لحسن العسبي.
"لكن الجهات الرسمية، أتحدث هنا عن مستشار الملك، ما لبثت أن تتحدث (هكذا قالت الصحفية، وليس الصحيح الذي هو "تحدتث"، حتى وهو تعبير ركيك لغويا) عن صورة مفبركة. والتصحيحات جاءت بعد فوات الأوان، تاركة وراءها جملة من التساؤلات. هل هذه الصورة مفبركة فعلا؟. ومن المسؤول عن فبركتها؟ وهل تهدف إلى تقويض جهود الوساطة التي يسعى إليها المغرب في الخليج؟ وهل حاول المغرب فعلا لعب دور الوساطة؟ وهل تحول التوسط إلى تورط في مستنقع الأزمة الخليجية؟".
هذه اللغة، الغارقة في العديد من أحكام القيمة التي لا علاقة لها بواجب المهنية في الإعلام، من قبيل، جمل: "التصحيحات بعد فوات الأوان"/ "تحول التوسط إلى تورط"/ "مستنقع الأزمة الخليجية"، لم تصدر عن قناة القدافي القديمة، ولا عن قناة "النهار" الجزائرية، بل هي صادرة عن قناة توجد بعاصمة الأنوار باريس، إسمها "فرانس 24"، وفي نفس يوم وصول رئيس الحكومة الفرنسي إلى الرباط لترؤس أشغال اللجنة العليا المشتركة بين الحكومة المغربية والحكومة الفرنسية. والموضوع الذي تعنيه أحكام القيمة تلك، هو شخص رئيس الدولة المغربية، العاهل المغربي محمد السادس، على هامش زيارته إلى دولة قطر.
قناة "فرانس 24" تمول من ميزانية الدولة الفرنسية، وهي تابعة لوزارة الخارجية الفرنسية ضمن مشروع وطني فرنسي للإنفتاح على العالم بلغات العالم الحية، تبعا لما يخدم المصالح العليا لباريس. دابة غير باش نفهمو قليلا، بحساب "الخوشيبات": واش "ماما فرنسا" مقلقة منا ثاني، وما عاجبهاش التحرك المغربي في منطقة الخليج؟. جديا الأمر مع فرانس 24 بسال بزاف.