كنا ننتظر من [العثماني] رئيس الحكومة أن يكون أكثر انشغالا بهموم الوطن وقضايا المواطن وخاصة بعد الإعفاءات التي أقدم عليها جلالة الملك في حق بعض الوزراء الذين ثبت إهمالُهم، وظهر ضعفهم في أداء مهامّهم، وكان من واجب [العثماني] أن يكون أكثر اهتماما بأسباب هذا الزلزال السياسي غير المسبوق في تاريخ بلادنا حتى لا يتكرّر مستقبلا؛ كان عليه أن يراقب الوزراء الذين يرأسهم، وأن يتفقد المشاريع التي أوكلت إليهم، وما كان ينبغي أن يكون له عن هذه المسؤوليات شأن آخر يلهيه.. نحن نعرف أن مناطق عدة في بلادنا ستعاني من العطش قريبا، وقد كان من واجب [العثماني] أن يعقد مؤتمرا علميا، يحضره علماء الجيولوجيا، وخبراء، ومهندسو التنقيب عن المياه؛ لكنّ [العثماني] استدعى يوم الجمعة (27 أكتوبر 2017) أبغض القراء من إخوانيين ووهّابيين إلى بلادنا، ليناقشوا مواضيعَ لا تعنينا إطلاقا، وقد كان من المفروض أن يُعْفى من مهامه ليتفرّغ لترّهاته.. فرئيس حكومة هذا توجُّهه، لا يصلح لتسيير بلادنا، وهيهات أن يجد حلولا لمشاكلنا..
وموضوع هذا المؤتمر الذي يرأسه [العثماني]، والذي كان من المفروض منْعُه في بلادنا هو [الوسطية] ومناقشة [التصرفات النّبوية السياسية] ثم تمرير كتاب [العثماني] المسيء لتصرفات النبي عليه السلام، وهي نفس الطريقة التي نهجها [هتلر] لإشهار كتابه [كفاحي] بعدما لم يلتفت إليه أحدٌ منذ نشرِه، وقد استدعى [العثماني] لمؤتمر [أشباه القضايا] هذا، أسماء كرهتْها الأمّةُ، وكفرتْ بها بسبب ما عانته من إرهاب، وقتْل، وفتن، وزنًا سُمِّي [جهادا] وعلى رأس هؤلاء الذين أوصانا النبي الكريم أن نحثو في وجوههم التراب حيثما لقيناهم: المتكسِّب المدعو [الريسوني] الذي تكسَّب في السعودية لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى الإمارات وأثرى بطون الكتب بالكذب والترهات، وبعد خدمة الوهّابية انتقل إلى "قطر" لخدمة الإرهاب الإخواني الدّموي إلى جانب [القرضاوي] مرجع الجماعات الإرهابية.. كما استدعى [العثماني] زعيمَ حزب الأمّة السوداني [الصادق المهدي] الذي لم يستطع حزبُه منْع انفصال السودان الجنوبي، أما انفصال [دارفور] فقادمٌ لا محالة.. ثم استقدم المدعو [عبد الفتاح مورو] نائب رئيس [حركة النهضة]، والنائب الأول لبرلمان [تونس] في عهد [الباجي قايد السبسي] الذي قرر تعطيل أحكام الإرث في القرآن، ولم يحركْ [مورو] ساكنا.. و[مورو] هذا، صار يلعب دور [برناتشو] في القنوات الفضائية التونسية، وخاصة في حلقات المسابقات، وحصص [الكاميرا الخفية] وغيرها من البرامج التافهة، حتى صار أضحوكةً، ممّا يذكّر بنجم الضحك [كوليش] في فرنسا، والفرق الوحيد هو أن [مورو] فوق رأسه عمامةٌ..
هؤلاء هم ضيوف [العثماني] الذين سيقومون بالدعاية لكتابه الذي لا يقرؤه أحد، وسيناقشون [التصرفات النبوية السياسية]، والنبي الحقيقي لم يكن سياسيا إطلاقا، وإنما كان نبيًا مرسَلا من الله عزّ وجلّ، أدّى دعْوتَه، وأكمل رسالتَه، ونشر دينَ الله، ثم رحل راضيا مرضيا إلى جوار ربّه سبحانه وتعالى، وقد تنبّأ في ما تنبّأ به عليه الصلاة والسلام بأن المسلمين سيضربون رقاب بعضهم البعض وقد فعلوا؛ وأن الأمّة سيظهر فيها الفقهاءُ الكذَبة وقد ظهروا؛ وأن الكذَبة عليه سيكثرون وقد تكاثروا؛ وأن أول ديننا بدأ نبوةً ورحمةً، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون مُلْكا وجَبْريةً؛ قال السيوطي: [حديث حسَن]؛ ثم قال عليه الصلاة والسلام: [ما كان من أمْر دينكم فإليّ؛ وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم به]؛ ومن أمر دنيانا توجد السياسة، وطرقُ، وأنظمة الحكم والتدبير؛ وهذا يدلّل على براءة النبي عليه السلام من السياسة وحبائلها؛ فماذا يناقش إذن هؤلاء الكذَبة؟ إنهم يناقشون مصالحهم، ويبحثون عن طرق للعودة إلى الساحة مرّة ثانية..
فالنبي الذي سيناقشون سياستَه في هذا المؤتمر ليس نبيّنا المذكور في القرآن الكريم، والذي نوّه به (مايكل هارت) في كتابه [الخالدون مائة، أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم]؛ هذا هو نبيّنا عليه الصلاة والسلام، وهو مبرّأ من كل عيب وشَيْن.. أما نبيُّ [العثماني، والريسوني، وصادق المهدي، ومورو] وغيرهم من الإخوانيين الوهابيين فهو ذاك النبي الذي كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة بغُسْل واحد.. هو ذاك النبي الذي كان يُشْرَب بَوْلُه.. هو ذاك النبي الذي ظهر عُرْيانا أمام الناس.. هو ذاك النبي الذي سحره اليهودي (لبيد بن الأعصم).. هو ذاك النبي الذي بال واقفا.. هو ذاك النبي الذي كان الناس يدلِّكون وجوهَهم بنُخامته: [البخاري].. هو ذاك النبي الذي كان يستحوذ على جواري المسلمين، فيتزوّجهن مثل (صفية بنت حُيَي، وجُوَيْرية بنت الحارث) اُنظر سيرة [ابن هشام].. هو ذاك النبي الذي كان يغْدر بأعدائه، وهم نائمون، ويقتل النساءَ مثل [أمّ قِرفَة، وعصْماء بنت مروان].. هو ذاك النبي الذي كانت تقول له (عائشةُ): [ما أرى ربَّك إلا يسارع في هواك] لشغفه بالنساء.. أما نبيُّنا نحن عليه السلام، فهو الذي قال في حقه سبحانه وتعالى: [وإنّك لعلى خُلق عظيم] وكان نبيًا لا سياسيًا..