أعلن عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي جون كونيرز البالغ من العمر 88 سنة، والمعروف بتأييده الكبير لجبهة البوليساريو، تقاعده من منصبه إثر اتهامه بالتحرش الجنسي من قبل نساء عملن في مكتبه في وقت سابق.
قال جون كونيرز أٌقدم عضو في مجلس النواب الأمريكي، يوم الثلاثاء لإذاعة ديترويت، إنه سيستقيل من مجلس النواب الذي قضى به حوالي خمسة عقود، إثر اتهامه بالتحرش من قبل نساء عملن في مكتبه.
وأعلن كونيرز دعمه لإبنه جون كونيرز لخلافته، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة ضده لن تؤثر على "إرثه السياسي" الذي قال إنه سيتواصل من خلال أبنائه.
وكان النائب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي قد توصل إلى تسوية قام بموجبها بدفع 27 ألف دولار إلى سيدة عملت سابقا بمكتبه في واشنطن، بعد أن اتهمته بطردها بسبب رفضها محاولة تودد من قبله.
غير أن كونيرز الذي يشغل منصبه منذ عهد الرئيس ليندون جونسون منذ ستينات القرن الماضي كذب هذا الاتهام، مرجعا قرار قبول التسوية إلى رغبته في تفادي الدخول في نزاع قضائي قد يستمر لوقت طويل، قبل أن تكشف موظفات سابقات في مكتبه عن تعرضهن لمضايقات جنسية من قبله.
وكان مجلس النواب الأمريكي وهو أحد مجلسي الكونغرس الذي يعتبر المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، قد قرر الأسبوع الماضي إلزام كافة أعضائه وموظفيهم بحضور جلسة تدريبية لمكافحة التحرش الجنسي وطرق التعامل معه والإبلاغ عنه.
خسارة للبوليساريو
ويعتبر جون كونيرز من بين أكبر داعمي جبهة البوليساريو في مجلس النواب الأمريكي، إذ يعتبر ومنذ شهر يونيو من سنة 2015 عضوا فاعلا في "تجمع الصحراء الغربية" وهو التجمع الذي أنشئ سنة 2013 ويضم نوابا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وجاء تأسيس هذا التجمع "بهدف إبراز احتياجات تقرير المصير ورصد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية".
وإبان انضمامه إلى اللوبي المؤيد للبوليساريو داخل مجلس النواب الأمريكي سنة 2015 قال "إن اعادة تأسيس هذا التجمع من الصحراء الغربية سيكون مهما لتشجيع ادارة اوباما (الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية) على استخدام نفوذها فى الامم المتحدة لحل القضية الاستعمارية الاخيرة فى جدول اعمال القارة الافريقية".
واضاف "فى الوقت الذى لعبت فيه وزارة الخارجية دورا هاما فى تجديد مهمة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة فى الصحراء الغربية، اتمنى ان يتمكن الكونجرس من التركيز بشكل اكبر على مراقبة حقوق الانسان وتحديد موعد الاستفتاء اللازم لحل الخلاف الطويل الامد. ومع أن التقدم قد توقف مؤخرا، فإنني متفائل بأن الدعوة الأمريكية لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم في المنطقة".
وسبق لجون كونيرز بحسب ما أورد موقع لوديسك أن شارك في شهر مارس من سنة 2016، في جلسة استماع حول حقوق الإنسان وتقرير المصير في الصحراء الغربية، دعت إليها لجنة "توم لانتوس" الأمريكية لحقوق الإنسان، وشارك في الجلسة أيضا ممثل عن مؤسسة "روبيرت كينيدي"، ومثل عن جبهة البوليساريو، إضافة إلى نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش".