خلال النشرة الإخبارية لهذه القناة الجزائرية البغيضة، التي عنونتْها بـ[حملة مغربية قذرة على الجزائر]، تضمّن الشريطُ مقاطعَ من أحداث (الحسيمة)، وتحدثت عن تدخُّل المخزن بقوة لفضّها؛ كما ذكّرت بحادثة [محسن فكري]، وعلّقت على ذلك بعبارات القمع، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، و.. و.. وعلى كل هذه القضايا، سنجيب القناةَ المغرضة، ونَلْقَمها الحجرَ، ونردّ كيدَها في نحرها بالحجج والدلائل الدامغة إن شاء الله تعالى.. ففيما يخص موت المواطن [محسن فكري]، فتلك كانت حادثة مأساوية، ولم يكن فيها قصْدُ القتل على الإطلاق، وقد جاء وفدٌ حكومي رفيع لتقديم التعازي الرسمية، مع وعدٍ صارم بفتح تحقيق لمعاقبة المخطئين، لكي لا أقول الجناة، وهو ما حصل بالفعل، وأظهرت المحاكمةُ أن الحادثة قد خلتْ من كل إصرار، أو قصْد، أو ترصُّد، وهو ما اقتنع به والدُ الضحية، ومعه الرأي العام المغربي؛ ولكنْ ماذا عن الصحفي الجزائري من أصل أمازيغي، الذي مات في السجن بالجزائر، بعد ما مُنع من مراقبة صحية، ودخل السجنَ لمجرد تعبيره عن رأي، وقد احتج الجزائريون بقوة، ولم تتقدّم السلطات بتبرير، ولم تقدّم تعازيَ لذوي الهالك؛ فلماذا لم تتحدث القناةُ عن حقوق الإنسان، وعن حرية التعبير، ولم تقُمْ بإدانة [الطُّغمة العسكرية] الحاكمة في الجزائر، كما تحدثت عن [المخزن] في الحسيمة؟
أمّا بخصوص احتجاجات (الحسيمة) فلم تتدخل السلطات لشهور عدة؛ بل اكتفتْ بالمراقبة عن بعد فحسب؛ لكن عندما امتدّت الأيدي للممتلكات، واعتمدت التخريب، عندها فقط تدخّلت السلطاتُ لحماية الأمن والممتلكات، فأُصيب عددٌ من القوات بجروح أكثر من عدد المصابين المدنيين، وكانت إصاباتهم طفيفة بشهادة مراسلين أجانب، ولم تستخدم قواتُ الأمن الأساليب العنيفة التي تستخدمها قواتُ الأمن في دول غربية تدّعي الديموقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا، ولا نسمع شجبًا أو إدانة من منظمات حقوقية منافقة شاذة.. لكن في الجزائر، خرج المجاهدون القدامى والجنود المتقاعدون، للدفاع عن حقوقهم؛ فتكفّلت بهم قوات الأمن، ورفستهم، وكسّرت عظامَهم، وأعطتهم ما يستحقونه بعدما ضحّوا بأرواحهم، وأعمارهم، وحيواتهم من أجل وطنهم الجزائر؛ فمَن الأفظع والأنكى؟ الحفاظ على الأمن والأملاك من المخرّبين الذين حركتهم أيادٍ خفية في (الحسيمة) أم قمْع مجاهدين وجنود متقاعدين في الجزائر العاصمة؟ أجيبوني أنتم! لكن تلكم حال الكذّابين والمنافقين..
ويوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 مساء، على القناة [الفَرْنَماسونية]، يعني [فرانس 24]، ضمْن برنامجها [الحوار المغاربي]، تحدّث منافقٌ جزائري عن الأزمة بين البلدين، وقال إن كلام وزير خارجية الجزائر لا يستحق كل هذه الضجة من طرف المغرب، وكأن شعب المغرب وملكَه لا قيمة لهما.. ثم أضاف أن المغرب أساء كثيرا عبر التاريخ للجزائر، ونحن نسأله عن طبيعة هذه الإساءات؟ هل هناك إساءة أكثر من اتهامات الجزائر للمغرب؟ هل هناك من إساءة أكثر من اتهام المغرب بكونه من وراء مرض [بومدين]؟ هل هناك إساءة أكثر من محاولة غرس كيان مصطنع في الصحراء المغربية؟ هل هناك أساءة أكثر من طرد المغاربة من الجزائر، ومصادرة أملاكهم، وتشتيت أُسَرهم؟ هل هناك إساءة أكثر من مساندة إسبانيا على حساب المغرب في قضية جزيرة [ليلى]؟ هل هناك إساءة أكثر من اتهام جلالة الملك [محمد الخامس] طيّب الله ثراه بالمشاركة في اختطاف طائرة المناضلين الجزائريين من طرف [فرنسا]؟ هل هناك إساءة أكثر من اتهام الخطوط الملكية بنقل الحشيش، واتهام الأبناك المغربية بتبييض أموال المخدّرات في إفريقيا؟ [قُلْ موتوا بغيظكم]؛ وحسْبُنا قول الشاعر: اِصْبرْ على نار الحسود فصبْرك قاتِلُه * فالنار تأكل نفسَها إذا لم تجدْ ما تاكله..