عقدة قطر أنها دولة مجهرية مقارنة مع ما هو موجود في الجغرافية، وبعد وصول حمد للحكم تواصل مع مؤسسات أجنبية متخصصة في التواصل السياسي وتسويق الصورة، فتعلم منهم أن الإعلام قادر على تحويل الدولة الصغيرة إلى دولة كبيرة لكن في عالم الصورة والافتراض، وهو ما أعطاها إحساسا مغشوشا بالتفوق، ومما زاد في "طاووسيتها" هو تكليفها بملف الربيع العربي من قبل صانعيه، ونسيت أنها أداة وليس فاعلا.
تعلمت قطر صناعة الإعلام واستندت إلى دراسات هوليود فاستنبتت هذا النموذج ليس في الأفلام ولكن في الفبركة سواء تعلق الأمر بالصورة أو الصوت بل فبركة الأحداث، وكشف بعض الهاربين منها أن هناك استوديوهات كاملة لصناعة أفلام تحاكي الواقع في بعض المناطق، التي تريد أن تسلط عليها الضوء عبر مجموعتها التلفزية الفضائية "الجزيرة".
ساهمت قطر عبر إعلامها المتطور والاحترافي في الترويج للمغالطات الخطيرة، التي تحولت إلى نيران في عدد من المناطق، ولا يمكن استثناء أي دولة عربية من شظايا نيران قطر، التي لا هي بالعدو ولا هي بالصديق، حيث يختبئ الشر لديها وسط أكوام من الخير، حتى لا يمكن التمييز بينهما نهائيا.
اعتمدت على استراتيجية إعلامية تعلمتها في مختبرات الأمريكان والانجليز. تعتمد هذه الاستراتيجية على خلط الأوراق. من تسعى قطر للإطاحة به يتم النفخ فيه كثيرا وتصعيده إلى عنان السماء. ولما تأتي الفرصة تبدأ في قطع الشجرة، حتى يقول المشاهد إن هذه قناة محايدة، بالأمس لما كان فلان جيدا كانت تمدحه ولما تشتمه اليوم فقد أصبح سيئا.
بهذه الطريقة تمكنت قطر من ضرب العديد من الدول عبر ضرب رموزها، ولا تخفي هي نفسها تورطها في العديد من المشاريع التخريبية، ويكفي الإنصات بدقة لما قاله حمد بن جاسم، رئيس الوزراء السابق، وعبر التليفزيون القطري الرسمي، ليتبين حجم المؤامرات التي قادتها هذه الدولة المجهرية في عدد من المناطق، وتورطها في الصراعات الحالية بشكل كبير، بل التآمر حتى على الدول القريبة منها كثيرا.
نحن في المغرب كان لنا نصيب من شظايا نيرانها بل وجهت بندقيتها صوبنا أولا، فوجدت أن اللعبة أكبر منها، ويتذكر المتتبعون أن قناة الجزيرة الفضائية فبركت خبرا خطيرا يمكن أن يحدث الفوضى، تعلق بما أسمته مقتل سبعة محتجين بسيدي إفني أثناء تحرير بوابة الميناء، فتبين أنه لا وجود حتى لجرحى، وذهبت القناة إلى عين المكان تطرق الأبواب علها تعثر على ما يشفي غليلها غير أنها عادت بخفي حنين.
في المغرب، بالنسبة للقناة، لا يوجد شيء أبيض نهائيا. روبورتاجات عفنة مثل أصحابها، عن رجل يسكن في مرحاض، وتستدعي فقط من يقول إن المغرب كله أسود وجحيم.
اليوم نحن لا نتهم قطر ولا نبرؤها في قضية الصورة. ولكن أصحاب السوابق يتم التحقيق معهم دائما عند حدوث الجريمة. سوابق قطر تدفعنا للشك والريبة في الموضوع خصوصا بعد أن تبين أن من أول من نشرها مذيعة في قناة الجزيرة. الخطاب كان سياسي أما هنا فلا أحد سيصدق أن ملكا لدولة مثل المغرب بمكانتها التاريخية والدولية سيحمل وشاحا يمجد رئيس دولة عمرها بضعة عقود.