عادت عاصفة " الدعوة" إلى رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن يدور في فلك حكمه المشلول للهبوب بشدة، بعدما أطلق رياحها القوية صوت رئيس حزب الفجر الجديد الجزائري، الطاهر بن بعيبش في تجمع جماهيري،بمدينة مغنية حين استغل مناسبة الانتخابات المحلية لتمرير خطاب الدعوة إلى التغيير في بنية النظام ودعوة ما سماهم المسؤولين إلى تحمل مسؤوليتهم عن الأزمة و الرحيل بعد فشلهم الذريع في قيادة الدولة..
ووضح السياسي الجزائري مظاهر هذه الأزمة و تجلياتها في معطى صادم حين كشف عن تعطل 95 بالمائة من آليات الإنتاج بالجزائر ،و علل لجوء أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في الجزائر إلى طبع الأوراق النقدية بكونه كان الحل الوحيد، رغم آثارها على التضخم ،لأن بنية الاقتصاد الجزائري واعتماده على موارد الطاقة فقط لا يسمح لها باللجوء إلى المديونية، موضحا أن اللجوء إلى المديونية لم يكن ممكنا لان الجزائر تفتقد إلى موارد اقتصادية خارج البترول.
وحمل بنعيبش وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل الذي يدفع به مؤخرا للعودة إلى الساحة السياسية عبر جماعة شقيق الرئيس الجزائري سعيد بوتفليقة، في تحالف المال والسلطة، والمتهم سابقا في قضايا فساد مالية، مسؤولية حرمان الجزائر من دعم أوروبا لمشروع الطاقة الشمسية انطلاقا من تندوف وأدرار خلال السنوات الماضية بدعوى ارتفاع تكلفته، معطيا المثل والدليل على تناغم الإرادة السياسية والقرار الاقتصادي في توجه المغرب نحو إرساء مشاريع الطاقة البديلة عبر منشآت كبرى لإنتاج الطاقة الشمسية.
ودعا في الصدد ذاته الشعب الجزائري إلى تحمل مسؤوليته في الاختيارات السياسية لإبعاد المسؤولين الحاليين عن الأزمة المتفاقمة، مستبعدا أي تغير تقوم به المعارضة ولا السلطة وفي هذا السياق مؤكدا أن الوضع في الجزائر يزداد صعوبة وتعقدا و أن ما تعرفه الجزائر من احتجاجات دائمة في مختلف القطاعات،مؤشر قوي على انهيار الحكومة، و استغرب في كلمته من توظيف ما وصفه المال الفاسد في "ترف الحملة" في ظل الأزمة الخانقة، عبر طبع ملصقات جد مكلفة ، وتوظيف بعض المرشحين للمال الفاسد في الانتخابات، عن طريق ملصقات ضخمة بتكاليف كبيرة، متسائلا عن مصدر تلك الأموال.