اصطدمت سفينة الارتزاق التي امتطاها الراضي الليلي، مقدم نشرات الأخبار سابقا بالقناة الأولى، بصخرة الواقع، بعد أن وجد أن كيمياء الوطنية يسير في عروق كل المغاربة، حتى لو اختلفوا في أساليب التسيير والتدبير، وكان أن تم كشف مخططه الخبيث، إذ تم العثور عليه عاريا من كل القيم يأكل الغلة في استعداد لسب الملة، وضرب المغرب، الذي وفر له إمكانات ما كان يحلم بها قبل أن يأتي من التعليم تاركا أبناء المغرب لحال سبيلهم ليحقق هو في سبيله للاغتناء بسرعة.
إذا كان لكل شخص شيء من اسمه فالليلي من نوع البومة التي لا تخرج إلا في الظلام حتى لا ترى الضوء وتغمض عينيها وتستغرق في النوم، مخالفة لسنن الطبيعة التي جعلت كل الكائنات تعمل بالنهار وتنام بالليل، وما كان لهذا المرتزق أن يعمل في ضوء الشمس بعد أن تبنى سلوك البومة بحقارة لم يعرف لها التاريخ مثيلا. والراضي رضي بكل ما يقدمه له خصوم المغرب من فتات دنانير النفط والغاز مقابل بيع مصالح وطنه. فما الفرق بين من يبيع شرفه وبين العاهرة التي تبيع لحمها؟ على الأقل الثانية لها مبررات اجتماعية بينما صاحبنا حظي بامتيازات لم يحظ بها من هم أحسن منه.
المخطط الرهيب الذي كان يعد له من شأنه أن يصدم الجميع وأن تكون له تداعيات خطيرة. كان يتهيأ لاستغفال المسؤولين عن القناة ليعلن من بلاطو الأخبار عن الجمهورية الصحراوية الافتراضية ويحمل علم البوليساريو أمام المشاهدين، ولكم أن تتصوروا وقع ذلك على المغاربة، الذين يشاهدون النشرة المسائية وهم بكثرة، ناهيك عن تأثيره على المستوى الدولي.
المرتزق مثله مثل اللص. فكلاهما يكشف عن نفسه بسلوكات مريبة. لم يتمالك الراضي الليلي نفسه في الكشف عن نزوعاته الارتزاقية في خدمة جبهة البوليساريو، مثل اللص الذي يتم اكتشافه عندما يكون يتربص بفريسته، فإذا كان يظن أن الناس تنام فعين الوطن لا تنام، ولا نعتقد أنه يعرف معنى عين الوطن الجماعية.
هذا الفشل أصابه بالسعار واختلق المشاكل الكثيرة التي لا معنى لها، وعندما شعر أن أجله قد حان رحل عند والده بباريس ليمارس حرفته في الارتزاق بالعلن.
تليكسبريس .