زكرياء لعروسي
بعثرت مضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس، أدام الله عزه ونصره، بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء، أوراق البوليساريو والجزائر، وأصيبا بسعار حاد، فقدا معه صوابهما، واجتمعا على عجل في الجزائر العاصمة.
وخرج الانفصاليون وولاة أمرهم، ببيان كئيب بئيس، فاقد للحكمة والرصانة، شكلا ومضمونا.. يقارن، على مستوى الصياغة، بالبيانات التي تصدرها جمعيات الأحياء، لصباغة الأرصفة وإعادة التشجير.
بيان الوهم والانفصال، قُصد به الرد على خطاب جلالة الملك، لكنه تاه في خشبيات اللغة، وأهازيج النضال فارغ المحتوى، وطربيات المجد والثورة الوهمية، التي لا مكان لها إلا في أذهان قادة البوليساريو.
وتاه الانفصاليون، في الحديث عن مجرمي مخيمات أكديم ازيك، مقدمين أرقاما وإحصائيات كاذبة، مدافعين عن جرائم السفاحين الذين قتلوا المدنيين والعسكريين، ونكلوا بجثتهم في مناظر بشعة، وانتقدوا محاكمتهم التي شهد بعدالتها المنتظم الدولي، في احترام كامل لإنسانيتهم، وقد زاد وزنهم بضع كيلوغرامات.
البيان الذي أريد به، التفاعل مع الخطاب جلالة الملك، لم يتمكن من الرد على الدفوعات القوية التي أكد بها على مغربية الصحراء، تاريخيا وقانونيا، وذكر بنضالات المغاربة، ملكا وشعبا، في سبيل الدفاع عن وحدة التراب الوطني، ورفض جلالته أي حل خارج السيادة المغربية، ومقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبرته كافة مكونات المنتظم الدولي، حلا واقعيا وملموسا للنزاع المفتعل، مؤكدا على الاستمرار في تنمية المنطقة، وتفعيل الجهوية الموسعة فلن يقف المغرب مكتوف الأيادي، في ظل عرقلة باقي الأطراف لجهود التسوية.
واكتفى بيانهم البئيس، بفقرة محتشمة، خجولة، ضعيفة الصياغة، تظهر ارتباك الجزائر ومن معها، وتنذر بقرب انتهاء أطروحة الوهم والانفصال، والتفرغ للرقي بالمناطق الجنوبية للمملكة، التي شهدت ازدهارا ونماءً، في ظل المسيرة التنموية التي يقودها جلالة الملك.
قيادة الرابوني، انشغلت بالنساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والدنانير الجزائرية، واغتصاب الصحراويات، وفق شهادات الأصوات المعارضة لهم، من داخل مخيمات الذل والعار، فوجدت سفينة الصراع الدبلوماسي قد رحلت دونهم، ووجدوا رئيس الجزائر، مريضا عليلا، لا يقدر على شيء، ولا يملك من أمر الدفاع عنهم مثقال ذرة.
ويتشبث جلالة الملك محمد السادس، بمغربية الصحراء، ويجدد عزمه على الدفاع عنها، وقيادة أوراش التنمية، في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتحقيق انتصارات دبلوماسية، وفق العهد الثابت، والتعاقد المستمر الذي يجمعه بشعبه الوفي، والذي جمع المغاربة بملوك العرش العلوي، منذ قرون، فبدلوا الجهد وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عن وحدة الوطن من كل الأخطار والتهديدات.