حسم حزب العدالة والتنمية بشكل كبير في أسماء وزراءه الذين سيشاركون في الحكومة التي يقودها الأمين العام للحزب، وبدأت تروج في كواليس الحزب أسماء وصفت بالمؤثرة في قراراته، من بينها سعد الدين العثماني ونجيب بوليف ومصطفى الرميد ولحسن الداودي وعبد الله بوانو وعبد الله باها ورضا بنخلدون وعزيز الرباح الذي قالت المصادر إنه عبر منذ البداية عن رغبته في الإستوزار، فيما بدأ مصطفى الخلفي يبتعد عن المناصب الوزارية، حيث يتوقع أن يتولى منصب مدير ديوان عبد الإلاه بنكيران، وتم ترديد إسم بسيمة الحقاوي وجميلة موصلي بقوة وهما المرأتان البارزتان في صفوف الحزب، وقالت مصادر مقربة إن الحزب قد يحصل على سبعة حقائب وزارية إلى جانب مناصب كتاب دولة، مؤكدة أن بنكيران بات قريبا من حسم الأسماء التي ستصعد سفينة حكومته خلال الخمس سنوات المقبلة.
وبالنسبة لحزب الإستقلال برز مرة أخرى إسم نزار بركة كأحد الوجوه التي ستكون حاضرة في الحكومة المقبلة، إلى جانب محمد الأنصاري وخديجة الزومي وعبد الله البقالي وعادل الدويري وخليل بوستة، فيما تضاءلت حظوظ كل من كريم غلاب وياسمينة بادو بسبب صراعات داخلية قد تعصف بهما، كما أن عبد الإلاه بنكيران رفض العمل إلى جانب أسماء عملت في الفريق الحكومي للوزيرين السابقين عباس الفاسي وادريس جطو، وأشارت المصادر إلى أن عباس الفاسي لم يمانع في قبول شروط بنكيران، وهو ما قد يجر عليه غضب بعض الإستقلاليين، الذين يرغبون في العودة إلى الحكومة، مشيرة إلى أن التحالف مع العدالة والتنمية سيكلف الفاسي ثمنا كبيرا، خاصة على مستوى قواعد الحزب، وطرح كل من عادل بنحمزة وعبد القادر الكيحل نفسيهما بقوة من أجل الإستوزار، من منطلق إعطاء الفرصة للشباب من أجل تدبير الشأن العام، وذلك في سياق تجديد النخب، إلا أن قلة تجربة الإسمين وعدم خبرتهما، قد تجعل أمر استوزارهما مؤجلا.
وفي حزب التقدم والإشتراكية تبدو الأمور أقل تعقيدا بالنظر إلى الأسماء المرشحة للإستوزار، وأكدت المصادر نهاية عهد خالد الناصري الذي كان أكثر عنفا مع حزب العدالة والتنمية قبل الإنتخابات التشريعية، وهو ما يجعل إمكانية وضع يده في يد خصوم الأمس أمرا غير مقبول، ومما قوى هذا الإحتمال الجفاء الذي ظهر بين الرجلين خلال تشييع جنازة الراحل شمعون ليفي أحد أقطاب الحزب الشيوعي، وقالت المصادر إن بنكيران يفضل التعامل مع نبيل بنعبد الله الذي قدم إشارات قوية قبل الإنتخابات بخصوص التحالف مع الإسلاميين، وأوضحت المصادر أن بنعبد الله سيسهل عليه إقناع بعض قياديي الحزب لدخول الحكومة المقبلة من قبيل كريم التاج ويوسف بلال، إبن الزعيم التاريخي للشيوعيين المغاربة الذي قضى في حريق بفندق بواشنطن، الذي لم يعارض قرار التحالف مع العدالة والتنمية.
وبخصوص الحركة الشعبية الذي أعلن قطيعته مع تحالف الثمانية، قالت المصادر إن العنصر لن يتراجع عن قرار الدخول إلى الحكومة، حيث تم وعده برئاسة البرلمان، فيما تبدو حظوظ محمد أوزين ومصطفى المشهوري ولحسن حداد قائمة بقوة لدخول تحالف بنكيران، وأشارت المصادر إلى وجود إجماع داخل الحزب الحركي بالعودة إلى الجدور الطبيعية، والإصطفاف إلى جانب المحافظين في حكومة تبدو أكثر انسجاما مما كانت عليه حكومة عباس الفاسي.