من يعرف المهداوي، عندما كان صحفيا، يعرف جيدا هوس الرجل بالشهرة، والبحث عن المال بكل الوسائل، بل طلبه من خصومه الذين ينكل بهم بقلمه، وكيف كان يتجه نحو السياسيين لطلب المال، مقابل الكف عن أذيتهم، أو كما يسميها بعض المقربين منه: النفط مقابل الغذاء...!
المهداوي، أصبح رمزا للجشع والركض خلف الدراهم، ركضَ الوحوش في البرية.. فانطبق عليه المثل الشعبي: "بان ليه الربيع ما بانت ليه الحافة".. وقد ظهرت للمهداوي بعض الأموال من المافيات التي تحكمت عن بعد، في محاولات إثارة الفتنة والفوضى في الحسيمة.. ولم ينتبه لوطنية أو لاستقرار أو أين سيصرف تلكم الأموال، إذا نجح مخططهم لتحويل الريف العزيز، إلى دمار وخراب.
المهداوي، اليوم، تحول من العجرفة والسفسطة والنرجسية التي كانت مذهبه، عند وقوفه أمام القاضي، إلى لغة أخرى، يجيدها جيدا.. لغة البكاء على الأطلال، والاستعطاف والاسترحام والشفقة...حتى لا يبقى من البكاء شيء.. فصرخ في جلسة يوم أمس، مصرا أنه يعاني الأمرين بسبب هذه المحاكمة، وأن محاكمته هي عن طريق الخطأ، ومرض أبنائه ومعاناة زوجته ووالده بمتابعة المحاكمة.
ألم تفكر في هؤلاء قبل انطلاق المحاكمة.. قبل انطلاق مخططاتك التدميرية.. قبل بحثك عن المال والشهر، ولو على حساب الوطن؟!
اعترف المهداوي اعترافا خطيرا، أظهر كذب كل الأفلام السينمائية والدرامية، والمسرحيات المرتجلة، التي مثلت في مسرح الحسيمة، ونقلت عبر قناة المهداوي في اليوتوب.. فقال، في جلسة يوم أمس، إن المافيا هي من اتصلت به.. في إشارة إلى المكالمات التي تم اعتقاله بسببها، من خونة الخارج، تجار المخدرات، الذي أرادوا السوء بهذا الوطن.
هو اعتراف بوجود مافيا تحرك نزاع الحسيمة.. اعتراف بوجود نيات تضمر السوء للمغرب.. اعتراف باستغلال أهل الحسيمة، أهل الكرم و"المعقول" والطيبوبة، في مخططات تدميرية قذرة.. اعتراف بالتخابر ضد الوطن.. اعتراف بخيانة أمانته.. اعتراف بالسعي نحو كسب المال بالمشروع وغير المشروع... !
خرج المهداوي، أيام سفسطته.. ليخاطب القوم من بوابة فيديوهاته.. وهو يتنعم بأموال الذين أسماهم بالمافيا.. ويظن أنه أصبح نجما مشهورا.. فتحدث عن موقع "كواليس اليوم"، وقال بالحرف: "واش هادو هوما لي غايدافعوا على الملك"، فكفتنا الأيام عناء الدفاع عن الموقع، والرد على تفاهاته.. نحن يا أيها المهداوي ندافع عن الوطن، ملكا وشعبا، ندافع عن النماء والازدهار، ندافع عن الرقي بالوطن.. ندافع عن ورش الإصلاح الحقيقي الذي يقوده جلالة الملك.. ندافع عن استقرار المواطنين وتنعمهم بالأمان والسلام، والعيش الرغد.. ولن يحتاجنا جلالة الملك للدفاع عنه.. فمنجزاته وعمله المستمر لازدهار المملكة داخليا، وإشعاعها وسط المنتظم الدولي، خير مدافع.
كشفت الأيام، أيها المهداوي، من يدافع عن الوطن ومن يخون أمانته.. كشفت المفسد من المصلح.. كشفت ما كنا نقول منذ مدة حول خيانتك ومن معك لأمانة الوطن، كشفت جشعك.. فضحت كيف قادك المال إلى التهلكة.. و"خرجات فيك" نية البسطاء الذين نافقتهم واستبلدتهم مقابل، دراهم المافيا.. فاللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ونجنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
كواليس اليوم.