لم تكن ليلة الخميس 2نونبر عادية بالنسبة لسكان مدينة مراكش..الهدوء الذي ظل يطبع أحداث المدينة الحمراء لفترة، كسره ذوي رصاصات ومشاهد هوليودية أثتت فضاء مواقع التواصل الاجتماعي وهي تحبل بصور وفديوهات لقتيل ومصابين بالرصاص الحي.
كان الحدث قد غطى على كل ماسواه، ولم يعد المغاربة مهتمين سوى بتبادل الصور والفيديوهات، بعضهم مصدق وأكثرهم مصدومين من هول الحدث.
وفي الوقت الذي كان الجميع فيه يجتهد في وضع سيناريو لما حدث، كانت مصالح الأمن تسارع الزمن من أجل كشف ملابسات حادث غير عادي، باعتبار أن القتل بالسلاح الناري، مسألة غير معتادة، وتثير لدى الجميع حساسية كبيرة.
وبالرغم من الحرفية التي تمت بها الجريمة، وغياب الدلائل الكفيلة بكشف ملابساتها وظروفها، وأيضا بالرغم من عامل التوقيت الذي لايسمح بالملاحقة والتمشيط المشدد، إلا أن الأمن المغربي، أبان مجددا عن حرفيته وعلو كعبه في التعاطي مع جرائم نوعية، وغير معتادة.
لقد كان الراحل حمزة ضحية صراعات مافيوزية، وبالتأكيد ستكشف التحقيقات الدوافع والملابسات الكاملة لهذه الجريمة، لكن وكما صنع الجناة الحدث ليلة أمس، صنع الأمن كذلك الحدث الأكبر، بوضعه حدا لفرارهم وفي زمن قياسي.
لقد كانت عملية البحث التي أعقبت الجريمة، تأكيد حقيقي على هذه الحرفية، إذ بالرغم من كون الجريمة تمت ليلا، إلا أن مصالح الأمن تحركت بسرعة، واستطاعت نصب الكمائن واستنفار الطائرات، والقيام بعملية تمشيط واسعة، مكنت في توقيت قياسي من ضبط الدراجة النارية بعد أن تخلى عنها منفذا الهجوم المسلح، بعد إحراقها، كما تم ضبط سلاح الجريمة.
وخلال بضعة ساعات، وبعد أن اعتقد الجناة أنهم فروا بجلدهم، وغادروا مراكش، كانت مصالح الأمن تضع يدها عليهم بمدينة الدارالبيضاء، في عملية تكشف بالملموس باع الأجهزة الأمنية وقدرتها على كشف ملابسات أعقد الجرائم.