المادة الحجرية منها الهشة وهي التربة من اللحمة الأرضية التي تكسو هيكل القشرة الصلبة من جسم الكوكب، ومنها المادة الصلبة من باطن الأرض اصلها من الحرارة المتخلفة عن اجتفاف الماء، تغطيها الكثل الغبارية التي جمعتها الرياح من عامل الاحتكاك والتفكك ..
والأحجار هي الأجسام الصلبة من القشرة الأرضية تختلف من سطح الأرض بين الهشة والصلبة، وكلما تعمق الانسان من الأرض ازداد صلبها من النواة الكونية لنشأتها .
وعهد استخدام الانسان المادة الحجرية، استعملها لصد الحيوانات واعتراضه عن وجهتها، وحين الصراع كان الحجر اقرب الى الانسان من العصا .
وعندما فكر الانسان في الاستقرار والمأوى، اتخذ من الحجارة حزاما سور به مقامه، والحطب سدا يغلق به بابه، ويوم اخذ الانسان بالبناء اتخذ من الحجارة والطين مادة يبني بها بيوتا يسكن اليها من الليل، ويسعى منها وقت النهار .
المدن المعمارية :
اغلب المدن المغربية ينسب بنيانها إلى المواد المحلية المتواجدة من عين المكان، وهي التربة الرطبة القابلة للدك من قالب اللوح الخشبي، يسمى بناؤها بناء اللوح الترابي، الذي تدار به اسوار المدن، غير أن عددا من الابواب الحضرية، والابراج العالية من الأسوار يطعم بناؤها بالمادة الحجرية، ثم البناء الداخلي الخاص بالسكن من اللوح والمرافق العمومية التي تخص حاجيات الساكنة
واتخاذ الساكنة هذا النوع من البناء فيه نوع من الحماية من العوامل الطبيعية، اذ انه يوفر لساكنته الدفيء شتاء، والاجواء المنعشة صيفا، كونه بنيان ترابي متين يأخذ الدفيء من حرارة الأرض شتاء، والبرودة منها صيفا، وهو اغلب البنيان الذي كان سائدا من المدن التاريخية العتيقة .
مدن المادة الحجرية :
من المدن المغربية التي تميزت بالبناء الحجري من العصر الاسلامي، مدينتين مغربيتين تنسبان الى عهد تواجد العرب من البلاد الايبيرية الأوروبية، مما جعل الأولين ينسبونهما الى العصر الروماني من تعايش العرب والأوربيين من البلاد الأوربية خلال العصر الاسلامي، والمدينتين المذكورتين هما :
مدينة وليلي :
هي اقامة خاصة جمعت حياة الامام ورش، والسيدة فاطمة بنت محمد نافع الفهرية .
مدينة شالة الاسلامية :
مقر الحكم من عهد الامام ورش، الى نهاية العهد المريني وانسحابهم من مدينة فاس ونزولهم مدينة سلا
ومن طرائف العرب من تلك الأزمنة، أنهم حين جمعوا رحيلهم من مدينة فاس، وقصدوا اهلهم من مدينة شالة، سمحوا لهم بالمجاورة
وكان من طبيعة المغاربة الأولين، انهم لا يسمحون بدخول الرحيل عليهم ولو من المطلقة منهم، ولا الميت خارجا دخول مكان سكنهم من ابواب المدينة، من كان خارج المدينة يبقى خارجها، ومن مات خارج المدينة يدفن خارجها .
وهكذا ينسب سكان مدينة الرباط هم سكان مدينة شالة الاسلامية، الذين غضب منهم سكان مدينة سلا المرينيون حين رحيلهم من مدينة فاس .
وتسمى مدينة الرباط وسلا مدينة العدوتين، اشتهر اهلهما من صناعة الحجارة الزخرفية، وعنهما يجري على اللسان المغربي
يا لالة جارة، جارة
** **
يا بنت الحجارة
** **
آ جي عندي نقول اليك
** **
اشكون انت، واشكون مواليك
** **
إلى كانت الرباط وسلا تسمع اليك .
وعهد ادارة الحماية تخلص المغاربة من عدد من التقاليد المتوارثة من حياتهم واندمجوا اجتماعيا وحضاريا وتخلصوا من كوابيس الماضي واشباحه .
مصايد آسفي الحجرية :
هي مجموعة أحواض حجرية مثبتة بمناطق الشاطئ الصخري بعلو يقارب المترين، يتدفق نحوها موج المد البحري الذي يجرف الاسماك نحو البر من الشاطئ وقت المد من هيجان البحر، حيث يغطي الموج تلك الاحواض، وحين الجزر يعود الماء إلى مجراه وتبقى الاسماك التي وقعت بالأحواض في مصايد الاحجار، وهي مصايد قد تعود إلى عهود القوارب الخشبية، حين يحول الموج دون ركوبها البحر
وقديما تغنى المغاربة بالبحر واسماكه من قولهم :
الحوت في البحر باسم الله يسبح ******* صلي على النبي يامن بغيت تربح .
الصناعة الحجرية :
هي المواد المصنوعة من المادة الحجرية، ذات الاستعمال والتعامل البشري، او المنقولة من الفضاء للاستخدام العلمي عبر حجر النيازك، أو حجر رواد الفضاء المحمول من كوكب القمر .
ينسب الأولون ظهور الصناعة الحجرية الى استخدام الانسان الأدوات الحجرية في حياته من التعامل مع متطلباته اليومية من بناء وأدوات عمل .
وإن صنفها الى العصر الحجري فإنه لايزال يعمل بها، وإن وصل بعمله إلى الأجواء العليا من الفضاء، فإن احب ما وضع عليه يده الحجر الذي حمله نحو الأرض التي صعد منها .
والصناعة الحجرية منها القديم ومنها الجاري به العمل، ومنه المتطلع اليه مستقبلا من حياة البشرية
الصناعة القديمة :
صناعة الرحى :
اشتهر صناع الرحى من اسم الحجارين، وكان سوقهم الحرفي منتشرا من جميع الحواضر العتيقة بالمغرب
وقد استخدم الانسان الرحى الحجرية عهد التغذية بالحبوب الزراعية حيث استعملها آلة منزلية لطحن الحبوب، وآلة عمل انتاجية لعصر الزيتون واستخراج المادة الذهنية تدار بالحيوان .
وعهد انتشار الكهرباء اصبحت تدار الرحي بالقوة الكهربائية بدل الحصان الطبيعي .
أما الرحى التي تدار بطاقة التدفقات المائية من المناطق الجبلية فتستعمل في طحن الحبوب .
الصناعة الجيرية :
من الصناعة الأولية من المادة الحجرية المادة الجيرية التي تستعمل في البناء الحضري قبل ظهور المادة الاسمنتية
والأحجار الخاصة بالإنتاج الجيري منها من يستخرج من باطن الأرض وينقل الى الفرن قبل أن يتعرض لضربة الشمس التي تفقده التحول نحو المادة الجيرية .
وهناك الأحجار الهشة كما في الساحل الغربي من المحيط الأطلس، يجري تحويلها عن طريق الأفران الى المادة الجيرية التي تستعمل في البناء، وفي التزيين الداخلي للسكن، أو اماكن العبادة أو الاقامات الخاصة، او الدوائر العمومية .
صناعة النقوش الحجرية :
تدخل صناعة النقش الحجري في زينة المباني العمومية والخاصة، واشتهر بصفة خاصة من المناطق الساحلية وتميزت به مدينة الرباط وسلا من تاريخ قديم، والنقش على الحجر يدخل في تزيين البناء من مظهره الخارجي والداخلي الى جانب الفسيفساء والملاط الجيري .
وغالبا ما كان النقش على الحجر من الأماكن الاسلامية يتضمن كتابات من آيات قرآنية، الى جانب منمقات نقشية ذات طابع فقهي كالذي يزين الواح الكتابة القرآنية والأبواب الحزبية من المصاحف المطبوعة بآلية الطباعة .
ومن وجهة البناء الهندسي الحديث بالمجال العمراني من المدن، أصبحت المنمقات الحجرية الملونة تدخل في التزيين الخارجي لجدران المباني الحضرية .
المعادن الحجرية :
تنسب الى العصر المعدني الأول، اشتهر منها الفحم الحجري، وهو اول عنصر معدني للطاقة استعمله الانسان قبل ظهور الكهرباء وقبل اكتشاف النفط .
وقد ساهم استخدام الفحم الحجري في رفع الجهد الانساني والدفع به الى اكتشاف طاقات بديلة لخطورته على الصحة البشرية والأجواء المناخية من كوكب اليابسة .
وقد كان الفحم الحجري العنصر المعدني الذي ساهم في تحول الانسان نحو الصناعة الآلية الحديثة .
الصناعة الحجرية الحديثة :
عهد انتشار الآليات الصناعة الحديثة تطورت الصناعة الحجرية من صناعة يدوية، الى مادة محولة عن طريق الآلة إلى مادة اسمنتية أو رخامية
المادة الاسمنتية :
عرف المغرب هذه الصناعة على يد المستثمرين الأوربيين الذين اقاموا مصانع تحويلية للمادة الحجرية إلى مادة اسمنتية خاصة بالبناء والمشاريع الاقتصادية والملاحية الكبرى، وايضا مواد الحصى الصلب الخاصة بتعبيد الطرق السيارة بين المدن ومن شوارعها واماكن تنقلات الآليات والراجلين من الوسط الحضري .
المادة الرخامية :
صنف من الأحجار العميقة من باطن الأرض، يتحول من الصناعة الى مادة ناعمة تدخل في خدمات الزينة على المباني
وهو صناعة قديمة في تاريخ البنيان البشري، سابق الظهور عن الآليات والمصانع الحديثة .
الحجر الفضائي :
ينسب الحجر الفضائي إلى الكواكب الخارجة عن سطح الأرض، والتي ينسبها الانسان الى الكواكب الأخرى، وصلت الى الأرض عن طريق الفضاء المنفصل عن فضاء الأرض، كحجر النيازك، او المذنبات الفضائية .
ويميل لون هذه الأحجار الى السواد من عامل السرعة والاحتكاك بالغلاف الجوي .
الأحجار القمرية :
هي الأحجار التي حملتها يد الانسان حين وصولهم من القرن العشرين الى سطح القمر خلال رحلة المركبة الفضائية الأمريكية المحملة برائدي فضاء .
وحين زار المغرب احد رائدي الفضاء الأمريكي بعد عودته الى الأرض تشرف بالاستقبال من طرف الملك الحسن الثاني
وبالمناسبة قدم رائد الفضاء الى جلالته صنفا من الأحجار القمرية التي حملها من الكوكب المضيء الى الأرض .
وهي احجار بيضاوية، وغير نيزكية .
وهكذا نرى أن المادة الحجرية اساسية في تركيبة تضاريس الكواكب والأجرام السماوية، يستخدمها الانسان كلما عرف في اي مجال يستخدمها من مجال مادي أو مجال علمي .
بقلم : محمد حسيكي