دعت الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار "هافينغتون بوست"، وبعد مضي أقل من أسبوع على الهجوم الارهابي في نيويورك، إلى الاستفادة من استراتيجية المغرب المتعددة الأبعاد في مجال مكافحة الارهاب والتطرف الديني.
واقترحت الصحيفة إنشاء هيئة جديدة في الولايات المتحدة بقيادة مسؤول كبير في البيت الأبيض، تتمثل مهمتها في العمل مع الدول الحليفة لواشنطن من أجل حماية الأجيال الصاعدة من هذه الآفة.
وأكدت الصحيفة في مقال تحليلي حمل توقيع أحمد الشرعي، الناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن " المغرب يملك الوسائل اللازمة للمساهمة بفعالية في هذه الجهود بفضل ،على الخصوص، مقاربته المتعدد الأبعاد المرتكزة على الهوية المتعددة: العربية والإسلامية والعبرية والأفريقية والأندلسية والمتوسطية".
وذكرت الصحيفة،في هذا السياق، بأن الدستور الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس وصادق عليه الشعب المغربي سنة 2011، يعزز التزام المغرب بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار بين مختلف الثقافات والديانات والحضارات في العالم.
وقام المغرب في إطار الجهود التي يبذلها بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، بوضع برنامج واسع لإصلاح الحقل الديني تجسد بصفة خاصة في تدشين معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وهو المشروع الرائد الذي كرس الاشعاع الديني للمملكة وارتباطها القوي بالمبادئ السمحة للإسلام.
و تعد هذه المؤسسة التي كلف إنجازها استثمارات بقيمة 230 مليون درهم، والتي تستقبل الائمة المغاربة والوافدين من البلدان العربية والإفريقية والاوربية، تجسيدا للدور الأسمى لإمارة المؤمنين الضامنة للممارسة الدينية للإسلام الأصيل والسمح والمنفتح، استنادا الى العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي والتصوف المستمد من سلوك الإمام الجنيد.
وأبرزت الصحيفة أن فرنسا كانت قد نوهت على أعلى مستوى، بالدور " الأساسي الذي يضطلع به المغرب في نشر قيم الانفتاح والتسامح".
وبعدما ذكر كاتب المقال بالأصول الأوزبكية لمرتكب الهجوم الارهابي بمنهاتن، أكد أن بلدان آسيا الوسطى بإمكانها ،هي الاخرى، الاستفادة من الاستراتيجية المغربية لمكافحة الارهاب وتكوين الائمة.
وخلصت "هافينغتون بوست" الى أن "حرب الأفكار سيتم ربحها متى تم كسب العقول".