البهائية التي أسسها [الميرْزا علي محمد رضا الشيرازي: 1819 ــ 1850]، كان من ورائها الاستعمار الروسي، وكان الجاسوس الروسي [كينارد الغوركي] الذي ادّعى الإسلامَ باسم [عيسى النّكراني]، هو الذي ألقى في روْع الناس أن [الشيرازي] هو [المهدي المنتظر]، والباب الموصل إلى الحقيقة الإلاهية؛ وفي ليلة (22 مارس 1844) أعلن أنه رسولٌ مثلُه مثل [موسى، وعيسى، ومحمّد] والعياذ بالله.. وفي عام [1963] تولّى تسعة من البهائيين شؤونَ البهائية، ثم تولى الرئاسةَ اليهوديُ الصهيوني [ميسون] الأمريكي الجنسية.. وهكذا ترى أن بداية البهائية كانت على يد الجاسوس الروسي، وفي النهاية صارت بيد الصهيوني الأمريكي.. لكنْ هل البهائية هي من مذاهب [التوحيد]؟ الجواب: كلاّ! وقد رأينا ماهية (التوحيد) للتنوير، ولرفع كل غموض أوِ التباس.. فهل الموحّد الصادق يدّعي أنه هو الإلاه، وأن الله قد حلّ فيه كما ادّعى صراحة [الميرْزا حسين علي] الملقّب بـ[بهاء الله] المولود سنة [1817]؟
القديانية التي أسّسها [مرْزا غلام أحمد: 1839 ــ 1908] بتخطيط من الاستعمار البريطاني، في قرية [قَديان]، هو ابنٌ لأسرة اشتهرتْ بخيانة الدّين والوطن؛ وهكذا نشأ وفيا للاستعمار، وممّن تصدّى لدعوته الخبيثة [الشيخ أبو الوفا ثناء الله]، حيث ناظره، وأفْحَم حجّتَه، وكشف خبْث طويّتِه وكفرِه؛ ولـمّا لم يرجع [أحمد] إلى رشده، باهلَه [الشيخ أبو الوفا]، ولم تمرّ سوى أيام قلائل، حتى هلَك [الميرزا غلام أحمد] عام [1908]؛ لكنْ هل القَديانية هي مِن مذاهب التوحيد؟ الجواب: كلاّ! وقد رأينا كيف ادّعى مؤسِّسُها [غلام أحمد] أنه هو (المسيح الموعود، والمهدي المنتظر) ثم ادّعى أنه هو الله، وحاشا ذلك.. كما أنه ألغى الحجّ إلى (مكّة)، وحوّله إلى [قدْيان] تماما كما جعلت البهائيةُ الحجَّ إلى [البهجة] (بعكّا) في فلسطين.. ومعلوم أن معقل البهائية اليوم هو مدينة [عكّا]، فيما معقل القديانية اليوم هو مدينة [حَايْفا].. فهل سمعتَهم يوما، أو رأيتَهم، يتظاهرون من أجل [بيت المقدس] الشريف؟ هل رأيتَ يوما [إسرائيل] تعتقل بهائيا أو قَدْيانيا؟ أبدا؛ لم يحدث! لماذا؟ ألا تتذكّر أن [عباس أفندي] الملقّب بـ[عبد البهاء] حضر مؤتمرات الصهيونية، ومنها مؤتمرُ [بال] في سويسرة سنة [1911]؟ ألا تتذكر أن [ميرزا غلام أحمد] القَدياني، قد نسخ فريضةَ الجهاد خدمةً للاستعمار؟ فالقَديانية تتخفّى وراء السِّلمية، والتسامح، ومحبّة الناس..
والآن نطرح السؤالَ الأهمّ: هل هناك علاقةٌ بين البهائية والماسونية؟ الجواب: نعم! وما الذي يدعونا إلى الجزم بأن هناك صلة تربط البهائيةَ بالماسونية؟ البهائية وُلدت بعد الماسونية الحديثة؛ فقد وُلِدت الماسونية الحديثة عام [1717]، بينما وُلِدت البهائيةُ في القرن [19].. انتقلت البهائية إلى أمريكا، وأقامت لها فروعا هناك، وصارت فرعًا من فروع الماسونية، إذ نادت هي كذلك بتدمير دُور العبادة الإسلامية والمسيحية، وطالبت ببناء (هيكل سليمان)، واعتبرتْ أن [القدس] دُنِّست بيد المسلمين والمسيحيين، ولا تُطهَّر إلا بعودتها إلى اليهود، مما جعل العددَ الكبير من اليهود ينتمون إلى البهائية؛ هذا يؤكّد أن الدعوة البهائية وراءَها الصهيونية، وهذه النقاطُ كفيلة في الحكم على أن الدعوة البهائية، هي بنتٌ من بنات الماسونية..
وماذا عن القَدْيانية؟ هل لها صلة بالماسونية؟ الجواب: بكل تأكيد! كيف ذلك؟ يجزم كافة المؤرّخين، أن هناك صلةً وطيدة بين القديانية والماسونية.. فالقدياني نفسُه، يستشهد دائما بشواهد من [العهد القديم]، ووجدتِ اللغةُ العِبْرية ذاتها مكانًا في برنامج المواد التي حُبذ دراستُها.. لقد أسست القديانيةُ مكتبا تبشيريا لها في [حايْفا]، يعتبر أحد أكبر مكاتبها في العالم، ويضمّ مسجدا، ودارا للتبشير، ومكتبة عامة، ومكتبة لبيع الكتب، ومدرسةً، وهو ما رحّبت به [إسرائيل]؛ ويقوم هذا المكتب بإصدار مجلة شهرية اسمُها [البُشْرى]، ويستطيع القديانيون زيارةَ [إسرائيل] بدون مشاكل، ويعامَل القديانيون فيها معاملةً طيبةً؛ وحتى لو لم تكن القديانيةُ من بنات الماسونية والصهيونية نشأةً، فإنها تعتبَر إحدى أدواتها ومعاولها لهدْم الإسلام، وتقويض صرائحه، ونشْر الفوضى، والفرقة في ديار المسلمين، والسير في رِكاب الصهيونية، ومساعدتها في تحقيق أهدافها.. وسؤالنا الآن هو: من هم المنتمون إلى البهائية؟ من أية الشرائح الاجتماعية، همُ المنتمون إلى القديانية؟ ما هو توزيع هؤلاء وهؤلاء عبر العالم؟ هل يوجدون كذلك في المغرب؟ كلّها أسئلة سنجيب عنها غدا إن شاء الله، خدمة للوطن، وتحذيرا للغافلين عن هذه الحقائق.