هل تحول المغرب إلى "بورما" أخرى يضطهد الأقليات الدينية وغير الدينية؟.
هذا ما نقرأه في البيان الذي صدر عن مسمى "المؤتمر الوطني حول الأقليات الدينية"
جاء في البيان:
ـ إذ يستشعرون ما تعانيه الأقليات الدينية بالمغرب بسبب أوضاعها المتردية من ترويع وامتهان للكرامة...فإنهم يحذرون من العواقب الوخيمة لمثل هذه الاختلالات والأساليب السلطوية، ويطالبون جميع القوى المجتمعية بالانخراط في مواجهتها كل في موقعها... إلخ.
ـ وإذ يؤكدون أن من يرتكب هذه الانتهاكات الحقوقية في حق المغاربة المختلفين في الدين هي السلطات الأمنية وبعض أفراد المجتمع...
ـ وإذ يستحضرون مسؤولية النخبة المغربية بشكل عام في مواجهة التطرف العنيف،فإنهم يعتبرون أن أي اضطهاد تمارسه السلطات المحلية بالمدن والقرى المغربية وبعض أفراد المجتمع ضد معتنقي الديانات الأقلية بالمغرب باسم المسلمين ودينهم،يعد افتراءا على مليار من البشر ومسا بدينهم وتشويهه باعتبار أن الاسلام لم يكن في يوم من الأيام مصدرا للنفور وكراهية واعتراض سبيل المختلفين لجرائم تمس بالكرامة الانسانية.
ـ يؤكدون التزامهم سويا بالعمل على اعداد أرضية مناسبة لتأسيس تنظيم قانوني كفيل باحتضان ممثلي الأقليات الدينية وطرح ملفاتهم الحقوقية واحياء النقاش المجتمعي المعرفي والعلمي والحقوقي، ويؤكدون على أهمية خطة هذا الإعلان لمكافحة جميع أشكال التمييز ضد الأقليات الدينية وطرح ملفاتهم الحقوقية في مختلف المناسبات الوطنية والعالمية ...إلخ.
ـــــــــــــ
تعليق:
لو قرأ أي شخص أجنبي هذا البيان سوف يعتقد أن المغرب دولة تضطهد الأقليات الدينية، وأن هناك أقليات بالحجم الكبير الذي يوجد في بلدان المشرق العربي.
البيان تعمد إدخال عبارة "التطرف العنيف"، لأنها الكلمة السحرية التي يمكن بها اليوم الحصول على الملايين من المؤسسات الدولية. لكي تحصل على المال ضع عبارة "التطرف" أو "الإرهاب" في بيانك وسيأتيك العون. كذب المنجمون ولو صدقوا: اللعبة كلها تدور حول الربح.
هناك أيد خبيثة تريد التلاعب بأمن المغرب واستقراره، وتريد افتعال مواجهة ما بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، على قلتهم، والبيان واضح في اتهامه للدولة والمجتمع معا.
اللهجة الحادة تتعارض مع ما جاء في البيان من أن أتباع هؤلاء الأقليات يريدون التعايش والتسامح. وأنا أتساءل: أي تعايش عندما يصور هؤلاء المغرب وكأنه محكمة تفتيش كبيرة؟.
من حق أي شخص أو جماعة المطالبة بحقوقه/ها، ولكن التهويل والتضخيم ليس منطقيا. في النهاية هؤلاء مغاربة بالمواطنة وعليهم أن يكونوا أكثر حرصا على الوحدة الوطنية وعلى القواسم المشتركة بدل ضرب إسفين التعايش.
لا تلعبوا بالنار، رجاء.