أعلن يوم أمس قياديون سابقون في جبهة البوليساريو عن ميلاد "المبادرة الصحراوية من اجل التغيير"، وطالب هؤلاء في بيان التأسيس بـ"تعديل الخطاب السياسي" لجبهة البوليساريو، و"مواجهة ممارسات الفساد و سوء استخدام السطة".
كما طالب الموقعون على البيان بوضع حد لهيمنة الحرس القديم على جبهة البوليساريو من خلال "تشجيع مشاركة الاجيال الجديدة في هياكل السلطة السياسية"، و"فتح المجال أمام انتقال الأجيال بدل الهيمنة الأبدية التي تقود بالضرورة الى إرتكاب الأخطاء وانسداد ألافق".
وفي تعليق منه على تأسيس هذه المبادرة، قال المحجوب السالك زعيم تيار خط الشهيد المعارض للقيادة الحالية لجبهة البوليساريو، في تصريح لموقع يابلادي إن "جبهة البوليساريو وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه بعد الإعلان عن المبادرة، خاصة وأن الموقعين عليها ينتمون إلى كبريات القبائل الصحراوية وهي قبيلة الركيبات، ووقبيلة اولاد دليم، وقبيلة العروسيين".
وتابع أن قيادة جبهة البوليساريو "دخلت في اجتماعات سرية بعد علمها بالمبادرة" متابعا أنها من المحتمل أن يهاجم قياديو الجبهة الشخصيات الموقعة على بيان التأسيس من "خلال اتهامهم بأنهم عملاء للمغرب، أو يتلقون تمويلات من المملكة".
وزاد قائلا إن أصحاب المبادرة يهدفون إلى "فتح حوار وطني صحراوي لتغيير قيادة الفساد التي تهيمن على السلطة منذ اكثر من أربعة عقود"، وأنهم "بعيدون عن الجزائر وليسوا من بيادقها" ويتحدثون "بلغة غير اللغة التي تتحدث بها جبهة البوليساريو".
ورأى المحجوب السالك أن "على الدولة المغربية التحرك، وفتح قنوات الحوار مع أصحاب المبادرة"، والذين قد "يمكن الوصول معهم إلى حل للنزاع" على عكس قيادة جبهة البوليساريو التي ليس في صالحها وضع حد لذا النزاع الذي عمر طويلا، على حد قوله.
وعن أصحاب المبادرة قال السالك إنهم "الحاج احمد باركلا، سبق له أن تولى مسؤولية تمثيل الجبهة الشعبية بمدريد، وتولى بعد ذلك مناصب وزارية في الحكومة الصحراوية، من بينها وزارة التعاون، حيث الفساد والسيطرة على الحسابات البنكية بالخارج لجبهة البوليساريو، وبعد شهور اطلع على الفساد والسرقات التي تمارسها الرئاسة عبر هذه الوزارة التي تتعامل مع المشاريع الممولة من الخارج وبالعملة الصعبة، ولما عبر عن امتعاضه للرئيس الفقيد (محمد ولد عبد العزيز)، والذي لم يعره اهتماما، مما جعله يُصدم من كثرة الفساد والمفسدين تحت حماية الرئيس محمد عبد العزيز وحرمه، ومن ورائهم لوبيات تندوف، فكان اول وزير يقدم استقالته من منصب هام مثل هذا".
وأضاف السالك أنه "خوفا من ان يقوم بنشر ما اطلع عليه من فساد بوزارة التعاون، تم إسكاته بتعيينه في منصب وزير مكلف بامريكا اللاتينية، ورغم ذلك ظل يعاني من تأنيب الضمير بعد ان شاهد بأم عينه درجة الفساد والقبلية المعمول بها داخل البوليساريو، لهذا استغل المؤتمر الأخير للقيادة ليرسل لهم رسالة مفتوحة احدثت ضجة كبيرة داخل المخيمات والمؤتمر يتهم فيها القيادة علانية برعاية الفساد واعتماد القبلية في التوظيف والتعيين، ورفض المشاركة في المؤتمر، فتم تهميشه ومحاصرته بعد ذلك من طرف لوبيات الفساد بتندوف، فاعتزلهم إلى ان اسس مبادرة التغيير".
وأما ولاد موسى فرغم أنه بحسب المحجوب السالك "إطار في أمن البوليساريو السيء الصيت، فقد كان نظيفا شريفا نزيها مترفعا عن التشويهات والاتهامات المجانية وبعيدا عن التعذيب والجلادين القذرين".
وعين فيما بعد "عضوا في الأمانة الوطنية للجبهة، ولكنه لما اطلع على المقاييس القبلية المتعامل بها والفساد المستشري، بدأ ينتقد الوضع وأمام الرئيس السابق، وهذا هو ما جلب عليه غضب المتسلطين في القيادة فهمشوه وعينوه ممثلا للجبهة بمكتب كطالونيا، حيث ما زال يواصل عمله هناك بكل انفة واحترام ونيل وشرف، رغم سخطه على القيادة وقبليتها وفسادها".
وبخصوص احظيه ابيهة، فهو بحسب السالك "إطار من الأمن العسكري السيء الصيت، ورغم ذلك لم تتلطخ اياديه بجرائم القيادة وتعذيبها للأبرياء حيث كان يتولى مسؤولية مرافقة الصحافة الأجنبية قبل ان يتم تعيينه مسؤولا عن التشريفات التابعة للرئاسة بالربوني، وعين بعد ذلك مسؤولا لمكتب الجبهة بجنوب اندلوسيا، حيث بدأت معارضته للفساد وللقيادة مما جعلهم يهمشونه، ويعزلونه".
وكان احظيه ابيهة من بين "إطارت من البوليساريو التي شاركت في تأسيس المعارضة الوطنية المعروفة بخط الشهيد سنة 2006، ليتعرض للكثير من التشويهات والدعاية ضده من طرف القيادة وبيادقها".