اكتشف الجزائريون مصطلح «دووين بيزنيس» عن طريق وزيرهم في الخارجية عبد القادر مساهل، قفز هذا المصطلح بصواريخ عبد القادر، وهو يقصف كل دول الجوار ويسخر من قدرتها في هذا المجال.
وصف ليبيا بالفاشلة، وقلل من قيمة تونس، واستهزأ من مصر، وهاجم المغرب، ليحول هذا المصطلح إلى مادة للتندر والتهكم سواء في جهله بقواعده أو في توظيف عبارات غير دقيقة باللغة الفرنسية التي لا يتقن سواها.
مرت عاصفة «دووين بيزنيس» فوق رأس عبد القادر، واكتشف الجزائريون بالأرقام أن وزيرهم كان يهدي في لقاء مع رجل أعمال جزائريين يحاول تحفيزهم وطرد اليأس الذي ألم بهم من واقع الاستثمار وجودته في هذا البلد الغني بالثروات.
وبعد أن بدأ الناس في الجزائر يتناسون هذه السقطة، عاد النظام عبر إعلامه الذي وجد نفسه محرجا في الدفاع عن هلوسات وزير الخارجية، ليعلق على «دووين بيزنس2018»، ويعتبره غير موضوعي، ويهدد بالطعن في التصنيف الذي وضع الجزائر في حجمها الطبيعي حول مناخ الاستثمار.
صحيفة الشروق الجزائرية نقلت أن السلطات الجزائرية تحضر لتقديم طعن مكتوب للبنك الدولي، بعد تقريره الأخير حول مناخ الاستثمار في الجزائر، والذي كان سلبيا ورسم صورة قاتمة عن مناخ الأعمال بعد تقهقرها إلى المرتبة 169 دوليا وتسجيل تراجع بـ10 مراتب مقارنة بتصنيف 2017، حيث تصف الجزائر هذا التقرير بـ«غير الموضوعي»، و «الذي لم يأخذ بعين الاعتبار العديد من الإصلاحات المتخذة في السنتين الماضيتين لتحسين ظروف الاستثمار، يتقدمها إجراءات منح رخص البناء، وإلزامية الشباك الوحيد بالبلديات».
كل الذين تابعوا حركات وكلمات عبد القادر امساهل وهو يلقي بجمرة «دووين بيزنيس2017»، فهموا أن كبرياء الجزائر الذي تختصره عبارة «النيف» قد تضرر وأحرق رأسه، ولذلك استعان بيان الحقيقة على معطيات وأرقام «دووين بيزنيس 2018»، بمدير مديرية الجماعات المحلية على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والمكلف بإجراءات تنظيم الاستثمار، والذي قال ب « جهل مراسلي هذه الهيئة الدولية والمتعاونين معها بحقيقة إجراءات الاستثمار في الجزائر، واعتمادهم في التنقيط على معايير لا تأخذ بعين الاعتبار الإصلاحات المتخذة من قبل الحكومة.»
واتهم ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية، تقرير البنك الدولي، بالمغالطات، و بـ «غير الموضوعي»، مؤكدا أنه كان مجحفا في حق الجزائر، كما قال أن موفدي البنك يجهلون حتى الإجراءات القانونية والتشريعية والتنظيمية للاستثمار في الجزائر، وهو ما دفع بهم لصياغة تقييم خاطئ، مشددا على أن الجزائر ستطعن في مصداقية هذا التقييم.
حين سقط عبد القادر امساهل في عيون الجزائريين بعد هجومه على المغرب وجيرانه، حاول الوزير الأول أحمد أويحي مد يده له حماية ل«نيف» النظام الجزائري، واليوم الضربة موثقة من طرف أعلى هيأة مالية عالمية رسمت الصورة الحقيقية لمناخ الاستثمار في الجزائر، وحين حاول النظام تكذيبها، وضعه ناشطون جزائريون في مواقع التواصل الاجتماعي في عين التنذر مرة أخرى قائلين « سيرو ترنكو،الغربال ما يدرك الشمش».