ياسر فوزي
يبدو أن أزمة الحريري في لبنان ليست سوى الشجرة التي تخفي غابة الخلافات والمواجهات غير المعلنة منذ سنين بين السعودية وإيران ومن يدور في فلكها بمنطقة الشرق الأوسط.
مراقبون يرون أن الحرب وإن كان هذا الخيار مستبعدا قد دقت طبولها، في المنطقة مع تصاعد الاستقطاب الإعلامي والاستراتيجي بين السعودية وحلفائها من جهة وبين إيران وأدرعها من جهة أخرى .
ومنذ سنوات اشتد الصراع خاصة بعدما دخلت بلاد الحرمين حربا في اليمن، لم تضع أوزارها بعد، لمواجهة المد الإيراني المتمثل في جماعة الحوثي، وهي حرب يدفع ثمنها المواطن اليمني البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يجري من حوله .
مؤشرات الحرب تصاعدت وأصبحت وشيكة بحسب مراقبين ، على اعتبار أن القرار يمكن أن يفصل فيه الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية المزمع عقده الأحد المقبل برئاسة جيبوتي.
من جهتها سلطت صحيفة "الواشنطن تايمز" الأمريكية الضوء على التهديدات المتبادلة بين السعودية وإيران، مؤكدة أنها قد تقود إلى صراع مرير في الشرق الأوسط.
ووفقاً لمحللين، فإن السعودية لديها أوراق قوة كبيرة بمواجهة إيران، تتمثل بترسانة عسكرية كبيرة من الأسلحة التقليدية تفوق تلك الموجودة لدى طهران. في المقابل، فإن لدى الأخيرة ميزة كبيرة أيضاً، وهي قدرتها على شن حرب عصابات من خلال وكلائها المنتشرين بالمنطقة.
يذكر أن الخارجية السعودية كانت قد أمرت جميع السعوديين بضرورة مغادرة لبنان فوراً، حيث يعتبر حزب الله اللبناني، المدعوم إيرانياً وأحد أبرز أعداء السعودية، هو المهيمن على مقدرات البلاد.
تشير الإحصائيات إلى أن تعداد الجيش الإيراني يبلغ 550 ألف مقاتل نظامي، وتشمل قوات الخدمة الفعلية وقوات الاحتياط، في حين يبلغ عدد القوات السعودية 256 ألف جندي.
تسلِّح إيران جيشها من الصين وروسيا، في حين تعتمد السعودية على السلاح الأمريكي والغربي، وتفوق في ترسانتها، من حيث النوعية والكمية، ترسانة الجيش الإيراني.
وبالإضافة إلى هذه الميزة، فإن لدى السعودية ميزة أخرى، وهي علاقاتها العسكرية المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب محمد خالد اليحيى، الباحث في مركز رفيق الحريري.