يستمر الزفزافي ومن معه، في إثارة الفتن، وانتهاك الحرمات، والسعي نحو لعب دور المتمرد عن القانون، والنمر المتوحش، الذي يهاجم كل من أعاده إلى صوابه، منتهكا لكل الحرمات، من منازل الناس إلى المساجد، إلى المحاكم.
الزفزافي نمر من ورق، سرعان ما تبلل بمياه بحر الأوهام.. ووقع في المحظور، لضعف تكوينه، وتلوث سريرته، وخبرته الصغيرة في التفاعلات السياسية، وبحثه عن مجد السياسة رغم فقدان ميكانيزماتها.. فأحيط ببعض شباب نادي كمال الأجسام في الحي، وأجرى بعض الاتصالات مع خونة الخارج، عبر الهاتف، وظن أنه أصبح زعيما سياسيا، وأن لن يقدر عليها أحد.. فقاده تهوره إلى قضبان السجن.
وقف الزفزافي وسط المسجد.. أوقف خطيب الجمعة، ومنع المصلين من إتمامها، وبدأ يردد بعض الكليمات التي نسبها للدين، ليُلون لسانه بلون الفضاء.. وبدأ في سرد بعض الوقائع الإسلامية، بلغة ركيكة، لينقل فتنته من الشارع إلى المسجد، فدق المسمار الأخير في نعش تهوره السياسي.. ولتبرير سلوكه عمد الزفزافيون والزفزافيات إلى التشكيك في الأحاديث النبوية، والدعوة إلى النضال ضد حديث "من لغا فلا جمعة له".. المروي في الصحيحين، لتحويل المساجد إلى فضاء للغو والفتنة، واستغلال توجه الخلائق إلى عبادة الخالق، في معركة التظاهر وزعزعة الاستقرار.. فقالوا باطلا أرادوا به باطلا.. وساء مايفعلون.
ويستمر احتجاج الزفزافي ومن معه على تطبيق القانون، ورفض تفعيل مضامينه، في حقهم، وعدم متبعتهم بأي ذنب أو مخالفة، وتركهم يعيثون في الأرض فسادا.. يعيثون مع الذئب ويبكون مع الراعي.. فنقلوا فوضاهم وفتنتهم إلى ردهات المحاكم، بعرقلة محاكمتهم.
يقولون ذاك الشبل من ذاك الأسد.. ويقولون أيضا ذاك الجرو من ذاك الكلب.. ونقول نحن ذاك الهرماس من ذاك النمر.. إلا أنه وكما قيل سابقا، نمر من ورق.. غادر النمر الورقي الكبير أرض الوطن يتنعم بخيرات ممولي الفتنة بالحسيمة.. الذين أوصلوا ناصر إلى القضبان.. فبدأ هو الآخر، يحاضر في السياسة يضرب يمينا وشمالا، ويستخدم مفاهيم لا طاقة له بها، ولا معرفة له بنظرياتها.. يظهر سعيدا مسرورا، بوجه أشرقت فيه نعم أموال الخارج، وفرحة تظهرها الخدود الحمراء.. أيعقل أن يظهر أب يقبع ابنه في السجن بتلك الفرحة والسعادة؟ أم أنه فرح بالتجارة الجديدة وزيارة البلدان الأوروبية؟ أم هي حاجة في نفسه وقضاها؟!
هناك اختلاف كبير، بين ممارسة العمل السياسي والحقوقي وحرية التعبير، وبين التخابر ضد الوطن، وزرع الفتن باسم النضال، وتنصيب نفسه فوق كل النظم القانونية والمؤسسات.. بين المطالبة بالحق والمؤسسات التي أحدثت لتفعيل ذلك، وبين زعزعة الاستقرار وجر العائلات نحو المصير المجهول.. والذي يعرفه جيدا تجار المخدرات.. بين النماء والازدهار وبناء دولة الحق والقانون، وبين الخطب الجوفاء، ظاهرها فيه رحمة وباطنها عذاب شديد.. وساء يفعلون.
كواليس