بوشعيب حمراوي
وجدت قناة فرانس 24 ضالتها في المذيع التلفزيوني المغربي المطرود محمد الراضي الليلي. من أجل صب سمومها على المغرب ونظامه. والترويج للإشاعة والمغالطات والأكاذيب. مستغلة الراضي (البوق السابق للنظام المغربي الذي يسبه الآن ). الذي تضامن معه المغاربة لحظة طرده، وطالبوا بإنصافه.
إلا أنه فضل الارتماء في حضن جبهة البوليساريو، وكيل العداء والشتائم والانتقاد للمغرب ونظامه وملكه..خصوصا بعد أن ضمن بطاقة الصحافة المهنية الفرنسية. وبعد أن وجد جسر القناة الفرنسية المعادية للمغرب.. لم نكن نسمع عن نضالاته الوهمية، قبل طرده من عمله.
كان بوقا من أبواق القطب الإعلامي العمومي، يقرأ ما يحرر له من أخبار. ويعود إلى منزله للانزواء بعيدا عن كل ما يجري ويدور بالبلاد.. حتى أن الوقت الذي كان يقضيه في التزيين والماكياج داخل صالون التلفزيون، أكثر بكثير من حصص الظهور في نشرات الأخبار بأستوديو الأخبار. مذيع مطرود، قد يكون ظالما أو مظلوما. عوض أن يلتحق بمقعده الشاغر بوزارة التربية الوطنية.
ويبدأ النضال من داخل بلاده لإثبات ما يدعيه من حقائق.. وعوض أن يكشف عن ملفات الفساد التي يدعي توفره عليها.. من أجل تنقية وتطهير قطب الإعلام العمومي.. فضل الفرار إلى خارج الوطن، والإعلان عن الحرب ضد المغرب ونظامه.. فجأة رفع شعار الدفاع عن المغاربة، وانتقاد النظام، وكأن المغاربة فوضوه للحديث بأسمائهم.
عرض لسانه السليط وشرفه في المزاد العلني لخدمة مصالح أعداء وخصوم الوطن.. ونسي المسكين أرشيف التملق من أجل التألق والتموقع داخل التلفزيون، التي سلكها بالوساطة من أجل تقديم نشرات الأخبار (ديال المخزن والنظام الذي انتفض فجأة ضده). وأن هناك شرائط فيديو تؤرخ للراضي (بوق المخزن) قبل أن يتحول إلى (بوق البوليساريو والجزائر).. وأن يظهر للكل أنه مجرد من الوطنية، وأنه وضع لسانه في المزاد العلني، و بات رهن من يدفع أكثر..
الراضي تحول بقدرة قادر إلى باحث في كل قضايا البلاد، وعالم وعارف يفتي في كل الأمور والخبايا.. وفجأة أصبح المذيع (البوق السابق) زبونا دائما لقناة فرانس 24 وغيرها من القنوات والمواقع التي تسعى إلى ضرب مصالح المغرب وسمعته.. وطبعا فعقدة طرده التي يحملها لفيصل العرايشي، (وقد يكون على حق)، يستحضرها في كل حواراته.. ليذكرني بذلك التلميذ الذي حفظ موضوعا واحدا عن (وصف حديقة).. وعند الامتحان طلب منه الأستاذ أن يصف طائرة.. فبدأ موضوعه بجملة (طارت فطارت وحطت في الحديقة).
وأضاف إليها موضوع الحديقة الذي حفظه عن ظهر قلب. كحديثه عن صورة الملك محمد السادس وهو يحمل قماشا أبيضا بيديه. والتي أثارت جدلا كبيرا بعض فبركة الصورة من طرف من يسعون إلى إفشال زيارة الملك وسعيه لإصلاح ذات البين بين الإخوة الخليجيين.
تمت إضافة عبارة (لكم العالم ولنا تميم) على القماش. حيث تحدث وكأنه كان يتواجد بعين المكان حين التقطت الصورة. وأكد جازما أنها صحيحة وغير مفبركة. ودليله أنه بحث في الموضوع وتوصل إلى تلك الحقيقة الخاصة به..وبعدها حطت طائرته فوق رأس العرايشي كطرف في القضية المثارة..
أكثر من هذا فالراضي الذي لم يوفق في لعب دور الضيف المفروض منه احترام أدبيات الحوار. حن إلى عمله كمذيع خلال حلوله الأربعاء الماضي ضيفا على برنامج فرانس 24 (وجها لوجه)، وضل يقاطع الضيف الثاني للبرنامج والذي كان يتحدث من المغرب .. ويقص من حصصه الزمنية. أمام صمت مقدمة البرنامج الجزائرية إلى حد التواطؤ ..وبعدما لم ينجحا في هجومهما وتهجمهما بخصوص القماش القطري.. سارعا زمن البرنامج من أجل الحديث عن مشاكل وحراك يعرفه المغرب..
وتوصلا بقدر قادر إلى خلاصة (أن على الملك محمد السادس أن يهتم بشؤون بلده).. وأن (الملك لن يكون المخلص) في قضية الصراع الدائر بين قطر من جهة وبين الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية. كما حاولا إشعال نار الصراع بين المغرب والسعودية.. كالحديث عن رفض الملك محمد السادس طلب السعودية المتمثل في الحجز على أرصدة أمراء سعوديين.
هذيان الراضي ومقدمة البرنامج، وتهجمهما بدون أدلة ولا إثباتات، أفرز عكس ما كانا يتوخيان.. وأبان ليس فقط على تحاملهما غير المبرر، بل على أنهما لاشك يعرفان جيدا من كان وراء فبركة قماش الملك. وكشفا لمشاهدي القناة، كيف أن الراضي الذي ينزف كذبا وبهتانا، أرغمه الكذب على أخذ قسط من الراحة.
والاتسام بالواقعية والصواب، حين قال (وقد كانت فلتة لسان بالنسبة إليه)، أن الملك محمد السادس استحق أن يوصف بكاسر الحصار.. ملك يستقل طائرته الخاصة من دولة الإمارات في اتجاه دولة قطر في عز الحصار المفروض عليها.. خرج من دولة شقيقة ليصل إلى دولة شقيقة..
ولا عيب أيها المذيع المطرود من أن تكون الزيارة الملكية، فرصة ليس فقط لمعالجة خصام الإخوة، ولكن لترسيخ العلاقات وتمتينها.. وهي سياسية لم تتحلى بها أنت عندما هجرت المغرب وتنكرت للمغاربة.. وفضلت مرافقة الانفصاليين وخصوم الوطن.. وتقديم الخدمات لإعلام جبهة الوهم والعار.
وانتقاد المغرب ونظامه من خلف شاشاتها وميكروفوناتها الممولة من طرف النظام الجزائري، وأموال الصحراويين المحتجزين بتيندوف، والتي تصرف لهم من طرف الأمم المتحدة من أجل التغذية والإيواء والتداوي.. فقد استحق الراضي لقب (الخائن) الذي أنهى به ضيف البرنامج حديثه من المغرب..
هذا عن الراضي وأمثاله ممن لا يترددون في اللجوء إلى خصوم الوطن، والتوهم بأنهم تحت حمايتهم. لمجرد أنهم تعرضوا لظلم أو فشل داخل بلدهم المغرب..
أما عن القناة الفرنسية، التي تسترخي ألسنة صحافيها وتتمدد كلما تعلق الأمر بقضايا ومواضيع تهم الشأن المغربي.. ألم يكن من الواجب والمهنية التي تقتضيها صاحبة الجلالة، أن يكون البرنامج منصفا لكل الأطراف المعنية بالملفات والقضايا المراد مناقشتها، سواء من حيث الحضور اللازم والحصص الزمنية والأسئلة المراد طرحها.. عوض دعوة أشخاص لا شغل لهم سوى التسابق من أجل الظهور من خلف شاشات التلفزيون.
يدعون المعرفة في كل شيء. ومنحهم سلطة الحديث الفضفاض واحتكار الوقت الزمني للبرنامج... لما لا تبادر مقدمة البرنامج أو من يدور في فلك تلك القناة، إلى الاهتمام بقضايا الدولة الفرنسية التي لا تعد ولا تحصى ؟ . وأن تعالجها بنفس الاسترخاء والتمدد.. لما لا تبادر مثلا إلى تنظيم حلقة خاصة عن مسلسل الانتحارات الذي لا ينتهي داخل جهاز الأمن الفرنسي ؟.. والذي بات يؤرق راحة الأسر الفرنسية..
عناصر من الشرطة وفي ظروف غامضة يطلقون النار على رؤوسهم ، أو يستعملون وسائل انتحارية أخرى .. لما لم يتم فتح المجال لألسنة صحافيي القناة من أجل الاسترخاء والتمدد باسبانيا، حيث الحكومة المحلية والبرلمان الكاتالوني أعلنا الاستقلال، وحيث الانتخابات زكت طرحهما.. لكن الحكومة الاسبانية كان لها رأيا آخر، بدأته بمقاضاة رئيس الحكومة المحلية وأعضاء حكومته وبرلمانيين محليين ؟؟..