أمل الإنجاب بسبب بلوغهن سن الياس، هذا التلهف أو التوجس من الحمل، يؤثر على الجهاز العصبي وعلى هرمونات المرأة، فيتلبسها الحمل النفسي، وهذا ما يعبر عنه البعض بمس الجن، فالكل ينهل قاموسه. وهكذا تربك نفسية المرأة جسدها مستقلة الغدة الصنوبرية التي تكف عن إرسال إشارات إلى المبايض فيتوقف الطمث، ويشرع الجسد في الإفصاح عن كل علامات الحمل باستثناء وجود جنين بالطبع، لكن هناك أيضا أسباب أخرى لهذا الحمل الكاذب ذات طبيعة عضوية او اجتماعية كالمشاكل الأسرية، أو الوقوع تحت وطأة العقم، وضغط العائلة التي تطالب المرأة بشكل مكبوت وغير واعي بالإنجاب، التوتر المبالغ فيه بسبب أزمة ما، وفاة أو مرض طفل وغيرها من الأسباب، فهذه كلها ظروف تهيء للحمل النفسي وتعطيه إشارة الانطلاقة.
ماهي أعراض الحمل النفسي؟
تشعر المرأة في حالة الحمل النفسي بكل الأعراض المعروفة للحمل: الغثيان والقيء ، تعكر المزاج ،انتفاخ الثديين واحتقانهما، آلام بالحلمتين ،زيادة الوزن، ارتفاع الشهية للأكل ،انتفاخ البطن ، وحتى الوحم envies ,كما أن بعض النساء قد تصفن تشنجات بالبطن والقولون تشبه حركات الجنين في الرحم، لكن عند الفحص يكتشف الطبيب أن حجم الرحم عادي، وقد يجري فحصا بالمجان فوق الصوتية ليحسم في خلو هذا الرحم من أي جنين، و يزيد فيجري للمرأة تحليلا لهرمون الحمل لاستبعاد حتى فرضية الحمل خارج الرحم آنذاك، وأمام إصرار المرأة على الممانعة، وعدم الاعتراف بكل هذه الأدلة العلمية، يعرف الطبيب أنه أمام حالة حمل نفسي، و لحسن الحظ أن هذه الحالات قليلة، لكنها ليست نادرة أو استثنائية.
ما هو العلاج في مثل هذه الحالة ؟
يجب أن ننبه أن الحمل النفسي قد تكون له تداعيات جدية على المرأة، لذلك يجب دعمها نفسيا ومواكبتها اجتماعيا وأسريا، هذه المرأة لا تكذب، هي تحكي بصدق ما تحس به من أحوال الحمل، ويبقى على المعالج أن ينتشلها من وهدة هذا الوهم المطبق عليها، في أغلب الأحيان يستطيع الطبيب من خلال الاستماع والتحدث إلى المرأة تبديد فكرة هذا الحمل الزائف التي انطلت عليها ،ووضع حد بالتالي لأعراضه، ولكن في بعض المرات، قد يتطلب ذلك بعض الوقت، أو قد يفقد الاتصال بالمرأة التي تعدد الاستشارات الطبية سعيا وراء الاعتراف بحملها من طرف الجسم الطبي مما يضيع عليها وقتا ثمينا، وفي كل الحالات لابد من متابعة نفسية لتوعية المرأة بما يجري في لا شعورها، وما يتعرض له جسدها من تغيرات بسبب إسقاط هذا الحمل عليه.
بالمناسبة يتداول في بعض الحالات داخل المجتمع المغربي ما يعرف بـ "الجنين الراقد"؟ وقد استنتجت من إجاباتكم أنها غير صحيحة ؟ لكن ماتفسيركم للظاهرة؟
الجنين الراقد أو النائم هو محض أسطورة وحيلة ابتكرتها النساء في عدد من المجتمعات، ولا يختص بذلك المجتمع المغربي لوحده، وذلك للتغطية على حمل غير شرعي ونسبة المولود للزوج الذي يكون قد سافر أو غاب لأكثر من تسعة أشهر قبل الولادة، وقد كان هذا من ضرورات التوافق المجتمعي لصيانة الأعراض في حالة الوقوع في الخطيئة، وذلك لعدم عقاب الزوجة وإيجاد منفذ لها، وصيانة سمعة الزوج، خصوصا وأنه قد يكون من علية القوم أو من الأعيان في القبيلة، وأحيانا قد يقع لبس لدى المرأة ومحيطها، فمثلا يكون هناك ورم ليفي بالرحم كبير الحجم و تلاحظه وتحس به المرأة عبر البطن، فتظنه حملا، وعندما لاتلد بعد مرور تسعة أشهر، قد تعتبر أن جنينها قرر أن يرقد برحمها خصوصا وأن حجم الورم الليفي لا ينمو بنفس سرعة الحمل، ثم يحدث أن تحمل لأن الورم الليفي ليس سببا مانعا للإنجاب إلا في حالات نادرة وتلد في تسعة أشهر، لكنها تحسب مدة الحمل خطأ من بداية نتوء الورم لديها فيصبح سنتين أو خمسة سنين او أكثر بحسب قدم ورمها الليفي، ولكن مثل هذه الادعاءات سواء بسبب اللبس أو التدليس لم تعد ممكنة اليوم بفضل تطور تقنيات متابعة الحمل التي تمكن الآن من توضيح الأمور .
لكي نحيط بكل الحالات، لابد أن أشير لك إلى الحالة التي يحمل فيها جنين توأمه داخل بطنه هذا التوأم الطفيلي يستخرج من بطن الشخص المعني رجلا كان او امرأة في سن الطفولة أو الشباب أو أكثر على اساس انه ورم ثم يتبين أنه توأمه الذي أخطأ (مكان الجلوس) عند مرحلة الحمل، فعوض ان يتخذ مكانه بجواره داخل رحم أمهما، يتسلل إلى بطنه ويقبع هناك دون سبب واضح لذلك، وهكذا لا يجب أن نستغرب أيضا حين نسمع عبر وسائل الإعلام عن استخراج جنين من امرأة أو طفلة او حتى رجل، يقع ذلك في حمل واحد من كل 50000 حمل ويكون التوأمان توأمين حقيقين.
هل سبق وواجهتكم حالات للحمل النفسي خلال مساركم المهني؟
أعتقد ثلاث أو أربع حالات، وكنا نتمكن بعد مجهود من قبل الفريق الطبي من إقناعها بأن الحمل غير حقيقي.
بعض الحوامل ينتفخ بطنهن بنفس وتيرة الحمل العادي مما يبرز درجة تناغم الجسد مع ضلالة هذا الحمل النفسي، وهو ما يفاقم أيضا من حالة الالتباس، و لذلك غالبا ما تتعدد استشاراتهن الطبية، وعند بلوغ موعد الولادة، يكون البطن شبيها ببطن حامل في الشهر التاسع فتقصد الحامل منهن المستشفى وتطلب توليدها وتزعم أنها تشعر بآلام المخاض، وفي الحقيقة هي تعبر عن مشاعر صادقة ولكنها واقعيا خاطئة.
هذه المرأة تقول إنها حامل لما يقارب تسعة سنوات، ماهي المدة القصوى للحمل؟
نقول إن الحمل قد فاق مدته أو أن الولادة تأخرت عندما يتجاوز الحمل 42 أسبوعا أو 294 يوما بعد أول يوم لآخر دورة شهرية، ولقد مكنت دراسة الحمل لدى عينات كبيرة من النساء من تحديد مدة الحمل لدى الجنس البشري في 267 يوما ابتداء من يوم التبويض عند المرأة و284 يوما نعدهم ابتداء من أول يوم لآخر دورة شهرية أي 40 أسبوعا و4 أيام . واتفق الأطباء ان الولادة تكون تأخرت بعد مرور 42اسبوعا.
هل هناك مخاطر للولادة بعد الأوان؟
عندما تتأخر الولادة عن موعدها المرتقب، يجب أن تستفيد الحامل والجنين من مراقبة لصيقة لتفادي المضاعفات التي تنجم إما عن ارتفاع وزن الجنين بسبب طول مكوثه مما يسبب عسر الوضع وتمزق العجان أثناء الولادة العادية و قد يرفع هذا ايضا نسبة اللجوء للقيصرية قصد تجنب هذه المشاكل وإضافة لذلك قد تتسبب شيخوخة المشيمة في ذبولها وعدم قدرتها على تغذية الجنين مما قد يسبب له على العكس الجفاف والهزال وسوء النمو و ربما يؤدي لتعفن "سائل النخط liquide amniotique " وبالتالي تضرر الجنين هذا الجنين الذي يكون له شكل مميز جدا يدل عليه بعد الولادة : جلد جاف رمادي متقشر على مستوى راحتي اليدين واخمص القدمين، كما تكون أظفاره وشعر رأسه طوالا نسبيا كأنه شرع في طفولته وهو في بطن أمه، و لم ينتظر حتى يخرج للدنيا ليشرع فيها.
إذن أنتم تقطعون بأنه لا يمكن لأي جنين أن يقضي سنوات في بطن امه؟
يمكن ذلك، ولكن في تلك الحالة يكون ميتا وبين الأحشاء، وهي حالات قليلة في العالم لم تتعد إلى الآن في الأدبيات الطبية العالمية 300 حالة للجنين المومياء ( على سبيل المجاز) على مدى 4 قرون، ويدعى هذا الجنين بالفرنسية le lithopedion وهي كلمة ذات أصل إغريقي معناها الطفل الحجري، وتعود أشهر حالة لسيدة ألمانية تدعى آنا ميلرن كانت تسكن ببلدة لاينزال بشتوتغارت لمدة سبعة أسابيع حاولت ان تلد طفلها لكن لم تتمكن من ذلك، فصرفت النظر وعفوا عن ولادته، ثم ولدت بعد تلك الواقعة ولدا وبنتا بطريقة طبيعية، و لم يتم استخراج الجنين الأول المتكلس من بطنها إلا بعد موتها عن سن ٩١ سنة هذا الطفل المومياء الشهير لازال معروضا إلى الآن بأحد متاحف ألمانيا، وتفسير ذلك أن هذا الحمل يقع خارج الرحم، و مثل هذا الحمل محكوم عليه بالاندثار وعدم التطور دائما، لأنه يهدد حياة الحامل .
ويحدث غالبا في "قناة فالوب"، ولكن في حالات جد استثنائية قد ينمو هذا الحمل فوق الأحشاء (حمل بطني ) لبضعة أشهر ويتوقف عن الحياة، أو قد يكابر إلى أن يبلغ تسعة أشهر وهي المدة الطبيعية للحمل، في الحالة الأولى يتوقف بطن المرأة عن الانتفاخ، فتنسى أنها حامل أو تتجاهل ذلك، وفي الحالة الثانية ستشعر المرأة بآلام المخاض والطلق في موعدهما المحدد، ولكنها لا تلد بالسبيل التوالدي (تحتاج لجراحة )، لأن الجنين ليس بالرحم، ولا يجد منفذا ليخرج منه، فيموت فوق الأحشاء بسبب الضغط عليه بتقلصات الطلق وانتهاء صلاحية المشيمة التي تذوي أمام هذا الوضع، (وبالطبع هذا يفترض أن الولادة غير مؤطرة طبيا)، تظن المرأة ومحيطها العائلي أيضا أنها لم تكن حاملا فتتخلى عن الفكرة أو تصطنع لها خرافة كأن تقول بأن ابنها يرفض الخروج إلى الدنيا ويحدث أن يتكلس هذا الجنين الميت ،ويتحول إلى ما يشبه مومياء شبه محنطة ببطنها. و بعد مرور السنين قد تصل إلى 30 سنة أو أكثر ( نصف قرن) يتم تشخيص هذا الجنين كورم ببطن هذه المرأة التي قد تكون أصبحت عجوزا في الغابرين بسبب زيارة الطبيب لسبب ما كآلام او أي أمر آخر، وتكون المفاجأة أن ذاك الورم يظهر جنينا ميتا شبه محنط ببطنها عند التصوير الإشعاعي و الجراحة و عند التشريح بالمختبر، وطبعا لا يمكن تصور هذه الحالات الا في الطبقات التي لا تستفيد من الرعاية الصحية أو عند العجائز . بل هي ربما الآن هي غير ممكنة لانتشار الفحص بالموجات فوق الصوتية، ومع ذلك نكتشف إلى الآن عبر العالم بعض الحالات أغلبها لسيدات طاعنات في السن واحدة بجنوب أفريقيا سنة 2002 لسيدة لها 80 سنة ،وأخرى سنة 2009 لصينية لها 92 سنة استقر الجنين فوق احشائها منذ 1948 أي انه بقي عالقا هناك مدة 61 سنة . حالة أخرى سجلت لعجوز من الشيلي سنة2015 اسمها استيلا ميلنديز كان لها 91 سنة احتفظت بالجنين ميتا متكلسا ببطنها لأكثر من ستة عقود، أخر حالة كانت بالجزائر بولاية سكيكدة عام 2016 لعجوز عمرها 73 سنة.
في المغرب هناك حالتان واحدة تم تشخيصها سنة 2002 بالمستشفى الجامعي السويسي بالرباط لسيدة سنها75 سنة ظل الجنين المتحجر ببطنها 46 سنة ، وأخرى عرفتها مصحة خاصة بمراكش.
ما تفسيرك لاهتمام الرأي العام المغربي بهذه الحالة واقتناع فئة عريضة بأن هناك جنينا رفض الخروج منذ 9 سنوات؟؟
أتذكر اني كنت قد قرأت عند أحد الكتاب أن كل فكرة كانت ذات بناء صحيح او كانت حتى غريبة او غير منطقية لن تعدم مؤيدين وجمهورا ما يختلف فقط هو حجم المصدقين لها، لذلك لا يجب أن نستغرب مما وقع فقد يحدث هذا حتى بدول متقدمة حين تصدق أمور غير ممكنة .ولذلك فإن هذا الاهتمام بهذه الحالة يعكس من جهة خصال التضامن التي تميز مجتمعنا، ويكشف من جهة أخرى استمرار بعض ترسبات الثقافة الشعبية الأسطورية التي لم نشرحها بعد بمبضع العلم رغم التقدم الحاصل في كل حقول المعرفة، لابد أن أقول في الأخير بأنه من الضروري أن نشجع التفكير العلمي و أن نقوم تنمية حواس النقد والتمحيص و البحث عن الحقيقة لدى الجميع حتى تكون كل مناقشاتنا وتصوراتنا صحيحة او اقرب الى الصحة