يجب أن أشير، أني لا أتحدث عن العبرانيين، ويجب أن نميّز بين هؤلاء وهؤلاء؛ فالعبرانيون القدماء كان من بينهم يهودٌ مهذّبون، وقد أنصفتهم الكتب السماوية وأوصتْ بهم خيرًا، إذ قال جلّ جلالُه في القرآن الكريم: [وقطَّعْناهم في الأرض أُممًا، منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك.]؛ وعن هؤلاء [دون ذلك] أتحدّث في هذه المقالة؛ فهناك يهود لا يعترفون بدولة [إسرائيل] الصهيونية، ولا يزورونها، ولا يؤيّدونها إطلاقا، وهؤلاء الصلحاء مرحَّب بهم في بلدان عربية، هي بلدانهم الحقيقية، وينعمون بكافة الحقوق، ويعاملون باحترام في هذه المجتمعات العربية، ولا يُعتبَرون أقلّيةً كاليهود المغاربة.. وهنا أسوق أمثلة: فمثلا [آينشتاين] عالم الفيزياء، اليهودي، وصاحب نظرية [النسبية] رفض أن يكون رئيسًا لدولة [إسرائيل] لـمّا عُرض عليه المنصبُ، ولاحظ أن دولة [الصهاينة] تقلّد في ممارساتها دولةَ [النازية]، فتعطي صورةً مشوّهةً عن اليهود، وحذّر [إسرائيل] من سياستها السَّبُوعية في [فلسطين].. [آنشتاين] كان رجلَ سلام، وكان يكره الحروب، والعنف، والدمار، مما جعله يصف ألمانيا بالجنون لـمّا وصل [النازيون] فيها إلى السلطة.. قبيْل الحرب العالمية الثانية، كتب إلى عالِم النفس اليهودي [فرويد] ملتمسا منه العمل معه لتجنيب العالم ويلات حرب مدمّرة؛ فأجابه [فرويد]: [أنا أقدّر مشاعرَك الإنسانية، ولكني أرى أن الحروب هي أمر طبيعيٌ في هذا الوجود؛ ومعذرة!].. لكنْ عندما راجعتُ قائمةً بأسماء المنتمين إلى المحفل [الماسوني] البغيض، وجدتُ فيها اسم [فرويد]، ولم أعثرْ على اسم [آنشتاين] فأدركتُ سبب اختلافهما.. [فرويد] الذي مات سنة (1939)، له كتاب خطير بعنوان: [اليهود في ضوء التحليل النفسي] يملك كاتبُ هذه السطور نسخةً منه؛ فهو دليل على صهيونية صاحبه..
يهود السفالة واللؤم، وهم الصهاينة، يعتبرون [داوود وسليمان] ملِكَيْن، لا نبيّيْن من عند الله، ويكذبون عليهما، ومن ذلك كذبة [الهيْكل]، ومملكة [داوود وسليمان] هي مملكة الله عزّ وجلّ؛ وكان [سليمان] نبيًا، أتاه الله علمًا وحكمًا، ولـمّا مات، ماتت معه مملكتُه، واندثر هيكله.. أما أن كثرة الأنبياء هم من [بني إسرائيل] فلأنهم يعني اليهود كانوا ينكثون العهود مع الله إلا قليل منهم.. فكل الأنبياء والرسل الذين نعرفهم، كانوا من [بني إسرائيل] إلا أربعة، كانوا عربًا، وهم [إدريس، وشُعَيب، وصالح، ومحمد] عليهم الصلاة والسلام.. والصهاينة اليوم، يريدون هدم [بيت المقدس] بدعوى أن تحته [هيكل سليمان]، وهذا الهيكل دُمِّر وانمحى، ولا وجود له لا فوق الأرض ولا تحتها، بل لا أثر له على الإطلاق، لأنه تعرض للتدمير عدة مرات.. في كتاب [المفصل في تاريخ القدس] لكاتبه [عارف العارف]؛ صفحة: (64) يقول: [قيل إن جنديًا رومانيًا أحرق الهيكل دون أمرٍ من (تيطوس) سنة (70) ميلادية..]. وفي كتاب [التحرير والتنوير] لصاحبه (ابن عاشور)؛ جزء: (15) صفحة (17): [قد انتاب التخريبُ الهيكل ثلاث مرات: خرّبه (نبوخود نصر] ملِكُ (بابل) سنة (575) قبل الميلاد.. وفي المرة الثانية، خرّبه الرومانُ في عهد (تيطوس) سنة (70) ميلادية، فأعيد بناؤه؛ لكن أكمل تخريبَه (أدْرِيانو) سنة (135) ميلادية.. والتخريب الثالث والنهائي، تمّ في عهد (هيلانة) أم الإمبراطور (قسْطَنْطين) (بيزانطة)؛ فعن أي هيكل يتحدث اليوم الصهاينةُ الكذبة؟!
فهذه الأرض يعني [فلسطين]، تعرضت لغزوات عدة، وكل الغزاة رحلوا، واندثروا، ولم يبقَ فيها إلا الفلسطينيون، الذين بنوها منذ (6000) سنة، ولم يغادروها أبدا، ولا مكان فيها اليوم للصهاينة اللصوص ودولتهم.. في [تاريخَي] (الطَّبري والمسعودي)، فإن [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه، أراد أن يصلّي، فطلب منه (الباطرِيَارْك) أن يصلي في (كنيسة القيامة)، فرفض، حتى لا يتخذها المسلمون سُنّةً، ويستولوا على الكنيسة؛ فطلب منه أن يدلّه على مكان يبني فيه مسجدًا؛ فدلّه على مكان صخرة كان الناس يرمون فوقها الأزبال كما فعلت قبلهم (هيلانة) أُمّ (قُسْطَنْطين) لـمّا دمّرتْ كليةً الهيكل؛ فأمر [عُمر] رجالَه بإزاحة الأزبال، وأمر ببناء مسجد وهو مسجد (الصخرة) المبارك.. وهكذا، تتضح لنا أكاذيبُ، وأساطير الصهاينة؛ وعلى هذه الأكاذيب، بنوا أكذوبة (الهيكل) المزعوم، الذي لم يعدْ له وجودٌ، ولا يُعْثَر له على أثر.. فكيف نصدِّق كلامَ (شامير، ونتانياهو) أن [القدس] كانت لهم منذ (4000) سنة، وقد قام (الأشوريون) سنة [722] قبل الميلاد بالقضاء على مملكة (إسرائيل)، وسبَوْا معظم اليهود، ووزّعوهم في شمال (ما بين النهرين)؛ ثم جاء (البابليون) فورثوا كل ما كان للأشوريين في بلاد الشام سنة (605) قبل الميلاد ثم دمّروا مملكة [يهودا] بالكامل، ودمّروا الهيكل، وسُمِّيت اليهود (القبائل الضائعة) ودولة (إسرائيل) اليوم هي كذبةٌ كبيرة..