زكرياء لعروسي.
بعد عقود من ضخ عائدات النفط الجزائري، في جيوب شرذمة الانفصال، والوحوش الآدمية التي تتلذذ بتعذيب الخلائق، وهتك أعراض بنات جلدتها واستغلالهن.. وبعد القضاء على أحلام الشعب الجزائري في الرقي والازدهار والعيش الكريم.. وبعد التغرير بمجموعة من أبناء المنطقة، ضعاف النفوس، الذين باعوا الوطن، في سبيل إقامة دويلة وهمية.. بدأت حدة الصراعات ترتفع بين مخيمات تندوف والجزائر، وبدأت تظهر بين الفينة والأخرى.. آخرها غضب زمرة الزير غالي من الجزائر، بعد مشاركة وفد شبابي جزائري في قمة شبابية مغاربية، نظمت في جوهرة الأقاليم الجنوبية المغربية، العيون العزيزة.
وعمد إعلام البوليساريو، هذه الأيام، إلى عض الثدي التي أرضعته من بترولها، وقصف صناع القرار في الجزائر، بعد أن ضعفوا، ووهن عظمهم، وعجزوا عن مسايرة فتوحات الدبلوماسية المغربية، في مختلف بقاع المعمور.. ولم تنفعهم دنانير البترول، لمواجهة المد التنموي الاقتصادي والمجتمعي المغربي.. فخارت عزائم جنرالاتها، وفضلت البحث عن المهادنة، وكسب الود المملكة المغربية.
وتعتبر مشاركة الوفد الجزائري، لأول مرة في ملتقى شبابي في مدينة العيون، بمثابة اعتراف صريح، بعدالة القضية الوطنية، وبضرورة حفظ الوحدة الترابية المغربية، لضمان نماء وازدهار المنطقة.
ويأتي هذا الجبن الجزائري، والجفاء الانفصالي، بعد الانتصارات التاريخية التي قادها جلالة الملك في إفريقيا، بعد العودة إلى الاتحاد الإفريقي، و تقوية العلاقات المغربية النيجيرية، واللقاء التاريخي لجلالة الملك برئيس جنوب إفريقيا، والاتفاق على سبل تعزيز العلاقات الثنائية، للرقي بدول القارة.. إضافة إلى الحضور المغربي القوي في أمريكا اللاتينية، وثقة المنتظم الدولي والقوى العالمية، ودعمه، مؤسساتيا، والعمل على بناء شراكات قوية وفعالة مع المملكة المغربية.