شغل ترامب رئيس أكبر دولة في العالم،ولا يزال ، بقراراته وتصريحاته المثيرة للجدل، شكلا ومضمونا، والمؤثرة ليس فقط على الساحة الأمريكية الداخلية بل على السياسة الدولية برمتها...وهي التصريحات التي تبناها ترامب خلال حملته الانتخابية و اعتبرتها الدول والمحللين السياسيين تدخل فقط في إطار الحملة الانتخابية لاستمالة أصوات الناخبين خاصة منهم المترددين...لكن وبعد مايقارب السنة عن انتخابه دخل ترامب مرحلة تنفيذ وعوده الانتخابية " وحتى بعض المحايدين بالولايات المتحدة الأمريكية الذين كانوا يعتقدون أن بعض فلاتات ترامب، ومواقفه المتناقضة ... تندرج في باب تعلم الرجل لمبادئ الحكم في أمريكا .. بدؤوا يشكون في ذلك، ويقتنعون أن الرجل أخذ مسارا لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يوصله إلى درب تعلم أي شيء..
فأخطاء الرجل أكبر بكثير وأبعد ما يمكن من كونها عثرات البدايات، والتي لم يفهم مقاصدها وأهدافها حتى المقربون منه، و حتى الإدارة الأمريكية الفاعلة في الساحة الداخلية والخارجية كإدارة الدفاع، ووزارة الخارجية والمخابرات، أما الإعلام وما أدراك ما الإعلام الأمريكي فحدث ولا حرج. فبعد الحديث عن الصفقة الكبرى للشرق الأوسط أو القضية الفلسطينية الإسرائيلية، خرج ترامب واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقع على قرار نقل سفارة بلاده إليها، وكان وقع قرار حضر دخول رعايا خمس أو سبع دول أغلبها مسلمة للولايات المتحدة الأمريكية، وهدد بإعادة النظر في قرعة الهجرة إلى أمريكا، ثم، تهديده باستعمال القوة ضد كوريا الشمالية، وخلق حلف دولي لمحاصرة المد الإيراني في الشرق الأوسط وبعض الدول العربية، وقوده وحطبه بعض الدول العربية وعلى رأسها دول خليجية.. وقبل ثلاثة أيام أو أربعة أعلن عن إستراتيجية الأمن القومي لبلاده، والتي بناها على أساس أن الصين وروسيا ينافسان بلده عسكريا واقتصاديا وسياسيا.. وأول أمس هدد كافة الدول التي ستصوت ضد قراره إعلان القدس عاصمة لإسرائيل في القمة الاستثنائية التي تعقدها اليوم الخميس الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب من الدول العربية، بحجب المساعدات عنها،
مرة سمعت أحدا وهو أمريكي طرح إمكانية أن يكو ن ترامب داهية، وسيطعن لامحالة نيتانياهو في الظهر وسيعلن عن قرارات مهمة لفائدة الفلسطينيين ضمن صفقته" صفقة القرن"
يمكن اعتبار ترامب أول رئيس أمريكي يشغل العالم حقيقة..لأنه ببساطة لا يمكن توقع قراراته ولا مضمون تصريحاته.. ينام الرجل على أمر وقد يستفيق على أمر آخر..وإذا كان المقربون منه لم يعودوا قادرين على توقع ما قد يصدر منه، وإذا كان مسؤولوا وزارتي الدفاع والخارجية، يحبسون أنفاسهم مع كل إطلالة للرجل،، فإن كبار المحللين السياسيين وجهابذة رجال مخابرات باقي الدول في كل مرة يجهدون أنفسهم في تحليل واستنكاه واستنباط و.و.و. ما وراء تصريحات وقرارات ترامب,, وبالتأكيد سيصلون إلى استنتاجات ونتائج لكن قد لا تكون لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد، بمقاصد ترامب بل ولم يفكر فيها الرجل بالمطلق,, المحللون السياسيون يجتهدون حاليا إذن في فهم السياسة الأمريكي الداخلية والخارجية الجديدة في عهد ترامب خاصة فيما يخص منها الملفات الدولية الكبرى..
يقول المثل عندما تطرح السؤال الخطأ فبالضرورة لا تحصل إلا على الجواب الخطأ .. في اعتقادي فحالة العالم مع ترامب كمن يطرح السؤال الخطأ... لأن من ينبغي أن يتم تحليله في الوقت الراهن ليس السياسة الأمريكية وسياقاتها وقراراتها، وبالتالي من ينبغي تجنيدهم ليس المحللين السياسيين وفطاحل القانون السياسي الدولي,,, بل فطاحل الأطباء النفسانيين لأن من ينبغي تحليله هو ترامب نفسه.. بما تقتضيه تدابير الطب النفسي,