محمد البودالي
كشفت جلسة الثلاثاء، خلال جلسة محاكمة ناصر الزفزافي ومن معه، عن حقيقة عدد من المحامين المنبوذين في المجتمع، وتهافتهم على الاتجار بقضية مُعتقلي "حراك الريف"، لأسباب نعلمها جيدا، ويعلمونها.
من بين هؤلاء، منبوذي المجتمع، هناك المدعو عبد العزيز النويضي، الذي سبق له أن هدد باللجوء إلى الأمم المتحدة، فقط لأن نظارته سقطت على الأرض وانكسرت، بسبب ارتعاشه الزائد، أمام رجل أمن لم يأت لأذيته، وإنما للقيام بواجبه في الحفاظ على الأمن والنظام العام، وإخلاء الشارع من المرتزقة.
النويضي، الذي "تطوع" للدفاع عن الزفزافي مقابل أموال تتساقط عليه كالمطر من الخارج، أثبت بالفعل، في جلسة اليوم، أنه واحد من أعدى أعداء الديمقراطية، عندما أبدى اعتراضه على حضور وسائل الإعلام الوطنية للمحاكمة، ومتابعة أطوارها، لإطلاع الرأي العام الوطني على ما يجري ويروج، بعيدا عن أي حسابات سياسية أو مصلحية ضيقة، كما هو حال النويضي، ومن معه.
هذا المحامي، الذي يتشدق بدفاعه عن الحقوق والحريات، رفض رفضا قاطعا متابعة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية أطوار هذه المحاكمة، مما يدل على مدى ضيق صدر الرجل من نقل الحقيقة، وإفراد تغطيات إخبارية محايدة، تنقل ما يجري بدون أي تحيز أو تحامل.
النويضي يريد احتكار الرأي، بتسريب معلومات مضللة ومغلوطة حول المحاكمة إلى مواقع إلكترونية معروفة، تدور في نفس الفلك، وتغرد خارج سرب الواقع والحقيقة.
وفي مرافعته، أظهر هذيان الرجل جرعة زائدة من التنطع وهو في خريف العمر، رجل تأخذه العزة بالنفس كلما أساء إلى وطنه، وأدى دوره المريب على أحسن وجه.
إلا أن تقلبه في المواقف وتناقضه في أكثر من موضوع وقضية يختزلان إلى حد بعيد سوء طوية محام حرق كل أوراقه ويئس من تحقيق أهدافه.
ومما لا شك فيه أن سجل النويضي يحفل بالكثير من الحقائق المسكوت عنها، ولذلك فإننا نذكره بأن التاريخ لا يرحم، ويحتفظ لكل شخص بصحيفة أعماله.
وحتى لا ننحرف كثيرا عن سياق ما ترافع به النويضي أمام المحكمة في جلسة الثلاثاء، فإن تفسير كل حركات وسكنات هذا المحامي الذي ابتُلي به الوسط القضائي، يجد تفسيره في العقد التي راكمها على سنوات، حتى تحول إلى وصي على الدولة ينتقد كل شيء، إرضاء لغروره الشخصي وحقده الدفين على الوطن.
واضح جدا، أن هيئة الدفاع تحاول من خلال هذه القضية استعراض عضلاتها، علما أن فريق دفاع الزفزافي ومن معه، معروف بدفاعه عن كل من يعاكس توجهات الوطن، إمعانا في توفير الغطاء القانوني وتشجيع المتربصين على ممارسة انحرافاتهم المرضية.
جدير بالذكر، أن فريق دفاع الزفزافي، وفي مقدمته عبد العزيز النويضي، خسر مرارا وتكرارا العديد من القضايا المشابهة بسبب إصراره على النيابة في قضايا خاسرة منذ البدء، حتى أصبحت خسارة الملفات القضائية لازمة تلاحق نشاطه المهني منذ سنوات