مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


لماذا أقبرت الجزائر مشروع الاستفتاء في الصحراء


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 26 دجنبر 2017 الساعة 36 : 10



ملاحظة لابد منها :  هذا موضوع تُمْنَع قراءته على الشياتة الجزائريين لأن مرارتهم  ستنفجر قبيل الانتهاء من قراءته ... وقد أعذر  من أنذر !!!!!

 

نعم ، وألف نعم ، أيها الصحراوين – في الداخل وفي المخيمات إن حكام الجزائر هي التي  فجرت مشروع الاستفتاء الذي  وافق عليه  الملك الحسن رحمه الله ، فمن منكم له الشجاعة  لينشر ما جرى في   كواليس  هذا المشروع  قبل  بداية  تنفيذ تقنياته  من طرف  المينورسو ؟ -  إنهم  حكام الجزائر هم الذين أقبروا مشروع الاستفتاء لحل معضلة الصحراء المغربية والذي وافق على إجرائه المرحوم الحسن الثاني .....إنه الطمع  في الاستيلاء على الصحراء الغربية المغربية هو الذي  كان ولا يزال دافعا قويا على عرقلة كل  حل  لقضية الصحراء المغربية  لذلك  فحكام الجزائر هم الذين أقبروا مقترح الاستفتاء في الصحراء حتى يستمروا في مؤامراتهم  ودسائسهم  لتحقيق مطلبهم  المستحيل وهو الاستلاء على الصحراء الغربية المغربية ... في يوم 27 شتنبر 1983        خاطب الملك الحسن الثاني رحمه الله  شعبه  مخبرا إياه بأنه  قرر الموافقة على إجراء الاستفتاء التأكيدي  لمغربية الصحراء ، وأهم ما جاء في ذلك الخطاب ما قال الحسن الثاني رحمه الله :

 

1)  " قررنا أن نجري استفتاء ، وتعلمون أن الاستفتاء هو أسمى تعبير عن الإرادة الوطنية، ذلك أن الدستور ينص على أن الاستفتاء يلزم الجميع بمن فيهم ملك المغرب، فالاستفتاء هو أسمى تعبير وأسمى تفسير للإرادة الشعبية، حتى تصبح قانونا محترما. فما هو موضع هذا الاستفتاء؟ كما تعلم شعبي العزيز، فإن ملف المغرب معروض الآن على هيأة الأمم المتحدة، وذلك لتنظم هذه الهيأة الدولية الاستفتاء في أقاليمنا الصحراوية. وفكرة الاستفتاء ظلت تخامرني منذ القدم".

 

2)  " حينما رفعنا ملفنا إلى هيأة الأمم المتحدة أصبحنا نجري اتصالات مع الأمين العام للنظر في إجراء هذا الاستفتاء وما زلنا منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا ننتظر العمليات الأولية لتنظيم ذلك الاستفتاء".

 

أولا : لماذا وافق الحسن الثاني على  إجراء الاستفتاء في ذلك الوقت ؟

 

لماذا  وافق المرحوم الحسن الثاني على إجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية المغربية  في ذلك الوقت (كما جاء  في خطاب 27 شتنبر 1983) :

 

1) بعد أن زاد ضغط  الدول الصديقة للمغرب  من الذين يثقون في الحسن الثاني وهو يكرر دائما وأبدابأن الصحراء الغربية  كانت مغربية ولا تزال مغربية ويجب أن تعود إلى وطنها الأصلي

 

2)  كان الحسن الثاني علىثقة تامة أن فرنسا تملك الحجج  القاطعة من خلال الخرائط التي تملكها في أرشيفها  قبل مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي  عقد  في مدينة الجزيرة الخضراء الاسبانية و الذي بدأ في 16 يناير 1906 . ومختصر ما  يمكن أن  يقال عن هذا  المؤتمر أنه  ضم  12 دولة أوروبية  بمشاركة الرئيس الأمريكي روزفلت كوسيط  بين  الدول الأوروبية  لتقسيم  مستعمرات إفريقا بين الدول الأوروبية ، والمهم من هذا الكلام أن النزاع  كان محتدما بين فرنسا وألمانيا  الذي انتهى  بتنازل فرنسا على الكونغو والكامرون  لألمانيا  مقابل أن تتنازل ألمانيا  عن مطالبها  في المغرب رغم أن ألمانيا  ستقوم فيما بعد بمناورة  ما يعرف بمناورة  أغادير عام 1911 الفاشلة ... إذن فرنسا تعرف جيدا حدود كل دول المنطقة المغاربية بالحجج الخرائطية .

 

3)  لقد تم  حسم  أمر الحماية  على المغرب من طرف فرنسا ( وليس استعماره )  وقد كانت فرنسا  تنطلق من الجزائر في كل مؤامراتها  لبسط  الحماية على المغرب لأنها  تعتبر أن أرض الجزائر قد تم الحسم فيها  وبأنها  ستبقى أرضا  فرنسية  إلى الأبد و بصفة قطعية  ولا رجعة  فيها ، لذلك  لايمكن – لحد اليوم ونحن في سنة 2017 لا يمكن إزالة فكرة أن أرض الجزائر هي أرض  فرنسية  دستوريا  من أعمق أعماق أدمغة  الفرنسيين ، فالجزائر لدى الفرنسيين مثلها مثل باقي  الدول التابعة  لفرنسا  مثل كورسيكا  والجزر المتناثرة في المحيط  الهادي  وغيرها – أقول إن فرنسا  حسمت أمر حمايتها  على المغرب منذ 1906  مع  ألمانيا  كما  حسمت هذا  الأمر مع  إسبانيا  بالنسبة لشمال المغرب ، إلا أن مؤتمر الجزيرة الخضراء  لم يحسم  في أمر مدينة  طنجة المغربية التي  بقيت إذاك  منطقة  تتنازعها  فرنسا وابريطانيا وإسبانيا  حتى حسم أمرها عام   1923 حيث أصبحت منطقة مدينة طنجة  منطقة دولية تحت إدارة فرنسا وإسبانيا وابريطانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا والسويد والولايات المتحدة ، وكانت تُحْكَمُ  وفق بنود بروتوكول طنجة  الذي أعطى لسلطان المغرب حق السيادة على المنطقة فيما يخص المنازعات القضائية بين المغاربة القاطنين هناك .

 

4)  لقد كانت فرنسا دولة  حامية  للمغرب وليست  دولة استعمارية ، وبذلك فهي تعرف جيدا جغرافية المنطقة المغاربية وتاريخها جيدا ، وعليه  فهي حتما  تعرف  جغرافية الصحراء الغربية المغربية  وتاريخها وعلاقتها مع  تاريخ وجغرافية المملكة المغربية  كما تعرف  عمق الوشائج الدموية والاجتماعية التي كانت  بين  شعب المغرب الواحد قبل الاحتلال الاسباني للصحراء الغربية المغربية ، الوشائج الدموية لتي لم تنقطع أبدا بين مغاربة الشمال ومغاربة الساقية الحمراء ووادي الذهب الذي كان دائما  المرحوم الحسن الثاني يلح ويؤكد  على الواقع الذي يعيشه الشعب المغربي الواحد الموحد وخاصة أن المغرب تعرض لاستعمارين اثنين تم تقسيمه إلى عدة مناطق منطقة إسبانية  في شمال المغرب وبعض المدن الشاطئية على المحيط الأطلسي ( مدينتي إفني وطرفاية  المقابلتان لجزر كناريا  الإسبانية  + الصحراء الغربية المغربية ) ، واستعمار فرنسي وسط المغرب أي المدن الكبرى ومئات الآلاف من الهكتارات الخصبة في وسط المغرب وشمال الساقية الحمراء ( منطقة أكادير ) المشهورة بإنتاجها الفلاحي .

 

5) الأكيد أن فرنسا تعرف الملف الصحراوي  جيدا ، تعرفه  أكثر من الأكادميين الجزائريين ( حاشاكم يا أكادميي  العالم  لأن ما  يسمى بأساتذة  جامعات الجزائر  ليسوا  إلا كراكيز  يلعب  بهم  النظام  الجزائري  إلا القلة القليلة  منهم  مثلا  نورالدين بوكروح  ) أكادميون جزائريون الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وزوروا خرائط الدول المغاربية كلها  على الورق ووضعوها على  مقاس أهواء العسكر الذي يجثم على صدرهم  بل  وكما أراد  الجنرال دوغول تماما  وهو  - اليوم - في قبره  راضٍ  على ما فعله ويفعله  أبناؤه  وحفدته  الحاكمون في الجزائر وهم  يمارسون  تحطيم  أحلام شيوخ  رجال الدين الإسلامي الذين  شحنوا  شباب  المنطقة المغاربية  بإحياء  القيم  الدينية الإسلامية الطاهرة  ، والتي بفضلها  جاد  المجاهدون الأحرار  بأرواحهم  لتحرير المنطقة المغاربية  ، المجاهدون الذين  لم يكونوا يفرقون  بين  برقة في ليبيا  والرباط  في المملكة المغربية بل لا يفرقون بين أقصى مدينة في شرق ليبيا  وآخر نقطة من حدود موريتانيا مع  السنيغال ،  كان حلمهم  هو  تحرير المنطقة  المغاربية  العربية الأمازيغية  في الغرب الإسلامي  لأنها  أمة واحدة  شاء من شاء وكره من كره ، وسيبقى ذلك  جهادنا نحن  تلاميذ شيوخ  جمعية العلماء في الجزائر وشيوخ جامع الزيتونة  بتونس  وشيوخ  جامع القرويين بفاس المغربية  ولن  نتخلى عن  تحقيق هذا الحلم  مهما  وجدنا من  عراقيل وحروب ومكائد  من  الشياتة  كبارهم وصغارهم  في كافة  المنطقة المغاربية  وخاصة  الجهلة  المفرنسين  من شياتة الجزائر ، وليس كما يدعي النظام الجزائري من افتراءات مبنية على شعار : " تعالوا معنا لانفصال  الصحراء  المغربية عن المغرب  حتى يصبح عدد الاتحاد المغاربي 6  وبعد ذلك  نفكر من جديد  كيف نتوحد " ... والله  لو لم يكن هذا التفكير صادرا عن جزائري / فرنسي  لقلت إنه  تفكير صهيوني ...لأن الصهاينة هم الذين يجتهدون لتفريق  الشعوب العربية  .

 

6)  فرنسا تعرف ل شيء عن المنطقة  لأنها كانت دولة مستعمرة  لأكثر من دولة إفريقية وهي تعرف كذلك كيف توغلت في إفريقيا ومع من تفاوضت من أجل مصالحها في إفريقيا  ، ولا شك أن ذلك كان يتم  على  خرائط  واضحة  جدا  ، وحينما نقول فرنسا فإننا  نقول فرنسا الاستعمارية التي خرجت تبحث من أرض الجزائر التي ضَمِنَتْ  كغيرها من دول أوروبا عن  المواد الأولية  لتنمية  صناعتها  في خضم  الثورة الصناعية التي عرفتها أوروبا  في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ..

 

7)  من المؤكد أننا نتحدث عن فرنسا التي دقت أوتادها بصفة نهائية في الجزائر وظنت أنها  لن تخرج منها أبدا ، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، لكن لا يمكن إنكار أن فرنسا تتوفر على أرشيف من الخرائط  التي تعتمد عليها  في علاقاتها  مع  مستعمراتها ،وتعرف جيدا الحدود الحقيقية  لدولة المملكة المغربية  قبل  حمايتها  ، كذلك الأمر بالنسبة لإسبانيا  فهي تعرف جيدا  مع من كانت تتعامل كسلطة  كانت  تنشر سيادتها على الساقية الحمراء ووادي الذهب ، كما كانت إسبانيا  تعرف أن القوانين الشرعية  المدنية التي يتحاكم  بها  ساكنة الصحراء هي قوانين  المملكة المغربية وسلاطينها  هم  يُعَيِّنُونَ  خلفاء السلطان هناك وكذلك  القضاة  الذين يفصلون بين  نزاعات  ساكنة  الساقية الحمراء ووادي الذهب ولا تزال إلى اليوم  ظهائر ( أي الوثائق التي يستمد منها  القاضي الشرعي سلطته من السلطان سواء كان السلطان مقيما في فاس أو مراكش أو مكناس أو الرباط )  و من ينكر هذا التاريخ  فهو يشوه  ويزور الجغرافيا ، لكن  التاريخ لا يرحم  ولن يرحم  مُزَوِّراً  أبدا ... وحكام الجزائر  ستنكشف عوراتهم  عاجلا أو آجلا لأنهم زَوَّرُوا  الجغرافيا والتاريخ  وها هم قد غرقوا في زورهم  وما  جَنَوْهُ  من كوارث وفضائح  اقتصادية واجتماعية  أوصلت الشعب الجزائري إلى أقصى  حضيض درجات التخلف فكريا واجتماعيا وسياسيا ، لأن حكام الجزائر صنعوا شعبا  على مقاس حكامه ، شعبا خنوعا  راضيا  بالفتات رغم أن بلاده دولة نفطية من أغنى دول العالم ...

 

لقد استمع الحسن الثاني رحمه الله لنصائح أصدقائه الرؤساء الأوروبيين والأفارقة وغيرهم  حيث  نصحوه  بأنه إذا كان متأكدا من العلاقة الوطيدة بين الصحراويين وساكنة المغرب قاطبة  فهذا دليل على تعلق الصحراويين بالمغرب ، فلماذا يخشى الاستفتاء ؟  وقد كان  المرحوم الحسن الثاني واثقا كل الوثوق  بارتباط  أرض الصحراء الغربية المغربية المستعمرة  من طرف اسبانيا مثل ما كان واثقا  من  ارتباط منطقة الريف  التي خرج منها  المستعمر الاسباني  بسهولة  ، لذلك وافق الملك على إجراء الاستفتاء  التأكيدي  وقال رحمه الله :" حينما رفعنا ملفنا إلى هيأة الأمم المتحدة أصبحنا نجري اتصالات مع الأمين العام للنظر في إجراء هذا الاستفتاء وما زلنا منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا ننتظر العمليات الأولية لتنظيم ذلك الاستفتاء".

 

ثانيا : ما هي العمليات الأولية لتنظيم ذلك الاستفتاء ؟

 

طبعا لا يمكن أن ندخل في طرح العمليات التقنية لإعداد هذا الاستفتاء وتنظيمه ، قبل أن نقف على العامل الأساسي وهو العامل البشري والإنساني والاجتماعي للكتلة  المستفتاة  أي التي يحق لها  المشاركة في هذا الاستفتاءالمصيري ، أي الجماعة  التي ستكون هي الكتلة التي ستدلي بصوتها في هذا الاستفتاء ، ويمكن أن يكون من العوامل الأولى التي يجب مراعاتها في  ساكنة محافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب في ذلك الوقت  ( 1983) هو العامل البشري الإنساني وعلى رأسها الأحاسيس النفسية التي تتصارع داخل الإنسان الصحراوي وهنا دخل عنصر مهم جدا وهو عنصر ( الثقة )  وتساؤلات  الفئة الصحراوية المضطربة  نفسيا  والتي اهتزت نفسيتها أمام سلسلة من الحروب التي لم تكن تخطر في بال العدد الكثير من الصحراويين خاصة من كبار السن العارفين بتاريخ علاقة الصحراويين الذين حاربوا  المستعمر الاسباني  وهم مع المغرب بدون شك  ... عنصر الثقة المضطربة هذا سيطرح السؤال الأساسي وهو : " مع من سيبني الصحراويون هذه الثقة "  في  المستقبل ؟ : هل مع الجزائر أم  مع المغرب ؟ ومن هنا تفرعت العوامل البشرية التي تعتمل داخل الإنسان المعني بهذا الاستفتاء ...

 

لم يترك حكام الجزائر ساكنة مخيمات تندوف أحرارا   ليفكروا في مستقبلهم وهذا الأمر  لايزال ساريا إلى اليوم ( ونحن في 2017 ) ، قلنا لقد خنق حكام الجزائر ساكنة مخيمات تندوف خنقا بالحديد والنار ، وداس عليهم عسكر الجزائر  بأحذيتهم وسحقوهم مع الأرض مثلما فعلوا  بالشعب الجزائري نفسه ، وأصبح  المشكوك فيهم من الصحراويين  يُقتَلُون ويُرْمَوْنَ في المزابل كالكلاب مما اضطر الباقي أن يشتري حياته بالصمت وأكل القوت وانتظار الموت ...ومن أكبر الدلائل على مؤشرات  بقاء  مخطط واحد على الطاولة  هو المخطط الجزائري  الجهنمي ، قلتُ من أكبر الدلائل على ذلك هو  الهجمة الرعناء لحكام الجزائر على كل مشكوك في ولائه  للمخطط  الجزائري  هو اغتيال مؤسس البوليساريو المدعو الوالي مصطفى السيد يوم 9 يونيو 1976  الذي ندم على ما فعل وانتبهت  لذلك  المخابرات العسكرية الجزائرية  حين  بلغها أنه  قال في إحدى مجالسه الخاصة ( لقد أجرمنا في حق شعبنا ) وعملت على تصفيته  ليبقى المخطط الوحيد لنزاع الصحراء هو المخطط الجزائري الذي ظهر فشله فشلا ذريعا خاصة  ما ضاع من أجله من آلاف الملايير من أرزاق الشعب الجزائري ...

 

لقد نجح حكام الجزائر في زرع  الرعب في أعمق أعماق قلوب وعقول ساكنة مخيمات الذل ( لقد كان الصحراوي في مخيمات  الذل يرى بأم عينيه كيف يفعل العسكري الجزائري بأخيه الجزائري  فكيف سيرحم أجنبيا  لا هوية له  كالحشرة )  وكانت وسائل الإعلام  الفاشستية الجزائرية  تدفع  أبواق البوليساريو لنشر هذا الترعيب بطرق  غير مباشرة مستفيدة من  مناهج القمع لمدرسة ( ستازي ) لألمانيا الشرقية المقبورة ، كانت أرواح  الصحراويين في مخيمات العار بتندوف  كأرواح  الكلاب و الذباب والناموس والهوام ، أرواح لا قيمة لها ، وقد تجد ناقة أو جملا له قيمة معنوية على رجل أو شيخ من ساكنة مخيمات العار بتندوف يقتلونه ويرمونه  في حفرة كالكلب وقد يتركونه  في الخلاء عرضة  لضواري  الفيافي تنهش  لحمه وعظامه  لأن  مخيمات العار بتندوف لا حاكم فيها  ولا قوانين  فإزهاق الروح  البشرية  في هذه  الفيافي  كقتل  ذبابة  بل أيسر من ذلك.

 

ثالثا : نتيجة  الرعب الذي يسكن  أعماق  ساكنة  مخيمات  الذل بتندوف :

 

صناعة رأي يرتكز على أن  الصحراويين  الرهائن  في فيافي تندوف عليهم  أن يعلموا   جيدا أنهم أجانب يعيشون   على أرض ليست لهم   ولا سلطة فيها  تحميهم من الاعتداء على أبدانهم  من طرف الجيش الجزائري ، وليس لهم  ما يملكون سوى أرواحهم  ، صناعة رأي مرعوب بين ساكنة مخيمات تندوف ، رأي يسكنه هوس الموت القريب منه ، ولأن  كل من يحمل السلاح من البوليساريو وغيرهم من عسكر الجزائر  له الحق أن يقتل أي ساكن في المخيمات كما  لو أنه يقتل  ذبابة ، صنعوا في مخيمات الذل رأيا  يعرف أن سيف الغدر على رأس كل  صحراوي  وشرف كل صحراوية  في مهب الريح  ( المثال من  ابراهيم الرخيص الذي تحرش  بفتاة صحراوية  وهو اليوم عرضة  للمحاكمة الدولية إن شاء الله  ولم تستطع هذه الفتاة الصحراوية أن تبوح بسر شرفها  المهدور  حتى  استطاعت الفرار من مخيمات العار ) ولن  يستطيع أحد أن يعتق رقبته من هذا السيف الغادر  ، سيف بتار يقتل القتيل ويرمي الجثة  في المزبلة  مثل الكلاب لأن الجميع يعيش في هذه المخيمات  بدون سلطة  تحميه ولا رقيب  يحمل نقطة  دم  من شرف الإنسانية ، بل كل من يحمل السلاح فهو غدار من عسكر الجزائر ومسلحي  مرتزقة البوليساريو والباقي مجرد  أوباش يُـقتلون أو يُذبحون أو يسلخون لأنهم مجرد  عبيد  مقيدين  بالسلاسل في أعناقهم ، لذلك كان الرأي المنتشر هو الاستفتاء لا بد ثم لابد أن يكون في اتجاه الانفصال ولا شيء غير الانفصال وإلا  فالموت مصير كل من خالف مبدأ الانفصال .

 

رابعا : الأمم المتحدة  تتولى العمليات الإجرائية  لتنفيذ  الاستفتاء  في الصحراء :

 

من أجل تنفيذ عملية الاستفتاء في الصحراء لا بد من حصر وإحصاء  الكتلة  الصحراوية التي يحق لها  الاشتراك في هذا الاستفتاء ، وهكذا شرعت الأمم المتحدة في تهيء وإعداد الجوانب التقنية لحصر عدد الصحراويين  من الجانبين (  سواء القادمون من محافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وكذلك  ساكنة مخيمات الذل  بتندوف ) من أجل  تحديد  الكتلة التي يحق لها المشاركة في هذا الاستفتاءأنشأت لذلك ما يسمى  " المينورسو " وهو اختصار لـ (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ) ، وكان من أهم ما ابتكرته هذه البعثة  ما يسمى ( بشيوخ تحديد الهوية ) حيث استشارت هذه البعثة مع  الصحراويين من كبار السن في المخيمات بتندوف وكذلك في المناطق الصحراوية في الساقية الحمراء ووادي الذهب في المنطقة تحت السيطرة المغربية .. واقترح " المينورسو " تكوين لجنة لتحديد هوية الذين يحق لهم  المشاركة في هذا الاستفتاء من الصحراويين سواءا من ساكنة مخيمات العار أو الذين لم يغادروا وطنهم  المغرب . وقد قبل بذلك الطرفان البوليساريو والمغرب .... لكن ماذا حدث ؟..

 

خامسا : نكران الأقارب داخل خيمة " المينورسو " والعناق والبكاء خارج خيمة  المينورسو :

 

لقد كان الأب القادم من  المغرب حينما يدخل خيمة " المينورسو لتحديد الهوية "  يفرح حينما يجد في الخيمة  ابنه  القادم من المخيمات لكن الصدمة   الكبرى التي يتلقاها الأب  هي أن ابنه  يقابله  بالنكران  ويدعي أمام لجنة المينورسو أن هذا الرجل ليس صحراويا وليس والده  !!!!! ، والمُنْكِرُونَ لأهاليهم  دائما  هم  القادمون من مخيمات الذل والعار ، لقد بلغ بحكام الجزائر أن اشترطوا  شروطا قاتلة  على البوليساريو وهي : أنه على ساكنة المخيمات أن يُنْكِرُوا أهاليهم تحت خيمة " المينورسو لتحديد الهوية "  وإلا  سيكون  مصير الباقي  في  مخيمات تندوف  الهلاك ... وقد تكفل بهذه العملية عملاء البوليساريو العاملين مع المخابرات  العسكرية الجزائرية  وذلك بأن أحضروا  كل  مشكوك في أنهم   بالتأكيد سيعترفون  بأفراد عائلاتهم  من الصحراويين المنتمين للساقية الحمراء ووادي الذهب " بأنهم صحراويون " ...وكان مخططهم في ذلك  هو أداء يمين  القسم على القرآن الكريم  بإنكار انتماء كل فرد من  العائلة بأنه  صحراوي ينتمي  لعائلة  القادمين من  مخيمات  الذل  بتندوف ، وأحضروهم  ووضعوا  مصاحف للقرآن الكريم  وأرغموهم على أن  يقسموا  بالله  على هذه  المصاحف  أن ينكروا  كل فرد  من ذويهم  وعائلاتهم  و ينكروا كل قرابة  تجمعهم بهم  بل ويؤكدون  للجنة تحديد الهوية  أن هؤلاء القادمين  من  الصحراء المغربية   ليسوا صحراويين  على الإطلاق  بل هم  مغاربة ، وأقسم  الجميع على إنكار أهاليهم  وذويهم  تحت التهديد  بتصفية أطفالهم  ونسائهم الذين سيبقون  محتجزين رهائن  بيد  ميليشيات البوليساريو  وعسكر الجزائر ، ورغم أن القادمين من المغرب  يقدمون كل التفاصيل والدلائل على أن الواقف أمامه  إما أنه :  ابنه أو والده أو عمه أو خاله أو أمه أو ابنها أو عمها أوخالها أو خالتها أو ابن عمه أو أي قرابة  له  فإن القادمين  من مخيمات الذل ينكرون كل صحراوي بقي في وطنه ولم  يركب  الشاحنة الجزائرية  الذاهبة إلى  مخيمات الذل بتندوف ... والمأساة  كل المأساة  أنه فور الخروج من خيمة  "المينورسو لتحديد الهوية "  يتعانق الأب مع ابنه الذي أنكره داخل الخيمة وينخرطان في البكاء ، ويتعانق الأقارب والخلان والأحباب وينخرطون  في  بكاء هيستيري لأنهم  وقعوا  في مصيدة  لمؤامرة  خبيثة من صنع  النظام الجزائري  المجرم  القاتل ( فمن المسؤول عن هذه  الجريمة النكراء أليس الذين ذبحوا بعد ذلك بحوالي عشر سنوات  250  ألف جزائري وليس صحراوي أو مغربي !!!

 

يحكي الأهل والأحباب  الصحراويين الذين استدعتهم  منظمة " المينورسو لتحديد الهوية "  هذه المأساة وقولبهم  تنفطر من جراء هذه  المؤامرة  الخسيسة الدنيئة  التي دبرها بإتقان  المجرمون الذين قتلوا ربع مليون من الشعب الجزائري ،  خططوا  ذلك التخطيط  لأنهم تأكدوا أن تحديد الهوية والاعتراف  بكل الصحراويين القادمين من الصحراء المغربية  سيقلب الكفة لصالح المواطن الصحراوي المغربي الأصيل وبذلك ستكون نتيجة الاستفتاء تأكيدية كما كان يردد  المرحوم الحسن الثاني حينما  قبل الاستفتاء  ورفضه  كل الشعب المغربي بدون استثناء ...إذ كيف يتم الاستفتاء على أرض هي ملكي بقوة الجغرافيا والتاريخ ؟

 

سادسا : لماذا أقبرت الجزائر مشروع الاستفتاء في الصحراء الغربية ؟

 

لم يبق في لائحة تحديد الهوية  إلا الصحراويين المحتجزين في مخيمات الذل بتندوف ، وقد تفطنت المينورسو لهذه  المهزلة وألغت الإحصاء الذي قامت به  بل وألغته نهائيا ورضخت الأمم المتحدة  للقبول بآخر إحصاء أنجزته إسبانيا قبل 1975  وذلك حينما كانت إسبانيا تضع اللمسات الأخيرة  لعرض الحكم الذاتي على القبائل الصحراوية  الممثلة في الكورتيس الإسباني تحت السيادة الإسبانية  ( وهو ما كان سيفرح له  الانفصاليون لو تمت إرادة  الجنرال فرانكو ) لكن المرحوم الحسن الثاني  أفسد عليهم  خطتهم  بالمسيرة الخضراء  في نوفمبر 1975 ، كما أن المرحوم الحسن الثاني ذهب ضحية غدر بوتفليقة الذي قال في مؤتمر " الرباط عام 1974  بأنه ليس له أي أطماع في الصحراء الغربية وأن القضية هي بين المغرب وموريتانيا  وما على الدولتين إلا أن يتفاهما  على ذلك والمهم  عنده أن يخرج المستعمرالإسباني من الصحراء  في سبيل الوحدة العربية " ... قال ذلك الكلام الذي لا يزال مسجلا في أرشيف الجامعة العربية ، لكنه  فعل فعلا  غادرا  سيلقى به ربه يوم القيامة ....

 

لقد تبين  لحكام الجزائر بما لا يدع  مجالا للشك  أن  الاستفتاء الذي كانوا يطالبون به  وقبله  المغرب  سيكون حسب الضوابط والإجراءات التي اتخذتها " المينورسو " سيكون حتميا لصالح المغرب أي  تأكيداعلى مغربية الصحراء وأنه مقترح  لا يخدم الأطماع العليا للجزائر ، واستغلت احتجاز عدد  من عائلات الصحراويين  المدعوين للتعرف على عائلاتهم  من القادمين من محافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وأرغمتهم  على إنكارهم  ونجحت خطة  حكام الجزائر مما اضطر الأمم المتحدة – بعد أن أدركت الخطة الخبيثة التي وضعها حكام الجزائر – اضطرت الأمم المتحدة  ومجلس الأمن إلى إلغاء الاستفتاء كحل لتقرير مصير ساكنة الصحراء المغربية  وفك المحتجزين من  مخيمات الذل بتندوف  من العذاب ... وعليه فقد أصبحت الأمم المتحدة  تؤكد وتعيد التأكيد في جميع قراراتها على البحث عن حل سياسي  يرضي جميع الأطراف ، وتلك هي  الطعنة النجلاء في صميم قلب النظام الجزائري الذي سقط في شر أعماله  ، والذي منذ 1983  وهو يؤدي فاتورة  معيشة  عدد لا بأس به من ساكنة مخيمات العار بتندوف .. فلا البوليساريو فَهِمَ  اللعبة الجزائرية  ولا الشعب الجزائري  أدرك أنه يؤدي من  خيراته التي وهبها الله إليه  ثمنا  للتصلب الأعمى  لحكامه ، وبقي آلاف المحتجزين في مخيمات الذل بتندوف  بلا  مصير ولا مستقبل واضح ... ( وقد كانت الطامة الكبرى التي نزلت على حكام الجزائر هي أن اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة  الخاصة بتصفية الاستعمار أصبحت هي بنفسها تقول في تقاريرها  " بالبحث عن الحل السياسي لقضية الصحراء وهو ما لم يكن يتوقعه  حكام الجزائر الأغبياء بمعنى أن لجنة تصفية الاستعمار اقتنعت أن صيغة تقرير المصير لا يمكن أن يكون لها مفهوم واحد ووحيد وهو " الاستفتاء "  .. لقد أسقط في يد حكام الجزائر البلداء ..)

 

لقد أقبر  حكام الجزائر  بمؤامراتهم  ودسائسهم  وخبثهم مقترح الاستفتاء لأنهم  قوم  يعيشون في المياه العكرة  دائما وأبدا ، وإذا شاء الله وتم  حل قصية الصحراء المغربية  بطريقة ما فلا شك أن هؤلاء الحكام سيبحثون عن بركة آسنة أخرى  ليستمروا  في المعيشة الأبدية في المياه الآسنة العكرة .

 

يبدو أن المغرب قد  نفض يديه من أي تفاوض مع  البوليساريو  وأعلن صراحة أنه  لن يتفاوض مع  الوكلاء ، أي لا تفاوض مع الذين لا يملكون قراراتهم بأنفسهم ، وقرار المغرب هذا  صائب 100 %، إذ  كيف يتفاوض المغرب مع  الدُّمَى  والكراكيز التي تحركها أيادي  جزائرية ، وعلى ما يبدو أن الأمم المتحدة قد اقتنعت مؤخرا  بأن للجزائر الرسمية أي للدولة وليس الشعب الجزائري ، عليها أن تواجه  المأزق الذي وضعت فيه مصالح شعب الجزائر طيلة 42 سنة من العجرفة والطمع والغباء السياسي ، والشعب الجزائري هو الذي  أدى الثمن أما البوليساريو فقد  استمرأ  اللعبة  ومات الشيوخ الذين كانوا  يأخذون القضية  مأخذ الجد ، ماتوا ويعلم الله أين وكيف ؟  لكن الذين بقوا من البوليساريو اليوم هم  محترفوا  التشرد الذين اغتنوا منه وكثير منهم  حصل على  الجنسية الاسبانية أو الموريتانية  ليملك بها ما أراد  من العقارات ويغتني بها ...

 

عود على بدء:

 

هذا الموضوع يدخل ضمن سلاسل  الفشل الذريع  في سوء تدبير كثير من الأمور  السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والتي  يحصد حكام  الجزائر اليوم  نتائجها  على الصعيد  الدولي والإفريقي  وأصبح العالم كله  ينظر لحثالة  حكام الجزائر بأنهم أفشل  خلق الله  في تدبير أمور بلدهم  بل ويرى البعض ويؤكد أن الذين يحكمون الجزائر ليسوا جزائريين  قطعا  لأن  كل قراراتهم  تصب في مياه طاحونة  المقبور الجنرال دوغول الذي  خطط أن  تستفيد  فرنسا من  كل خيرات  الجزائر دون أن تسيل  قطرة دم  فرنسية واحدة  ، وهاهو  الجنرال دوغول  مرتاح في قبره  لأنه  ينتقم  من  الشعب الجزائري الذي  ضحى  بدماء أبنائه من أجل الاستقلال  فليس هناك لا استقلال ولاهم  يحزنون ... لقد  ضاعت الجزائر وضيع معها  ضباعها  الحاكمين على رقاب الشعب مئات الآلاف  من  ملايير الدولارات  والجزائر هي هي  وكأن  5 جويلية 1962  لم يمر عليه  شهر  واحد لأن التخلف الفكري في العمق الجزائري لا يزال منتشرا ولا يزال  الدم الجزائري  مستباحا كما كان في زمن الجنرال دوغول لأن خليفته بل خلفاؤه  أمثال الجنرال خالد نزار  وطرطاق و قايد صالح  لا يزالون يقومون  بالمهمة نفسها  والويل كل الويل لمن  حرك ساكنا في الجزائر  ....

 

وبخصوص  إفشال  مخطط  الاستفتاء في الصحراء  فإذا استمر حكام الجزائر في هذا التعنت الغبي فإن المغرب قد ينفض يديه  من مقترح الحكم الذاتي  نفسه  الذي قدمه عام 2007  ويتراجع  عنه  بدعوى أن ساكنة مخيمات الذل  بتندوف ليست  كلهم  أصولهم من  الصحراء المغربية  ، وليست له أي  ضمانة مؤكدة أنهم  كلهم صحراويون من الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وللمغرب دلائل قاطعة أن ساكنة المخيمات هم  شردمة من المتشردين والمهاجرين غير الشرعيين من جنوب الساحل والصحراء وأن حكام الجزائر صنعوا   مخيمات  للأفارقة  المهاجرين غير الشرعيين  بجانب مخيمات البوليساريو في حملتهم ضد الأفارقة التي  انتشرت  فضيحتها  في كل العالم وخصوصا  إفريقيا ...

 

أيها الصحراويون المخذوعون في مخيمات الذل اعلموا أن " الاستفتاء " كان مجرد شعار فارغ لاقيمة له ، وأنه  مجرد  مؤامرة  بين  حكام الجزائر و قادة البوليساريو  خاصة بعد اغتيال الوالي مصطفى السيد يوم 9 يونيو 1976  ويمكنكم الـتأكد  من ذلك  ممن بقي من الشيوخ الذين كان قد أقسموا على المصحف الشريف أن لا يعترفوا بأي طرف من عائلتهم حتى ولو كان آباؤهم أو أجدادهم أو أعمامهم أي كل طرف قادم  من  الصحراء المغربية ، واسألوهم عن  المناحات التي كانت تقام  بجانب خيمة منظمة المينورسو لتحديد الهوية ... لقد عشنا هذه المأساة  ووضعناها في السجل الأسود إضافة  لكل مساوئ النظام الحاكم في الجزائر .... نحن شعب جزائري يحكمه شيوخ مراهقون  غدا أو بعده  سينجلي غبار هذا  الظلم  لنرى الحرية  الحقيقية كما خلقها الله ، وأول خطوة  سنقوم بها هي أن نحيي تعاليم  ديننا الحنيف الوسطي السمح كما  تركه لنا أجدادنا  من شيوخ  جمعية العلماء في الجزائر وشيوخ جامع الزيتونة بتونس وشيوخ جامعة القرويين بفاس وشيوخ شنقيط  وتومبوكتو  وغيرهم  من حملة  الفكر الإسلامي النقي الطاهر السلمي والمسالم ، إذاك سنمد أيادينا من  آخر نقطة في الحدود الموريتانية  دولة السنغال الشقيقة إلى آخر نقطة في حدود ليبيا مع مصر....

 

لقد انتهى عهد الشعارات الفارغة  والمجد  للذين لا يزالون يحملون في صدورهم  فكرة  الوحدة  ولا شيء غير الوحدة ، فكرة أجدادهم  الوحدوية قبيل بداية  ثورة  الفاتح  من نوفمبر 1954 وربما  قبيل الانقلاب على الحكومة المؤقتة في 15 جويلية عام 1961  من طرف  العسكري بومدين على  رئيس الحكومة المدنية المؤقتة المرحوم فرحات عباس ... والموت للانفصاليين أينما كانوا  في المنطقة المغاربية ....والموت للذين يعملون على تفتيت أمتنا  المغاربية .... وإن علامات الهزيمة المنكرة  من أجل تنفيذ تقسيم المنطقة المغاربية قد ظهرت بادية على النظام الفاشستي في الجزائر ....

 

 

 

 

 

سمير كرم 



2550

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



لماذا أركانة ؟

لحسن حداد يكتب عن شاكيرا... الأيقونة

عن الثورة و الشعب، 'رؤية غير عاطفية'

كرونيك 20 كانيبال

القداسة والدناسة في شارع 20 فبراير العدلاوي

فائدة

متمنيات حيوانية

علي لمرابط البطل الافتراضي اوالنذالة الملموسة

طفح الكيل يا 20فبراير

وآآآ بنكيران

جذور التكفير في الإسلام (1)

التفاصيل المرعبة لحرب قارية بين المغرب وجنوب إفريقيا

لماذا أقبرت الجزائر مشروع الاستفتاء في الصحراء





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة