محمد علي مبارك
أدلى عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائري بتصريحات خطيرة للغاية في حق المملكة المغربية ،لدى مشاركته في جامعة منتدى رؤساء المؤسسات المنعقدة بالجزائر العاصمة، وهي تصريحات لا تليق بالمرة برئيس الدبلوماسية الجزائرية، التي من المفترض أن تعبر عن المواقف الرسمية لبلاده على الصعيد الدولي، في رده على سؤال أحد المشاركين في الجامعة بخصوص مناخ الاستثمار في الجزائر والتقدم الذي تقوم به المملكة المغربية في هذا الجانب وتوجه هذه الأخيرة إلى الأسواق الإفريقية التي قامت بغزوها في شتى المجالات، " حيث قال بالحرف في هذا الصدد بأن الجزائر ضمن الدول الكبرى التي تملك أفضل مناخ للاستثمار، لافتا إلى أنها أفضل من دول شمال إفريقيا من هذا الجانب، كما أن التصنيف الذي أعده معهد “غالوب” ونشره شهر أوت الماضي وضع الجزائر ضمن أفضل 10 دول في العالم من ناحية الأمن، لافتا إلى أن هذا الأمر في غاية الأهمية، قبل أن يؤكد وزير الخارجية بأن المملكة المغربية تسعى لتبييض الأموال التي تجنيها من تجارة المخدرات في الدول الإفريقية وذلك من خلال محاولة بعث مشاريع هناك ، كما أشار إلى أن الرحلات الجوية التي تنظمها الخطوط الجوية المغربية تحمل شحنات من نوع خاص، قبل أن يتحدث عن المشاريع التي تربط الجزائر بالدول الإفريقية وعلى رأسها أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر" .ويبقى التساؤل المحير في تصريح الوزير المعتوه هو أي أمن يتحدث عنه في دولة كشف فيها جيشها الوطني الشعبي ، في عملية تعتبر الاولى من نوعها من حجز كميات معتبرة من الأسلحة من أنواع مختلفة وذخيرة، تتمثل في أربع صواريخ مضادة للدبابات ، وكمية ضخمة من الذخيرة من مختلف العيارات (66573 طلقة).
كما أن الغريب في تصريحات الوزير المعتوه انه لم يشر بالمرة للتحذيرات التي اطلقها مؤخرا البنك العالمي في تقرير له شهر شتنبر الاخير من تفاقم الفقر في الجزائر وتدني مستوى معيشة السكان، كما حذر من انحدار شريحة من السكان تحت عتبة الفقر، قدرها بـ10 في المائة من السكان، ولا الى التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الامريكية على موقعها مؤخرا كتوصية جديدة، تعدل أخرى صدرت في شهر مارس الماضي، موجهة لرعاياها في الجزائر ، بعدما تأكد ان خطر الارهاب لا زال قائما بثلاث مناطق جزائرية . وجاء في هذا التحذير أن "وزارة الخارجية تواصل تحذير المواطنين الأمريكيين، من التنقل إلى المناطق المعزولة في جنوب وشرق الجزائر وكذا بمنطقة القبائل، لأن خطر العمليات الإرهابية والاختطافات قائم بقوة، كما انه لم يشر قط لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية يوم الاربعاء 16 غشت الماضي، أدرج الجزائر في خانة البلدان غير الآمنة ونصح الرعايا الفرنسيين بعدم زيارته، التقرير الذي نشر على موقع وزارة الخارجية الفرنسية، صنف الجزائر ضمن قائمة البلدان الغير أمنة والمهددة بالخطر الإرهابي، ووضعها في نفس مصاف الدول التي تشهد نزاعات مسلحة على غرار العراق، ليبيا وسوريا.
وحسب المتتبعين فانهذا السلوك المشين الذي اقدم عليهوزير الخارجية مساهل باختلاق الأكاذيب والافتراءات ضد المغرب يعبر عن انعدام خلقىوحضاري ليس فقط لهذا الوزير المغبون بل لقصر المرادية ، ويجسد ممارسات ديبلوماسية دنيئة ، كما ان تصرفات حكام الجزائر اتجاه المغرب تجاوزت مشكلة الصحراء المغربية ومعاكسة الوحدة الترابية للمغرب ، فقادة الجزائر اصبحوا يعبرون بشكل صريح عن امتعاضهم عن التقدير والاحترام الذي اصبح يحظى به المغرب في المنتظم الدولي ، لا سيما اختيار المغرب لعقد العديد من اللقاءات والاجتماعات الدولية المهمة ، وهو ما لا تريده الجزائر اطلاقا ، بل لا تريد ابدا ان تكون للمغرب كل هذه المكانة ، وما يزيد في حقد الجزائر للمملكة المغربية هو التطور الاقتصادي والاجتماعي والديموقراطي الذي يشهده المغرب ، رغم انه ليس بلدا بتروليا ، في الوقت الذي تعيش فيه الجزائر العديد من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية .