السعيد بنلباه
ربما الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال متمسكة بالمثل القائل "طارت معزة" مع أن الماعز لا يطير، هي الجزائر، ولعل الدولة الوحيدة التي لا تزال تعيش في حقبة الحرب الباردة، وبالتالي لاتزال تتعامل بذات السياسة المكشوفة التي أكل عليها الدهر وشرب، هي الجزائر. فسياسة الحرب الباردة التي لم تعد أي دولة تتعامل بها لا بينيا مع الدول الأخرى ولا داخليا مع شعوبها، مبنية على تصدير الأزمات، فإذا كان البعض يقول "اشتدي يا أزمة تنفرجي" فحكام الجزائر وعسكرها يتسلحون دائما بالقول" اشتدي يا أزمة أصدرك للمغرب" وكفى حكام الجزائر استبلادا لشعبهم المقهور !!..
إن وزير خارجية الجزائر "لمسالي" ، لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون وجها حقيقيا، وصورة عاكسة لبلد يحكمه شبح، منتهي الصلاحية " اللهم لا شماتة" جسديأ، وعمريا، ونفسيا، وسياسيا وإن كان الرجل في الحقيقة ضحية لآلة عسكرية لا ترحم ولا تبقي ولا تذر..وبالتالي فإذا كان وزير خارجية الجزائر "لمسالي" ومن معه لم تأخذهم الرحمة والرأفة بابن جلدتهم ورفيق دربهم، فماذا ننتظر نحن منهم؟؟ !!
أكيد أن "لمسالي" تجاوز كل الحدود والأعراف الديبلوماسية وغير الديبلوماسية ، والأخلاق والتعقل.. لكنه مع ذلك فهو كالإناء لم يرشح سوى بما فيه.. ولعمري أنني به كذلك الشخص نحيف البنية الذي وجد نفسه داخل الحافلة مع خصم قوي البنية، والذي شبهه بالدجاجة ولم يكن بمقدوره الرد، لكن عندما ترجل من الحافلة، تلفت من النافذة وقال لمعيره الذي كان لايزال على سفره بالحافلة" تنقبك" وأطلق سيقانه للريح دون الالتفات إلى الخلف..لو كان بمقدور "لمسالي ومن معه..تحريك خلايا نائمة بالمغرب لزعزعة أمنه لكان فعل، ولو كان بمقدوره تمويل لوبيات سياسية وإجرامية واقتصادية من المغاربة وغير المغاربة لزعزعة استقرار المغرب لكان فعل.. وبما أن الجزائر تعرت سياسيا، واقتصاديا، وماليا، أمام باقي دول العالم في كل القارات. فلم لا يفعل وزير خارجيتها "لمسالي" كما فعل ذاك الرجل االمشبه بالدجاجة ، ويكتفي بكلمة " تنقبق" المشكل العميق ليس في ردة فعل المغرب الرسمي، والمغرب الشعبي والمثقف اتجاه تصريح "لمسالي" والمشكل ليس في ردة فعل المؤسسات المغربية التي طالها تصريح "لمسالي" ولا في الدول الإفريقية التي استغباها، المشكل في النخبة الجزائرية المحسوبة على النظام، والمحرجة، لا هي قادرة على انتقاد تصريح "لمسالي" ولا هي قادرة على تبريره، وشخصيا أشفقت على المحلل السياسي الجزائري، الذي أراد الانسجام مع نفسه وجنسيته ورئيس ديبلوماسيته في برنامج حواري بإحدى القنوات العربية، كم أشفقت عليه، وكم أنني لا أريد أن أوضع مكانه.. فالرجل لم ير في تصريح وزير خارجية دولته" لمسالي" أنه تصريح رسمي، ولا كونه تصريح خطير، فكل ما في الأمر بالنسبة له، أن "لمسالي" صرح تصريحا وديا..قاله في حضرة رجال أعمال جزائريين ..فكما لو أن رجال الأعمال الجزائريين وفي ظل انهيار الجزائر اقتصاديا.. اشتكوا حالهم للرجل، وقد يكونوا استشهدوا بصاحب الجلالة الذي فتح لرجال الأعمال المغاربة آفاقا اقتصادية واستثمارية واعدة بل مهمة في إفريقيا.. فطمأنهم وديا بأن الأمر ليس سوى تبييض أموال، ونقل الحشيش، وليس هناك أية استثمارات "صافي"
في الحقيقة وزير خارجية الجزائر أصبح مسخرة في بلاده وخارجها وكان سبقه في المسخرة رئيس الجمهورية وكل من نصبه ، ومع ذلك في رأيي أننا أعطيناه أكثر مما يستحق، وشغلنا أكثر مما يلزم، وهو الذي يجب مقاضاته من طرف الأبناك المغربية، والخطوط الملكية المغربية في كل المحاكم المتاحة.