اليوم سنحكي لكم عن شخص بالغ الذكاء، ذكاء الاغبياء طبعا، غلام جميل يصلح "للعادة" فقط، وربما هو كذلك لما تحمله أردافه المكتنزة من لحم وشحم قل نظيره. فهو الذي يمكنه أن "يأكل من الماعون ويبصق فيه"، وهي صفة لا تنسحب سوى على الغلمان والمرتزقة الجبناء، إنه راضي الليلي أشهر مرتزق كان يشتغل بالتلفزة المغربية، قبل أن يغادرها بعد انكشاف أمره..
رأفت الهجان هذا كان يظن نفسه أذكى من المغاربة جميعا وهو يرحّل المعلومات والصور من هاتفه، ويسجل كل من تحدث معه ليسرب ذلك إلى أسياده البوليساريو والضباط المتسخين في الجزائر.
الجميع كان يعرف ما يخيفه هذا النمرود، إلا شخص واحد لم يكن يعلم ذلك وهو الراضي الليلي نفسه، والذي كان جاهلا بما يعرفه عنه كل المغاربة كبارا وصغارا.
لقد تحول المرتزق راضي الليلي، من مقدم نشرات الأخبار على القناة الأولى إلى بودكاستر ينشر فيديوهات ضد المغرب. أحيانا ينسى الإنسان أصله ويعتقد أنه أب الدنيا التي ستنهار بدونه. نسي الليلي أن ليل الريع لابد أن ينتهي، لكن نسي أنه جاء في إطار الريع إلى التلفزة. واستطاع اختراق حصونها المنيعة ليصبح مقدم نشرات أخبار، وهي من الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون عن هذه المؤسسة، التي يتم تمويلها من المال العام.
يُحسب لراضي الليلي أنه يتقن اللعبة على أعلى المستويات. تمسكن حتى تمكن ولولا انفضاحه لنفذ خطته الجهنمية على الهواء مباشرة. يمكن أن نقول له إنك بارع في التسلق. انتقل من معلم متفرغ ومتعاون إلى مقدم نشرات بل نشرة الثامنة والنصف التي تعتبر من لحظات الذروة.
كان راضي الليلي ينفذ أجندة خطيرة. لم يكن فقط مخبرا لجبهة البوليساريو يقدم لها تقارير عن المؤسسة التي يشتغل بها وعن المغرب وفق ما تتيحه له مهنته الجديدة، التي استعاض بها عن تعليم أبناء المغرب، ولكن تلقى تعليمات من قيادة البوليساريو قصد المرور إلى الخطوة باء، ولولا ارتكابه خطأ عرضي لكان له ولأسياده ما أراد.
حسب معلومات دقيقة فإن الراضي الليلي انتفض خلال لقاء خاص مع إعلاميين بالقناة الأولى بعد ذكر المقبور محمد عبد العزيز بسوء، وخرب اللقاء وقلب الطاولة، فتفطن من يحيط به إلى أنه عميل مندس للانفصاليين، أما الكارثة التي كان يهيئ لها فهي تمرير خبر عن زعيم البوليساريو المقبور مع تقديمه على أنه رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، وهو اختراق كان من الصعب تصحيحه.
الليلي كان يشتغل نهارا مع المغرب وليلا مع البوليساريو يبعث لها بتقارير مكثفة عن الأنشطة في المغرب، حيث لم تكن تكفيه الأموال التي يأخذها ريعا، بل لم يكفيه السطو على أموال سانديك عمارات بسلا الجديدة، ولهذا كان يضيف إليها أموال البوليساريو وهي أموال جزائرية مغرية.
بعد أن تفطن المسؤولون لما يهدف إليه تم منعه من المرور في النشرة المباشرة، فانتفض لأنها كانت وسيلته لتنفيذ مخططه، وطالب بعرضه على المجلس التأديبي حتى يدافع عن نفسه، غير أنه إداريا لا يمكن أن يخضع لمسطرة التأديب فقررت الإدارة إنهاء تفرغه مما أصابه بالسعار، فذهب ليعيش عند والده بباريس بعد أن سطا على تجهيزات مكتب إحدى المجلات بالعيون والبالغة حوالي 12 مليون سنتيم.
بعد أن انتهت وظيفته بالمغرب حيث لم يعد ممكنا أن يقوم بعمله بعد أن تم كشفه كعميل سري للبوليساريو، أصبح يسجل فيديوهات من باريس ويبثها على الأنترنيت، وكلها طعن في المغرب، دون أن يشير إلى انه في يوم من الأيام كان يعيش على الريع، وتستضيفه القنوات المغرضة ليتحدث عن كل ما يقع في المغرب مقابل تعويضات مغرية، أي أنه اليوم يمارس الارتزاق على المستوى الدولي.
تليكسبريس.