بالرغم مما حملته مسودة الدستور الجديد من محاور وفصول هامة ستعطي دفعة قوية للديمقراطية في المغرب والتي هلل لها الشعب المغربي بكامل أطيافه في جميع ربوع المملكة، بما فيهم الأحزاب السياسية المعارضة والحاكمة وكذا الجمعيات.. إلا أن بعض السذج من شرذمة 20 فبراير ما زالوا مبرمجين ومصرين على الاستمرار في التظاهرات كما يقولون. هذا لأن مسودة الدستور الجديد لم تأت لهم ربما بالنقط التاليـة:
1- دسترة أقراص القرقوبي وتعميمها في المستوصفات بالمجان مثل أقراص منع الحمل.
2- دسترة الإفطار العلني في رمضـان.
3- دسترة الممارسات الجنسية في الحدائق العمومية بكل حرية ودون إزعـاج.
4- دسترة حق تزويج الشـواذ.
5- دسترة تقديس عبد السلام واعتباره خليفة الله في الأرض.
6-دسترة كتاب رأس المال لماركس وما العمل للينين.
7-دسترة الخلافة على منهج الملاحدة،و شعار الرفيق قبل الطريق.
وأخيرا إباحة الخمور وببيعها في المحلبات إلى جانب المشروبات الطبيعيـة.
وعلى ما يبدو لنا أن هؤلاء إما أغبياء بالفعل لدرجة أنهم لم يستوعبوا مضمون مسودة الدستور أو أن هدفهم هو مواصلة التظاهر من أجل التظاهر لإثبات الذات بتقليد ما يجري في الدول العربية، وليس من أجل الإصلاح كما هو واضح..
وبما أن جلالة الملك قال كلمته وتلقاها شعبه الواعي بكل ترحيب واقتناع بهذا التعديل الجديد كمقياس يتناسب مع مستوى وعينا ونضجنا فأرى أنه لا داعي للاستهبال والمطالبة بما هو أكبر من طاقتنا، وعندما نكون في مستوى شعوب الدول الغربية المتفوقة علينا من حيث الثقافة الروحية والمواطنة والضمير والنضج الفكري.. فحينها نطالب بأكثر من هذا. أما وأننا ما زلنا بعقليات فاسدة ونسير مؤسساتنا وشؤوننا بمنهج استعماري لامسؤول،(تحالف المقدس بالمدنس،دليل على فسادنا) فنكتفي بهذا التعديل إلى أن يكتمل نضجنا، وإلا فسيحدث لنا مثلما حدث للغراب حينما أراد تقليد مشية الحمامة ولم يفلح، وعندما أراد الرجوع لمشيته وجد نفسه قد أضاعها فخسرهما معا.
نحن لسنا بمستوى شعب بريطانيا وشعب هولندا لنقلدهم بالتمام والكمال. فحتى جلالة الملك أشار لهذه النقطة بطريقة ذكية فقال على أن تغيير الدستور ليس هو الغاية. بمعنى أننا ما زلنا لم ننضج بعـد ولسنا في مستوى تحمل المسؤوليات الكبرى، وعندما ننضج أكثر نطلب أكثـر. والله تعالى قال: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وكل ما هو مطالب من المسؤولين عن مصير هذا البلد هو حظر هذه الحركة من مزاولة نشاطها التجمعي والاحتجاجي بلا معنى قبل أن تتحول إلى مكتب لبوليساريو داخل المغرب. فمن أراد ممارسة السياسة والتعبير عن رأيه فهناك أحزاب عدة يمكنه الانضواء تحت قيادتها وليعبر حينها عن رأيه كما يشاء بشكل قانوني، وليس بطريقة فوضوية كما نرى لأن استمرار هذه التظاهرات إساءة للوطن وخدمة لأعداء الوحدة الترابية بشكل مباشر.