لا أدري ما إذا كان الأستاذ عصيد خلا بنفسه للحظة واحدة في دائرته المغلقة التي كان يطلق منها صواريخه قبل 25 نوفمبر لينجز تقييما موضوعيا لما جرى؟ شخصيا وبحكم معرفتي بالأستاذ المفكر عصيد أستبعد هذا الاحتمال وأرجح أن الرجل سيمضي في مساره الفكري الموجه والمضبوط على أمر معين (ولو طارت معزة).
ماجرى ياسادة من أستاذ جامعي ومفكر وباحث مقابل تعويضات قارة يتلقاها من جهات معينة، أنه كرس كل جهده الفكري والبحثي لاستهداف حزبي العدالة والتنمية والاستقلال. والمثير أن جهد الرجل كان يلتقي مع جهود أوساط أخرى في حزب «البامطجية» وقيل في حينها أن عصيد يقوم بدور الذراع الإعلامي والفكري لهذا الحزب، وتخيل الأستاذ الباحث أن جهده الفكري والاعلامي سيكون له تأثير بحكم امتداده في أوساط المثقفين وحتى الأوساط الشعبية، وكانت خلفية الباحث واضحة، تتجسد في توظيف أحد عوامل الفتنة الحقيقية لاستمالة عواطف الناس، إلا أن نتائج اقتراع 25 نوفمبر أكدت أن الأستاذ الباحث كان يكتب في غرفة مغلقة وأن صدى ماكان يمطر به الرأي العام لم يكن يتجاوز فضاء الغرفة الضيقة، هذا إذا لم نقل إن نتائج تصويت 25 نوفمبر كانت ردا مباشرا على الخدمات الجليلة التي أسداها الأستاذ الباحث لمن يهمه أمرهم، وكان تصويتا عقابيا للأستاذ ومن شابهه، وأيضا يمكن القول إن خدمات الأستاذ الباحث زادت في حظوظ نجاحات حزبي العدالة والتنمية والاستقلال.
من حق الأستاذ الباحث أن يضع كل هذه الحقائق جانبا ويواصل سيره ضد التيار، لأن البعض لايمكن له أن يعيش أو بالأحرى أن يتعيش خارج المساحة المؤطرة بخطوط... والفاهم يفهم في عصيدة تحولت في يد صاحبها الى (حريرة).
عبد الله البقالي