منصف الإدريسي الخمليشي
في أواسط السبعينيات من القرن الماضي , كان المرحوم المفكر الحسن الثاني يراوده شعور الحيرة , لاسترجاع و استكمال أقاليمنا , إلى أن جاء تنظيمه المحكم و العبقري , ألا و هي المسيرة الخضراء و خطابه التاريخي شاهد على كل هذا , بقوله غدا إن شاء الله سنقف وقفة رجل واحد , جاء قراره إثر حكم المحكمة العليا لصالح الأندلس الإسبانية لمنحهم الصحراء , بعد مدة تجاوزت خمسة و سبعين سنة من الانتظار ثار الشعب و قبل بخوض الحرب , حرب الأعلام و حرب القرآن , لمدة اثنتا عشر يوما و القطارات ترحل المتطوعين من كل أرجاء المملكة , و النساء و العجزة و الأطفال , ثلاث مئة و خمسون ألف متطوع و متطوعة , وقفوا ضد المستعمر , بفضل رشد الحكيم الحسن ابن محمد , استطعنا التفوق على من احتل أراضينا .
بالرغم من تحررنا , ما زلنا إلى الآن نتفاوض مع الأشقاء الجزائريين من أجل فض نزاع مفتعل صنعته فرنسا بسياستها الحقيرة , و لجعلنا بغال لقبنا بالبغال , المسيرة الخضراء حدث عملاق لضخامته , إلا أن هناك من وقف بالمسيرة مكره و رغما عن نفسه , متى سنسترجع أقاليمنا الجنوبية , هل حتى تقوم الساعة
أصبحنا مرعيين بفضل سياساتهم المأساوية , كنا في يوم من الأيام أرض واحدة و بسبب الاستعمارات و الإمبريالية انتشرنا .
نريد أن نعود لأصلنا الذي كنا نتباهى به و نتفاخر , في وقت ليس بالبعيد كنا أسياد الأسياد بجيوشنا , أما الآن صار الاستعراض فقط في الأعياد , كنا على أتم الاستعداد , للخروج و التنديد , بل ان ادعى الأمر التهديد , لكن كلمة جعلتنا عبيد العبيد الذي كان يوما حلمه و رجاؤه إسقاطنا , و ها هم يدبرون المحاولات لكن بفضل عزمنا على مجدنا لا زلنا في القمة , بالرغم من بعض التعثرات إلا أننا نفتخر بعروبتنا نسبيا , لذا سأنادي و أناجي كل مغربي حر للخروج لمسيرة أخرى لاستكمال وطننا , أما عالمنا العربي فذاك مصيره .
كنا أحرار , و بفعل سياساتكم سنصير أشرار من أجل الوطن ليس إلا حب و اعتزاز لروح العلم الأبيض , الذي تركه سيد الكون مولانا رسول الله عليه الصلاة و السلام , الله الوطن الملك .