عقدت التنسيقية الوطنية لتيار " أولاد الشعب " إجتماعا استثنائيا خصص لدراسة المستجدات السياسية و التنظيمية التي أفرزتها نتائج الإنتخابات البرلمانية الجزئية. و بعد الإستماع للتقرير السياسي الذي انطلق من التنبيه إلى ان الخريطة السياسية قد تغيرت أرقامها الانتخابية، و بالتالي فالدوافع الاخلاقية و الديمقراطية لمطلب أولاد الشعب القاضي بتنحي ادريس لشكر عن قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي هي حكم الإرادة الشعبية التي أسقطت مقام الفريق البرلماني إلى منزلة المجموعة النيابية و ما يترتب عنه من مسؤولية سياسية للكاتب الاول للحزب ، لأنالإشكال الجوهري يتجاوز المساطر التنظيمية الى سؤال الشرعية و المشروعية الشعبية للقيادة السياسية الحالية التي تمخض زعيمها فدمر حزبا .
هذه مواقع الإتحاد الاشتراكي انهارت بفعل سياسة الانتحار الجماعي التي انتهجتها القيادة الحالية و الحديث اليوم عن إنقاذ حزب الاتحاد الاشتراكي من مستنقع الاضمحلال القاتل ، اصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بتنحي ادريس لشكر عن منصب الكتابة الأولى للحزب مع ضرورة التأسيس لتطور فكري من خلال تقديم بدائل وحدوية تعيد النبض الى قلب الاتحاد . و هذا ما يجعل الاتحاديات و الاتحاديين امام لحظة صعبة تستوجب الوعي المستبصر لإحقاقالتطور الحداثي الديمقراطي للحزب ، هذا التجددكان ولا زال شرطا لا محيد عنه لإعادة تشكيل الاتحاد القوي من جديد، فانبعاث الاشتراكية المُحَرَّفة كما تبناها تيار ادريس لشكر الشعبوي داخل الحزب كانت عاملا رئيسيا في انحصار الفعل الاتحادي الشعبي.
إن مصير حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أكبر من أن يرتبط بهوى الكاتب الأول" الوحيد "، فهو مشروع متجدد منذ أجيال. غير أنه أصبح في حاجة ملحة لمؤتمر استثنائي شعاره الاتحاد حول خط سياسي عقلاني متجدد قوامه هوية واضحة، و ليس اجترار مصطلحات للترويج الاعلامي ، مع ضرورة الانتقال الى مرحلة يتسنى فيها لكل الاتحاديات و الاتحاديين الحق في تقرير مصير حزبهم.وضرورة إنتشاله من الذاتية الحزبية و من مستنقع الفشل الحالي، باصلاح النظام الأساسي للحزب من أجل استيعاب التطورات الدستورية .
كما أن مبالغة الكاتب الأول للحزب في الاقتيات من ثقافة " موسيليني " غير المثمرة و محاولة ترسيخ التبعية لأهواء الفرد قبل الإلتزام بقرارات المؤسسة . مع انبعاث طائفية داخلية لا تتركز على طرح مشروعاتي يطور البنية التنظيمية و يجعل الاتحاد فضاء للمقارعة الفكرية بطرح سؤال الهوية اليسارية و ضمان التجدد الحداثي و البدائل الوحدوية التي تقوي الممارسة الحزبية. بل تختزل انبعاثها فيالتركيز على تموقعات الغنائم الوزارية ، و غلق القنوات التنظيمية بجدار من الصمت الذيتضخمت معه النزعة الاقصائية.
هذا السلوك السياسي المتخلف نسف كل الامال في تحرير الطاقات الإبتكارية ، وهذه الحكامة الغارقة في الاستبداد نسفت كل الآمال في تحقيق الوثبة المعرفية القوية لحزب القوات الشعبية، و باتت الرؤية السائدة كون المناضلين مجرد آلة حاسبة لصناديق التصويت و مبايعة المرشح الوحيد. و تحولت السياسة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي من فضيلة التطوع لاستكمال بناء الوطن إلى رذيلة الاسترزاق الوزاري و وأد الفكرة الاتحادية .
و منه فإن التنسيقية الوطنية لتيار أولاد الشعب تعلن للرأي العام ما يلي :
1- مطالبة إدريس لشكر بالتنحي عن قيادة حزب الاتحاد الاشتراكيبعد مسلسل النكبات و الإخفاقات المتواصلة و عدم جديته و انعدام مصداقيته في الإنتقال بحزب القوات الشعبية نحو سبيل الحداثة السياسية و التحول من حزب الفرد إلى حزب المؤسسة .
2- التنبيه إلى ضرورة التشبت بمرجعية الحزب اليسارية الحداثية والتأكيد على أن إستمرار الحزب في التحالف الحكومي مع حزب العدالة والتنمية يعتبر خيانة للشهداء و الأحياء من حملة الفكرة الاتحادية، و خيانة كذلك للأجيال الصاعدة التي تعاني من فظاعة آثار السياسات الحكومية اللاشعبية التي أرهقت الشباب و فشلت في إحقاق المشروع التنموي المغربي.
عن التنسيقية الوطنية لتيار أولاد الشعب