أبرز الأستاذ الجامعي لحسن جنان أن معظم مبادئ وتوجهات سياسة الملك الراحل الحسن الثاني كانت تنهل من أبعاد الموقع الإستراتيجي للبلد.
ورصد المتحدث ذاته، في مداخلة له خلال الدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، أوجه الفكر الجيوسياسي في سياسة الراحل، وقال: "يعتبر من أكبر زعماء وقادة العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين، كما استمد نبوغه واكتسب حنكته وتجربته الطويلة في الحكم والنضال من ثقافته العميقة والمزدوجة، التي تجمع بين المعرفة الدقيقة الواسعة بقيم الإسلام وإلمامه الكبير بالعلوم العصرية".
وأوضح جنان أنّ تصور الملك الراحل في شتى الميادين المرتبطة بالمجال السياسي يتجلى من خلال التجربة الطويلة للمغرب كدولة قائمة الذات في مجال الصراعات الدولية الاقتصادية والسياسية والدينية، التي تأكد من خلالها موقف الحياد.
وأورد المتحدث أنّ "ميول الفكر السياسي لدى الحسن الثاني نحو السلم هو الذي يفسر هذا التوجه الذي لم ينزلق كلياً بالمغرب نحو المحور الغربي، وبلور منهجاً واضحاً في الحكم، قوامه الاعتدال والوسطية والتسامح"، مبرزاً أن روح السلم لم تغب عن منهجيته في استرجاع الأراضي المغربية المغتصبة.
وفي حديث عن استثمار الملك في البعد التاريخي، يقول الأستاذ الجامعي: "الحسن الثاني كان دقيق المعرفة بقضايا أمته، ويولي أهمية كبرى لعمق الثقافة والتكوين في شقيهما الأصيل والحديث، بالإضافة إلى حرصه على تحقيق الانتقالات الضرورية، ديمقراطيا ومؤسساتياً وتنظيمياً عن طريق ورش كبير من الإصلاحات".
من جهة ثانية، أبرز جنان أن الموقع الجغرافي المتميز للمغرب ساهم إلى حد كبير في بلورة ثقافته وتعدديته وصياغة معالمها، وقال: "بعد استقراء عميق للواقع المغربي تكونت لدى الملك الحسن الثاني قناعة أن نهج الحرية الاقتصادية والمبادرة الحرة والانفتاح يجب أن تكون هي المبدأ العام والقار في سياسة المغرب التنموية، فكرس هذا المبدأ في دساتير المغرب وسياسته العمومية".
فاطمة الزهراء جبور